تخطت مكاسب سهم "بيركشاير هاثاواي" 4,000,000 في المئة منذ انضمام المستثمر "وارن بافت" إلى الشركة في منتصف ستينيات القرن الماضي، وهي مكاسب تبرر الثروة الهائلة التي يمتلكها الملياردير اليوم وتضعه بين أغنى 10 أشخاص في العالم. أيضًا، كانت هذه المكاسب خير شاهد على اللقب الذي استحقه المستثمر الأمريكي "حكيم أوماها"، ليس لمجرد أنها مكاسب فائقة الضخامة، ولكن لأنها بُنيت بالأساس استنادًا إلى عملية انتقاء دقيقة للغاية ودائمة النشاط قادها "بافت" بنفسه. لكن هل هذا يعني أنه كان يحسن الاختيار على الدوام؟ أو كان دائم التفوق على السوق؟ بالطبع فكرة أن هناك شخصًا يمكنه التفوق على الجميع ويحسن الاختيار على الدوام، هي فكرة خيالية، ومع ذلك، فإن الخسائر التي مُني بها لا تقلل من إنجازهالكثير. مكاسب استثنائية - كان أداء سهم "بيركشاير هاثاواي" متفوق في أغلب السنوات منذ عام 1965 حتى نهاية 2023، وإجمالًا كانت له الغلبة على أداء السوق الأمريكي ممثلًا في مؤشر "إس آند بي500". للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام - في عام 1976 على سبيل المثال، قفز سهم "بيركشاير" بنسبة129.3%، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه مكاسب المؤشر واسع النطاق 24%، وكان هذا أفضل أداء سنوي للسهم. - قدم السهم أداءً مميزًا في أعوام عدة أخرى، لكن أفضلها كان 1979 و1985 و1989 عندما ارتفع بنسبة 102.5% و93.7% و84.6% على التوالي. إخفاقات "الشاطر" - لكن كما كان هناك وقتًا لجني الأرباح والاحتفال، كانت هناك مناسبات أخرى لتحمل مسؤولية الخسائر والنظر في تصحيح المسار، مثلما حدث عام 1974، عندما هبط السهم بنسبة 48.7% مقابل انخفاض 26.4% للمؤشر، وكانت هذه أسوأ أعوام سهم "بيركشاير" أداءً. - ليس ذلك فحسب، ففي عام 1990، عندما انخفض المؤشر بنسبة 3.1%، كانت خسائر سهم "بيركشاير" أكثر حدة بكثير، حيث تراجع بنسبة 23.1%، كما تراجع بنسبة 12.5% عندما ارتفع السوق بنسبة 1.4% خلال عام 2015. - لكن الخسارة الكبيرةلـ "بافت" (رغم أنها ليست بين أكبر 3 خسارات)، كانت في عام 1999 عندما انخفض سهم "بيركشاير" بنسبة 19.9%، في الوقت الذي حقق فيه السوق مكاسب قوية تصل إلى 21%. الأداء المجمل.. من يتفوق؟ - مع ذلك، فإن هذه الإخفاقات في مسار "بافت" يبدو أنها لم تكن سوى استثناء وفرص لالتقاط الأنفاس وتصحيح المسار، حيث تشير البيانات إلى أن سهم "بيركشاير" كان دائم الارتداد وتعويض الخسائر. - كما تظهر البيانات على الشارت أعلاه، فإنه في أسوأ الظروف لم يقبع السهم في المنطقة السالبة طويلًا، وبلغت أطول سلسلة خسائر سنوية له عامين (1973 و1974)، والتي أعقبها مباشرة أطول سلسلة مكاسب سنوية (9 أعوام). - على أساس سنوي مركب، ارتفعسهم "بيركشاير هاثاواي" بنسبة 19.8% خلال الفترة المشار إليها (1965- 2023)، وهذا تقريبًا ضعف معدل 10.2% الذي حققه مؤشر "إس آند بي 500". - أما بالنظر إلى المكاسب الإجمالية التراكمية لكلا الجانبين خلال نفس الفترة، فبلغت تقريبًا 4.4 مليون في المئة (أو تحديدًا 4,384,748%) للسهم، مقابل أكثر قليلًا من 31 ألف في المئة (31,223%) للمؤشر. - يرجع ذلك في النهاية إلى الإدارة النشطة والحكيمة التي تستند إلى الاعتراف بالأخطاء وسرعة تداركها، فكما عُرف "بافت" باستراتيجية "الشراء والاحتفاظ طويلًا"، عُرف أيضًا بعدم صبره على الأسهم التي تثقله بالأعباء أو ذات الآفاق المضطربة وغير الواضحة. المصادر: أرقام- خطاب بافت السنوي للمساهمين 2024