الارشيف / فن / الطريق

أسامة أنور عكاشة.. عميد الدراما العربية وصاحب «الحلمية» ولياليهااليوم الأحد، 28 مايو 2023 12:37 مـ

  • 1/10
  • 2/10
  • 3/10
  • 4/10
  • 5/10
  • 6/10
  • 7/10
  • 8/10
  • 9/10
  • 10/10

يجلس في "تراس" شقته التي تطل على بحر سيدي جابر، يرتدي جلبابه الفضفاض ونظارته الطبية، يشغله تحولات المجتمع وحكاياته، يغوص في نفوس الناس بمختلف الطبقات، يمسك بقلمه وينسج من وحي خياله شخصياته على الورق، يصنع "الحيرة" التي تلازم "حسن" بين تغيرات الأيام والناس وبين "صنعة" الأرابيسك التي توارثها عن "عائلة النعماني"، وحيرة "بشر" التائه بين كروموز و"زيزينا"، ويصنع الصراع بين "فضة المعداوي"ورجالها والدكتور "مفيد أبو الغار" على الفيلا ويجعله في يرفع "الرايا البيضا"، ويتتبع صراع "سليمان غانم" و"سليم البدري" في "الحلمية"، هو أحد أهم كتاب السيناريو في الوطن العربي، وعميد الدراما العربية، وصاحب "الحلمية" ولياليها الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة.

ولد أسامة أنورغازي عكاشة في 27 مايو 1941بمدينة طنطا في الغربية، كان والده تاجر وقارىء يحب القراءة وكون مكتبته الخاصة التي لا يفارقها "أسامة" وشكلت وعيه في طفولته، توفيت والدته وهو في عمر الـ7 سنوات، قضى معظم طفولته وشبابه في كفر الشيخ، ظهرت موهبته في الكتابة وهو في المرحلة الإبتدائية، التحق بكلية الآداب بجامعة عين شمس في قسم علم النفس والإجتماع ومنها حصل على درجة الليسانس، عمل بعد تخرجه مدرس علم نفس في إحدى المدارس الثانوية في أسيوط، وتعين أخصائي اجتماعي في رعاية الشباب بجامعة الأزهر، خطفته نداهة الفن والكتابة وقدم استقالته.

بدأ "عكاشة" كتابة القصص والروايات وكتب المجموعة القصصية "خارج الدنيا"، ورواية "أحلام في بابل"، اقنعه الروائي سليمان فياض بكتابة السيناريو، ومع بداية الثمانينات كتب عدة أعمال للتلفزيون أبرزها "وقال البحر، الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين، أبواب المدينة".

كان أسامة أنور على موعد مع الشهرة بعد كتب رائعته "الشهد والدموع" 1983 ، وحقق المسلسل نجاح مدوي دفعه لكتابة الجزء الثاني بعده بعامين، ولم يتوقف قلم "عكاشة" عن الكتابة وتتبع "رحلة السيد أبو العلا البشري" ورسم تفاصيل "الحب وأشياء آخرى"، وكانت الدهشة الحقيقية في "ليالي الحلمية" 1987ومن فرط النجاح يستمر في كتابته حتى الجزء الخامس الذي عرض في 1995.

"أسامة أنور عكاشة" كان الأسم الذي يباع به العمل وبات لأول مرة في تاريخ الدراما يصبح السيناريست هو بطل العمل، تميز في كتابته باهتمامه بالتفاصيل ويجعلك تتوحد مع شخصياته التي ينسجها من وحي خياله على الورق حتى تتجسد أمامك على من لحم ودم، تنتظر بشغف من الذي سوف سنتصر في النهاية ومن سوف يرفع "الراية البيضا" 1988، "فضة المعداوي" سناء جميل، أم الدكتور "مفيد أبو الغار" جميل راتب، بعد صراع طويل حول الفيلا.

تحب "حسن" على الرغم من شخصيته في "أرابيسك" 1994، وتضحك تارة على حسه الفكاهي وتارة أخرى تحزن على صنعة الأرابيسك التي أهملها وتتعاطف معه في قصة حبه بـ"توحيدة" هالة صدقي في واحد من أجمل أدوار صلاح السعدني.

كانت كتابات "عكاشة" هي الأطول عمرا والأنجح جماهيريا ونقديا ما دفع النجوم تتهافت على كتاباته، يكتب "ضمير أبلة حكمت" لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة و"امرأة من زمن الحب" لـ سميرة أحمد.

ويصنع مجد يحيي الفخراني في "زيزينيا" ويجعلك مبهورا بـ "بشر" المتقلب مثل بحر إسكندرية والحائر بين "زيزينيا" وكرموز بين أصوله الإيطالية وهويته المصرية التي تطغى عليه وتحفظ جملته التي كتبها "عكاشة" ويقولها عن نفسه قبل بداية التتر "أنا السؤال والجواب، أنا مفتاح السر وحل اللغز، أنا بشر عامر عبد الظاهر".

سنوات من التألق في الدراما لم تجعله ينسى السينما وكتب لها عدة أفلام أبرزها "تحت الصفر، دماء على الأسفلت، كتيبة الإعدام، الهجامة"، وفي المسرح"البحر بيضحك ليه، القانون وسيادته، الناس اللي في التالت"، وبعض الأعمال الروائية أبرزها رواية "منخفض الهند الموسمي" 2000، والتي تم تحويلها إلي "موجة حارة"2013.

شخصيات لا تنتهي ومسلسلات جاءت في الثمانينات لتعيد الروح إلي الدراما التي كادت تفقد بريقها قبل مجىء أسامة أنور عكاشة، وفي 28 مايو 2010، رحل "عكاشة" وترك خلفه شخصيات تعلق بها قلوب الملايين وميراثا فنيا لا ينضب واسم باق لا يغيب.

اقرأ أيضًا:أعمال خلدت اسم أسامة أنور عكاشة.. آخرها فيلم «الباب الأخضر»

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا