الارشيف / فن / البشاير

ما تيسر من سيرة زعيم الكوميديا ” عادل إمام “.

  • 1/2
  • 2/2

“ما أسهل أن تتحدث عن الشجاعة
وأنت بعيد عن أرض المعركة “
ما تيسر من سيرة زعيم الكوميديا ” عادل إمام “.

بقلم : حمدي رزق

 

كيف ترسم نفسك كوميدياناً في بلد مفطور على الكوميديا، وفي شعب إذا لم يجد ما يسخر منه، ضحك من نفسه، كيف تكون “عادل إمام” في شعب من الساخرين العظام؟

هذه عبقرية زعيم الكوميديا (عادل إمام)، وهذا شرحه يطول .. وبعضه في هذه السطور ..
الأسم في البطاقة، ” عادل محمد إمام محمد بخاريني “، ويُعرف باسمه الفني ” عادل إمام ” ، كما يقال” إمام الساخرين ” ، وفي بطاقة التعريف المجردة من المحتوى ، ممثل أفلام وممثل تلفزيوني وممثل مسرحي مصري. تاريخ ومكان الميلاد المنصورة في ( 17 مايو 1940 م ) .

حد ضنين قلمي بأفعل التفضيل، ولا أحتفي عادة بأعياد الميلاد، وبيني وبين الفن مسافة كافية للمشاهدة من بعيد، ولكن عيد ميلاد الزعيم ” عادل إمام ” خليق بالاحتفاء وبالاحتفال والبهجة والغبطة والسرور.

احتفال بميلاد موهبة فنية مصرية خالصة، جوهرة جاد بها الزمان، عبقرية كوميدية تجاوزت محيطها الوطني إلى عالمها العربي وغردت عالميًّا، فصار كوميديان العرب الأول بلا منازع، متخطيًا الحدود، متجاوزًا اللهجات، فصار الزعيم العربي الصامد في زمن سقوط الزعامات كأوراق الشجر الجاف هزته رياح الربيع العربي العاصفة.

لست مؤرخًا سينمائيًّا، ولا ناقدًا لأعمال فنية، ولكن محب على البعد لـ”أبو رامي”، تستلفتني ظاهرة عادل إمام، عبقرية عابرة للأجيال، لفتت جيلي وأجيالاً سبقت، نحن أجيال الأبيض والأسود التي فغرت فاها على الألوان المبهرة في صالات العرض، ولا يزال الزعيم قادرًا على لفت أجيال الثورة الرقمية، كوميديانا عابرًا للأجيال والثورات والحروب والانتصارات والانكسارات، عادل إمام حاضر بفنه عبر عقود عبرت بمصر، عادل إمام عنوان رئيس لمدة نصف قرن من الزمان.. أطال الله في عمره.

تكر السنون صاخبة وعادل إمام ينسج تاريخه الفني الخاص، أفلامه عناوين لمراحل من حياة المصريين، وشخوصه حاضرة في كل حارة وزقاق، وسخريته نابعة من معين لا ينضب.
لقط إشارة المواطن المصرى باكرًا، وضبط موجته على موجة الناس، فصار في قلب الشارع، لم يغادره وبرغم الـريح وبرغم الجو الماطر والإعصار.

ميلاد الزعيم في ١٧ مايو، ويتكرر كل عام في نفس اليوم، ولكن ميلاده الفني ومهده المسرحي وشبابه السينمائي، وبلوغه الإبداعي كزعيم للقبيلة الفنية، يحتاج إلى مؤرخ فني حقيقي.
صعب الإحاطة بظاهرة عادل إمام في سطور، وتظلمه عناوين الأفلام والمسرحيات والمسلسلات مجردة من سر الإبداع في شرائط هي دفتر أحوال المحروسة.

**
في عيد ميلاده، نقتطف صورة من معاركه المقدرة في مواجهة الإرهاب، فالفن عند الزعيم رسالة ومهمة وطنية، مقولة شائعة، “من السهل أن تكون شجاعًا وأنت على مسافة آمنة ، على طريقة “خد لك ساتر”، ويقول “نابليون بونابرت”: “ما أسهل أن تتحدث عن الشجاعة وأنت بعيد عن أرض المعركة “، والشُجاع في المعجم، هو الجريء، رابط الجأش وثابت القلب، لا يستخفُّه الفَزَع، ذو قُوَّة وعَزْم، يُواجِه الأُمور بثَبات.

ويوم بعيد، استولى على البعض الفزع، ومكثوا في قعور بيوتهم حذر الإرهاب ، يفتح عادل إمام بابه، غير هَيّاب ، ويخرج على الناس معلنا سفرته إلى أسيوط، معقل تنظيم “الجماعة الإسلامية” الإرهابي، ليعرض مسرحيته في قلب المعركة المحتدمة في شجاعة نادرة استحق عليها لقبه الأثير (الزعيم).
معركة الزعيم في مواجهة الإرهاب تجسدت بعد رحلة أسيوط في ثلاثة أفلام تاريخية، أجمعت عليها المراجع السينمائية المعتبرة، واجه فيها ظاهرة الإرهاب بالكوميديا، ولا يفل الإرهاب سوى السخرية التي كانت سلاحا أمام الكوميديا، وأميرها، سخر من أمراء الدم، وأهدروا دمه، ولم يخش، ولم يخف، ولم تلن عريكته، ولم تهن عزيمته.

وقدم له طيب الذكر “وحيد حامد” رصاصة خارقة للدروع، سيناريو “الإرهاب والكباب” وتحمس عادل إمام، وتم إنتاجه عام 1992 ، وتدور أحداث الفيلم عن موظف بسيط الحال يدعى “أحمد” ولكن عقبات إدارية وروتينية واجهته دخل في مشادة انتهت بقنص سلاح أحد الجنود ويحتجز الرهائن، وانتهت باقتحام قوات الأمن ” مجمع التحرير ” وعدم العثور على الإرهابي الذي قام بتلك الواقعة، والرسالة بعلم الوصول، كيف تصبح إرهابيا رغم عن أنفك، كيف يتم تصنيع الإرهابيين في أقبية المؤسسات الحكومية ؟!

وبعدها بعامين 1994 يطرح عادل إمام، فيلم “الإرهابي” في مواجهة صريحة مع الإرهاب، ويرتدي ملابس الأرهاب البيضاء ، ويرسم على وجهه مسوح الإرهابي “على عبد الظاهر” المنضم لإحدى الجماعات التكفيرية، ويتعرض لحادث سير عقب اغتياله أحد الضباط، وخلال معايشته للأسرة أثناء علاجه وتفاعله مع عدة مواقف، تتغير وجهة نظره وطريقة تفكيره ويكتشف مدى المغالطات التي تعلمها خلال انضمامه لتلك الجماعة، ونتيجة لرفضه أفكاره جماعته يتم قتله على أيديها.

ويعد هذا الفيلم من أكثر الأفلام أهمية في مسيرة الزعيم، لأنه تناول طريقة تعامل الجماعات التكفيرية من الداخل والخارج مع المنضمين إليها، وكذلك نظرتهم للمجتمع وقضاياه، كما قدم رصدًا لظاهرة العنف التي روعت وقتئذ، مثال مهاجمة أوتوبيسات السياح واغتيال المفكر الكبير “فرج فودة” يرحمه الله.

وتم تصوير الفيلم بشكل سري خوفًا من انتقام الجماعات الإرهابية، وعند عرضه كانت قوات الأمن تقوم بحراسة دور العرض خوفًا من تنفيذ أي عمليات إرهابية انتقامية، كما تعرض القائمين على العمل لتهديدات الإرهابيين وتم تعيين حراسات أمنية لحمايتهم.

المعركة متواصلة، وقبل أن تلملم الجماعات الإرهابية ثيابها الملطخة بالدماء، يفجر الزعيم وقبل مرور عام 1995 ، قنبلته الكوميدية الثالثة في وجه الإرهاب، فيلم “طيور الظلام” الذى شرح طيب الذكر “وحيد حامد” المجتمع المصري من خلال قصة ثلاثة محامين أصدقاء، تفرقهم الظروف ومصالحهم، وهم “فتحي نوفل” الذى يستغل قدراته القانونية في الوصول لمركز مدير مكتب أحد الوزراء، و”على الزناتي” الذي ينضم إلى الجماعات المتطرفة ليحقق مكاسب مالية بالدفاع عنهم، و”محسن” ذو الميول الاشتراكية، الذي يعيش كموظف عادي، ويقبل وظيفة بسيطة ويكتفي براتبه فقط دون أي طمع في الحياة، والنهاية خرافية ..

**
أعلاه ما تيسر من سيرة الزعيم عادل إمام في مواجهة الإرهاب.. والمعنى في بطن القائِل “ليست الشجاعة أن تقول ما تعتقد، إنّما الشجاعة أن تعتقد كل ما تقول” .

قصة الزعيم حتماً ولا بد أن يرويها ” عادل إمام ” شخصيا، وهو بطبعه حكاء، وما خفي من تقاطعاته الفنية مع عظماء، والسياسية مع زعماء، والبشر والحجر، عبر عقود مرت بالبلاد وشهدت أحداثا جساما تستحق وقفة من الزعيم، يحكي فيها ما كان منه وكان منهم .

عادل إمام إن حكى، سيحكي طويلاً، لماذا لا يحكي عادل إمام الإنسان، ما تيسر من سيرة عادل إمام الزعيم، رحلة شاقة قطعها حتى وصل إلى قمة جبل السعادة، وكل صعود قبله انكسار، ومن اختمار بييجي النهار على رأي عمنا «سيد حجاب».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البشاير ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البشاير ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا