أوضحت رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي أن رحلتها إلى الفضاء غيرت الكثير من معالم شخصيتها، موضحة أن هناك مرحلتين في حياتها مرحلة ريانة ما قبل الصعود للفضاء وريانة ما بعد الصعود للفضاء.

نحلم ونحقق

ريانة برناوي قالت إن أسهل طريقة لوصف التغييرات التي طرأت على شخصيتها بسبب رحلة الفضاء، هي استخدام شعار اليوم الوطني السعودي "نحلم ونحقق"، موضحة أن الشعور العام لها يبدو وكأنه كالحلم الذي أضحى حقيقة بالفعل.

قالت ريانة برناوي في تصريح خاص مع الإعلامي شريف عامر في برنامج  يحدث في مصر: "الحلم ممكن يصير حقيقة وواقعاً، لكن أنا استشعرت هذا المعنى لما رجعت، حالياً ما أقدر أشوف إن في شيء مستحيل، أنا حاسة إنه أي شخص يقدر يعمل أي شيء ما في مستحيل".

شروط الانضمام كرائدة فضاء

أكدت ريانة برناوي أن كل الأحلام  ستصبح حقيقية مع الشغف والإصرار والاجتهاد، موضحة أنها حققت حلمها مع مرور الوقت ولم يأت هكذا بشكل مفاجئ، وأنها استطاعت أن تسافر للفضاء بسبب نشأتها من البداية.

أشارت ريانة برناوي أول رائدة فضاء سعودية أن تربية والدها لها هي السبب في تحقيق حلمها، مؤكدة أنه كان يحثها دائماً على البحث عن الإجابات العلمية بشغف وعندما تسأله سؤالاً يوجهها نحو الإجابة بطريقة تجعلها تبحث وتزيد من فضولها نحو العلم والتعلم.

أشارت قائلة: "تربية الوالد كان دائماً لو سألت سؤال عمره ما يعطيني إجابة كان دائماً يعطيني مصادر يخليني كده عندي روح وحب للعلم وحل الألغاز وكل شيء غريب يحاول يساعدني ويحفزني للحل، هذا الشيء خلاني متحمسة دائماً لعمل هذه الأشياء، بالعادة الأبحاث والتجارب العلمية هي طريقة لإيجاد حل للمشاكل المرضية مثلاً".

شاهدوا الفيديو

وعن مواصفات رائدة الفضاء أوضحت ريانة برناوي انه بعد الفضول نحو الاستكشاف، تأتي خطوة الدراسة التي أنهتها بنجاح، قبل أن تلتحق بسوق العمل كباحثة، وبالتزامن مع عملها تصادف بحث وكالة الفضاء السعودية عن أشخاص متحمسون لخوض تجارب علمية جديدة في الفضاء، وهنا التحقت بهم لأن هدفها كان المشاركة في إجراء تجارب علمية مفيدة للبشرية في مجال الأنسجة والخلايا الجذعية.

ريانة برناوي أشارت إلى أنها أنهت الماجستير الخاص بها في مستشفى الملك فيصل التخصصي، موضحة أن مجال عملها في مجال الخلايا الجذعية وصل لعشر سنوات كاملة، وحددت مجالها في تخصص سرطان الثدي، مشددة من جديد على أن حب الاستكشاف وطموح البحث هما دافعان الإنسان لخوض تجارب علمية جديدة.

وبالتحليل فإن المواصفات الأساسية المطلوبة في رائدة الفضاء هي:

• الاستكشاف
• القيادة
• القدرة على عمل أكثر من مهمة في نفس الوقت

موقف عائلتها من السفر

وقالت ريانة برناوي إن ردة فعل أسرتها على السفر للفضاء لم تكن واحدة، فهناك ردود أفعال تباينت بين الفرح والصدمة والحماس والفخر والقلق، موضحة أنه كان خليطاً من المشاعر إلا أن شعور القلق طغى على الجميع في اللحظات الأخيرة قبل بداية رحلتها للفضاء، وسرعان ما انتهت بمجرد تواصلها معهم من الفضاء.

ريانة برناوي أشارت إلى أن ما شجعها لاتخاذ هذه الخطوة هو شعار والدها "خدمة الوطن شرف ما بعده شرف" لافتة إلى أنها أخبرت عائلتها بخطوة السفر بعد تقدمها بالفعل وقبولها واجتيازها مرحلة الاختبارات في مدة بلغت شهرين كاملين، بدءاً من مرحلة الترشيح وحتى مرحلة الاختيار.

مرحلة التدريب

وحكت ريانة برناوي في سياق حديثها أنها بعد السفر لأمريكا، انتقلت لفترة التدريب في هيوستن، ثم سافرت لتلقي التدريبات في اليابان وبعد ذلك كانت المحطة التالية هي ألمانيا للتدريب على نماذج مماثلة للمحطة الدولية، فضلاً عن التدريبات اليومية والخاصة بالناحية العلمية والجسدية والصحية والذهنية على خط واحد، مشيرة إلى أنها لم تواجه مشكلات كبيرة في اجتياز أي من التدريبات، لأنها كانت مليئة بالطموح الذي يدفعها للتطلع إلى المرحلة التالية.

الشرط الأساسي للالتحاق برحلة الفضاء، كانت تحمل جسد الشخص السرعة الفائقة للمركبة الفضائية والتي تبلغ 28 ألف كيلو متراً في الساعة الواحدة، مشيرة إلى أن بدلة الفضاء تساعد على البقاء حياً في الظروف الصعبة، وأنها صممت عن طريق إيلون ماسك، وتساعد على التحكم في ضغط الهواء والتنفس وسط هذه السرعة المهولة.

وأعلنت ريانة برناوي أنها لا تزال تسير على نظام غذائي وتدريبات معينة بعد العودة من رحلتها الفضائية، لتؤهلها إلى المرحلة الجديدة والرحلة القادمة، مشيرة إلى أن فكرة وجود رائدة فضاء امرأة عربية ومسلمة الديانة هي فكرة استثنائية للغاية، وقد ساهم في تعريف رواد ومدربي الفضاء على الثقافة العربية الجديدة كلياً بالنسبة لهم.