في ظل المرض والخوف كل شيء يتآكل كما يتآكل المعدن الذي يقطر فوقه الماء، في الفترة الأخيرة أصبح الحديث عن الفيروسات والأوبئة يتصاعد وانتشرت عدوى الحديث عنه في الأوساط العلمية وحتى بين غير المتخصصين ولذلك كان لا بد من وضع النقاط على الحروف والتقاط المعلومة من مصدر متخصص وعالم بماهية الأمور ،تستضيف جريدة "الطريق" دكتور رضا طه رئيس قسم الفيروسات جامعة الفيوم لنستوثق منه المعلومات عن بعض الملفات المتداولة فإلى نص الحوار:-

بداية نرحب بك دكتور رضا،

ما رأيك في الحديث المتدوال عن الوباء الجديد؟

لا يوجد تقارير مؤكدة تفيد بظهور وباء جديد وكل ما يتم تداوله هي معلومات تم انتشارها بطريقة فيها مبالغة وعدم مصداقية وحتى نستطيع القول أن هناك وباء جديد لا بد من ظهور إحصائية تفيد بعدد معين من الإصابات لنقرر مدى تطور هذا الفيروس أو افتراض انتشاره من عدمه

هل من الممكن ظهور وباء جديد يُماثل فى شدته كوفيد ١٩ ؟

من المعروف أن الفيروسات التي ترتقي إلى مستوى وباء من الطراز الذي يحصد الأرواح ويشل منظومة الحياة لا يظهر مرتين خلال قرن واحد هذا من الناحية التاريخية ومتابعة التسلسل الزمني للأوبئة ولكن في ظل ضعف مناعة الإنسان المعاصر وتعدد المصادر التي قد ينشأ من خلالها الفيروس أصبح من الممكن ظهور فيروس جديد ولكن بعدما تعلم العالم من تجربة كورونا أعتقد أن من السهل تقنين وتحجيم خطورة أية وباء جديد قد يظهر في قادم السنين

من أين وكيف تنشأ الفيروسات وما سر ربط الأوبئة بالحشرات والطيور؟

هناك فيروسات تظل مختبئة في أجنحة العديد من الطيور، ومنها الخفافيش التي يعتقد أن كورونا انتقل منها إلى البشر والارتباط بين الفيروسات والحشرات والطيور موجود منذ قرون كما حدث في تجربة الموت الأسود أو الطاعون عندما كانت الفئران تنقل العدوى إلى البشر وبشكل كبير الفيروسات تنتقل من خلال القوراض أو الحشرات كناقل للمرض أو حتى كمنشأ للفيروس

كيف نقلل من فرص ظهور وباء جديد أو على الأقل توقع ظهوره؟

يمكن ذلك من خلال تكثيف جهود البحث العلمي ومتابعة التغيرات بشكل مستمر وعدم الاستهانه بأي أعراض غريبة قد تظهر لدى البعض، بالإضافة إلى تعزيز الدراسات المتخصصة في علم الفيروسات.