الارشيف / سياحة وسفر / العين الاخبارية

أردوغان.. ابن القبطان الباحث عن "اليوبيل الفضي"

تم تحديثه الأحد 2023/5/28 11:21 ص بتوقيت أبوظبي

20 عاما في سدة الحكم في تركيا، من رئيس وزراء إلى رئيس، لكن رجب طيب أردوغان، نجل القبطان البحري، يريد في البقاء بالحكم لـ5 سنوات مقبلة.

انتخابات هي الأصعب في تاريخ تركيا الحديث، وفق التحليلات الغربية، خاضها أردوغان سعيا وراء ولاية رئاسية جديدة، هي الأخيرة له بحسب .

وتنص المادة 101 (2) من الدستور، على أنه "يحق للمواطن التركي الذي أكمل دراسته الجامعية وأتمّ عامه الأربعين من عمره وتتوفر فيه شروط الترشح للبرلمان أن يترشح لرئاسة الجمهورية ويتم انتخابه مباشرة من قبل الشعب".

وأن "مدة ولاية رئيس الجمهورية 5 سنوات. ويسمح بانتخاب الشخص نفسه لولايتين على الأكثر".

وخلال العقدين اللذين قضاهما في السلطة احتفظ أردوغان بصورة الزعيم القوي الذي لا يقهر، وحافظ على هذه الصورة، رغم الرياح العاصفة التي هزت حظوظه بشدة خلال الحملة الانتخابية، وتوقعت رحيله من أول جولة، إلا أنه وبخلاف التوقعات حل في المركز الأول بنسبة 49.51%:


وصعد نجم أردوغان بعد بدايات متواضعة، ليحكم بلاده لعشرين عاما أعاد خلالها رسم سياستها الداخلية والاقتصادية والأمنية والخارجية، وأصبح منافسا للزعيم التاريخي مصطفى كمال أتاتورك الذي أسس تركيا الحديثة قبل قرن من الزمان.

وواجه أردوغان رياحا سياسية معاكسة قبل الانتخابات الرئاسية، إذ كان يعاني من تحميله مسؤولية أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد جاء الزلزال المدمر في فبراير/شباط، بالإضافة إلى اتهام حكومته بالاستجابة البطيئة والتراخي في لوائح بناء كان من المحتمل أن تنقذ أرواحا.

لكن سلطة أردوغان كانت مستقرة على قواعد قوية، إذ تمكن خلال 20 عاما من جمع خيوط كافة السلطات في يده من خلال نظام الحكم الرئاسي التنفيذي، والسيطرة على وسائل الإعلام والقضاء والاقتصاد، وتكديس المؤسسات العامة بالموالين.

لذلك، تمكن أردوغان الذي قضى قبل عقود عقوبة في السجن لأنه ألقى قصيدة شعر ديني، ونجا من محاولة انقلاب عسكري في عام 2016، من الثبات في وجه عاصفة انتخابية عاتية وسباق متقارب على الرئاسة.

ولعل النتيجة التي حققها أردوغان في الجولة الأولى تعود بالأساس إلى التمرس والخبرة في إدارة، إذ فاز رئيس بلدية إسطنبول السابق، في أكثر من 10 انتخابات خلال الـ٢٠ عاما الماضية، وهو ما ظهر في تركيزه على إبراز إنجازات صناعية في فترة الحملة الانتخابية، بما في ذلك إطلاق أول سيارة كهربائية تركية وتدشين أول سفينة هجومية برمائية.

كما أسرع أردوغان بتسليم أول شحنة من الغاز الطبيعي لمحطة بحرية من احتياطي مكتشف في البحر الأسود ووعد بتوفير الغاز الطبيعي مجانا للمنازل خلال فترة الحملة الانتخابية، وافتتح أول محطة للطاقة النووية في تركيا.

وفي إطار مساعيه لتعبئة الناخبين المحافظين، أدلى أردوغان أيضا بتعليقات مناهضة للمثلية الجنسية، ووصف حقوق مجتمع الميم بأنها مفهوم "منحرف" سوف يحاربه.

الصعود إلى السلطة

ولد رجب طيب أردوغان في فبراير/شباط 1954، ونشأ ابنًا لقبطان بحري على ساحل البحر الأسود في تركيا. وعندما كان في الثالثة عشرة من عمره، قرر والده الانتقال إلى إسطنبول، على أمل أن يحصل أطفاله الخمسة على تنشئة أفضل.

وباع أردوغان الشاب عصير الليمون وكعك السمسم "السميط" لكسب أموال إضافية، قبل أن يلتحق بمدرسة إسلامية قبل حصوله على شهادة في الإدارة من جامعة مرمرة في اسطنبول، وممارسة كرة القدم بشكل احترافي.

في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، كان أردوغان ناشطًا في الأوساط الإسلاموية، وانضم إلى حزب نجم الدين أربكان "الرفاة"، ومع ازدياد شعبية الحزب في التسعينيات، انتُخب أردوغان كمرشح للحزب لمنصب عمدة إسطنبول في عام 1994 وأدار المدينة على مدى السنوات الأربع التالية.


لكن فترة حكمه انتهت عندما أدين بالتحريض على الكراهية العنصرية لقراءته علنا قصيدة قومية تضمنت سطور: "المساجد ثكناتنا، والقباب خوذنا، والمآذن حرابنا والمؤمنون جنودنا".

بعد أن قضى أربعة أشهر في السجن، عاد إلى السياسة، وأسس في أغسطس/ب 2001، حزبًا إسلاميًا جديدًا مع حليفه عبد الله غول، هو "العدالة والتنمية"، وفاز بالانتخابات في عام 2002.

وفي العام التالي، تم تعيين أردوغان رئيسًا للوزراء، ليبدأ مسيرته في الحكم، التي يأمل في أن تستمر حتى عام ٢٠٢٧ إذا فاز بانتخابات اليوم الأحد.

ومنذ عام 2003، أمضى أردوغان 3 فترات كرئيس للوزراء، وتزعم فترة من النمو الاقتصادي المطرد وحاز على الثناء دوليًا كمصلح، إذ توسعت الطبقة الوسطى وخرج الملايين من الفقر، وشهدت البلاد طفرة في البنية التحتية.

التحول والسيطرة

لكن كان هناك ملامح تحول إلى الانفراد بالسلطة، وفق منتقديه. وبحلول عام 2013، خرج المتظاهرون إلى الشوارع، ورجع ذلك جزئيًا إلى خطط حكومته لإزالة حديقة محبوبة للغاية في وسط إسطنبول.

وشكلت احتجاجات حديقة جيزي نقطة تحول في حكمه، إذ يراه منتقديه "يتصرف كسلطان من الإمبراطورية العثمانية أكثر من كونه ديمقراطيًا"، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

في عام 2014، ترشح أردوغان للدور الشرفي إلى حد كبير، كرئيس للبلاد في انتخابات مباشرة غير مسبوقة، وبدأ تطبيق خطته لتغيير النظام السياسي عبر دستور جديد يحول البلاد إلى النظام الرئاسي.

لكنه عانى عراقيل في العامين اللاحقين، أولهما فقد حزبه أغلبيته في البرلمان لعدة أشهر بعد انتخابات عام 2015، وتعرض البلاد لمحاولة انقلاب كانت قريبة من اعتقال أردوغان، قبل أن تفشل، في عام 2016.

وفي 2017، مرر أردوغان بفارق ضئيل، استفتاء منحه سلطات رئاسية كاسحة، بما في ذلك الحق في فرض حالة الطوارئ وتعيين كبار المسؤولين الحكوميين وكذلك التدخل في النظام القانوني، مدشنا فترة سيطرته بالكامل على السلطة. 

انتخابات الرئاسة 2023

واجه أردوغان في الجولة الأولى منافسا، توحدت خلفه المعارضة التركية، هو كمال كليجدار أوغلو، ورغم أن استطلاعات الرأي كانت تميل لصالح الأخير قبل الجولة الأولى وتمنحه الأفضلية، بل وذهب بعضها إلى فوزه من الجولة الأولى، لكن أرودغان حل في المركز الأول بنسبة 49.51% وبفارق ضئيل عن نسبة ال 50 %+1 المطلوبة، مقابل 44.8% لكليجدار أوغلو، ليخوض الإثنان أول جولة إعادة رئاسية في تاريخ تركيا.


وخلال الأسبوعين الفاصلين بين الجولة الأولى وجولة الإعادة، كسب أردوغان تأييد المرشح الرئاسي الخاسر سنان أوغان الذي حصل على 5.28 % بالجولة الأولى، الأمر الذي قد يمنحه أفضلية وفرصا أكثر في الفوز في انتخابات اليوم بحسب محللين.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة العين الاخبارية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من العين الاخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا