الارشيف / فن / صحيفة اليوم

شعراء يكشفون: كيف تكون مبادرة "عام الشعر العربي" عودة إلى الأصل؟

  • 1/2
  • 2/2

أجمع شعراء، على تميز مسمى عام 2023 بـ"عام الشعر العربي"؛ باعتباره من أهم المكونات الحضارية للثقافة العربية.

وأكدوا في تصريحات خاصة لـ"اليوم"، أن المبادرة تعزز مكانة الشعر لدى الفرد والمجتمع في بلادنا، التي تُعد مهداً للغة والشعر والثقافة

عام الشعر العربي

قال الشاعر أحمد الهلالي، إن الشعر العربي هو العمق الثقافي الأول للمملكة، فقد تشكلت القصيدة العربية الأولى على جغرافيتها، وقيل "الشعر ديوان العرب"، واشتهرت الأسواق بفنون الشعر قبل الإسلام؛ وذاع صيتها، ومن حقهم علينا أن نعتز بتراثهم الشعري ونقدمه إلى العالم في صورة تنم عن تجذره وعمقه التاريخي المرتبط بأرضنا، ولا يمكن بحال أن ينفك تاريخ الشعر عن الأرض التي ترعرع ودرج ونضج على ثراها منذ عصر ما قبل الإسلام.

وأضاف أن أعلام الشعر الأوائل من أبناء الجزيرة العربية؛ وثقوا بلدانهم وطرقهم ومقارهم في أشعارهم الخالدة، مضيفا "تضج الكثير من القصائد بأسماء مدن وقُراها، ومآثر أهلها، وتاريخهم الاجتماعي، والسياسي، والحربي، والثقافي واللغوي".

وشدد الشاعر أحمد الهلالي، على أن ارتباط العربي بالشعر؛ أقوى وأعمق من ارتباطه بكل الأجناس الأدبية الأخرى، ومن الفنون بجميع أشكالها.

وزاد: "الشعر متوهج الحضور في كل شؤون حياتنا، نسمعه في احتفالاتنا الرسمية والعامة والخاصة، ويتسامر به الجلّاس والسارين، ويحضر في الخطب الدينية والمحفلية، ويعبق شذاه في كل حالاتنا الوجدانية حباً وتهنئةً وعزاءً وإطراءً وفخراً وهجاء".

وأشار إلى الشعر يأتي في ذروة الاهتمامات القولية عند العرب، ويحظى بقبول جميع الأطياف الاجتماعية، وسيظل حياً في الذواكر، مشيداً بنهج وزارة الثقافة وعنايتها بإحياء الأيقونات الثقافية الكبرى المرتبطة بهويتنا، كالخط العربي والشعر العربي، مؤكداً أن التوجه يوثق صلة المجتمع بالثقافة، ويوجه النشء إلى مطالعة تاريخنا الثقافي، والنهل من منابعه؛ لتجويد تجربتهم الثقافية وإغنائها بالمعارف المضيئة.

ترنيمة العرب

أوضحت الشاعرة فاطمة عاشور؛ أن الشعر ترنيمة العرب، قائلة "ما من أمة اهتمت بالشعر ورَفَعته مكاناً علياً؛ قدر العرب، وهو عند العربي يلتحم مع عميق وجدانه؛ كون العربية لغة فريدة متفردة وسيدة اللغات وملكتها؛ فالشعر ذروة اللغة وشارة تفوقها، ورفيق العرب منذ بدء إجادتهم للغة، حتى في عصر ازدهار الإسلام كان الشعر وصيفاً وواصفاً".

وأشارت إلى أن الشعر زينة اللغة ومترف جمالها؛ فهو يشكل بستاناً من المعارف التي تتوغل في جميع المجالات والأغراض، ويحسب رقي الأمة -ضمن ما يحسب- بعظمة شعرائها وأدبائها ومفكريها، والشعر العربي دلوٌ يمتلئ بعذب ماءٍ نمير يروي المجتمع.

وزادت: "بلادنا سفينة عظيمة تمخر عباب البحار تقدماً وتحضراً، وتبني مجداً يحفر في جبين التاريخ وشماً لا يزول، وكل مجال فكري أو علمي أو أدبي أو اجتماعي تخوضه المملكة وترفع به الألوية؛ يعمل على رفع اسم المملكة عالياً مبيناً مدى مخزونها الثقافي والفكري والحضاري".

وأكملت: "الحفاظ على اللغة العربية شعراً ونثراً؛ هو حفظاً للهوية واعتزازاً للأمة ومكانتها، ولا رقي لأمة دون حفظ هويتها، وسياستنا المجيدة في بلادنا تحتوي اللغة حباً وانتماءً؛ فالشعر قمة اللغة، ومستودع براعتها؛ لذا فتخصيص العام للشعر العربي؛ يعود بفوائد جمة على مجتمعنا ويرفع راية بلادنا، ويزيد بريق ثقافتنا خارجياً، وجميل الذائقة ورفيع الفكر والأدب داخلياً".

مهد اللغة

قالت الشاعرة أماني الشيبان: "بلادنا مهد اللغة ومهد الشعر، وموطن المعلقات، ومنها انطلقت كل البدايات الشعرية والأدبية منذ عصر ما قبل الإسلام، وعلى سنن شعرها وشعرائها سار العرب، وكما في الأمثال فإن الفضل للمتقدم، ومع ذلك لا زالت بلادنا ولّادة، وحاضرها في الشعر ينافس ماضيها".

وأضافت: "المجتمع الذي يجفو الشعر تجفوه الإنسانية، ويجفوه الجمال، ويصبح أشبه ما يكون بكيان جامد، ولا أشك أن الشعر يجلي قيمة الإنسان الروحية، ويعكس رؤاه الحقيقية والمتخيلة، وفي الوقت نفسه صورة عن واقع ثقافي يحياه المجتمع، وفي ثناياه زَخَمٌ معرفي كبير؛ لا يعكس وعي الشاعر فحسب، بل وعي المجتمع واهتماماته".

وترى "الشيبان" أن مثل هذه المبادرات تعكس أهلية بلادنا في تحويل بوصلة العالم العربي إلى مسارها الصحيح؛ إذ أن المملكة الموطن الأول للبدايات المشرِّفة، ولعل المتأمل يلحظ أن المبادرات لا يحتفي بها المواطن فحسب؛ بل العالم العربي والإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا