فوربس

الاحتيال الغذائي مشكلة كبيرة تؤثر في الاقتصاد والصحة العامة، والتحريف المتعمد للمنتجات الغذائية لتحقيق مكاسب اقتصادية يشكل مخاطر على المستهلكين ويقوّض سلامة صناعة الأغذية، ومع ذلك، فإن التقدم التكنولوجي، مثل الذكاء الاصطناعي (AI) و«بلوك تشين»، يقدم حلولاً واعدة لمكافحة هذه المشكلة.

ويمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد الأنماط والشذوذات التي قد تشير إلى الاحتيال الغذائي، وعبر استخدام خوارزميات التعلم الآلي، يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف التناقضات في سلسلة التوريد، مثل المنتجات المزيفة أو المكونات التي تحمل علامات خاطئة، يتيح هذا النهج الاستباقي لمصنعي الأغذية والجهات التنظيمية اتخاذ إجراءات سريعة لمنع الأنشطة الاحتيالية.

وتوفر تقنية «بلوك تشين» منصة لا مركزية وشفافة لتتبع رحلة المنتجات الغذائية من المزرعة إلى المائدة، عبر تسجيل كل معاملة في دفتر حسابات آمن وغير قابل للتغيير، وتضمن صحة وسلامة المنتجات الغذائية، ويمكن للمستهلكين التحقق من أصل وجودة الأغذية التي يشترونها، مما يقلل خطر الوقوع ضحية الاحتيال الغذائي.

وتتطلب مكافحة الاحتيال الغذائي جهداً تعاونياً من جميع أصحاب المصلحة بصناعة الأغذية، بما في ذلك المنتجون والموزعون والمنظمون والمستهلكون. وعبر الاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي وتقنية «البلوك تشين»، يمكن لأصحاب المصلحة العمل معاً لإنشاء سلسلة إمداد غذائي أكثر شفافية وأماناً، ولا يحمي هذا النهج الجماعي المستهلكين من المخاطر الصحية المحتملة فحسب، بل يحمي أيضاً سمعة صناعة الأغذية واستدامتها.

الاحتيال الغذائي قضية معقدة تتطلب حلولاً مبتكرة لضمان سلامة إمداداتنا الغذائية، وتوفر تقنية الذكاء الاصطناعي أدوات قوية لاكتشاف الأنشطة الاحتيالية ومنعها، مما يؤدي إلى إنشاء صناعة أغذية أكثر شفافية وجديرة بالثقة، ومن خلال تبنّي هذه التقنيات وتعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة في الصناعة، يمكننا مكافحة الاحتيال الغذائي بشكل فعال وبناء مستقبل أكثر أماناً لجميع المستهلكين.