كشف رئيس المركز الوطني لإدارة النفايات د. عبدالله السباعي، أن مكتسبات التحول إلى الاقتصاد الدائري من الناحية الاقتصادية يسهم في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 120 مليار ريال، ومن الناحية البيئية يؤدي إلى تخفيض 73 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون المكافئ، ويوفر ما يعادل 60 مليون برميل نفط من استهلاك الطاقة، مشيرا إلى أنه من الناحية الاجتماعية يسهم في توليد 77 ألف وظيفة بحلول 2035.

جاء ذلك خلال مشاركة المركز الوطني لإدارة النفايات يوم أمس، في اللقاء التفاعلي مع مصنعي أكياس البلاستيك، والذي أقيم بالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، ومنصة الصناعيين والمصدرين السعوديين.

وقال السباعي: إن نظام إدارة النفايات الجديد يمكن المركز من القيام بتحديد مسؤوليات منتج النفاية ومقدمي الخدمات، وتحديد مسؤولية المنتج، لتحقيق الاستدامة المالية، ووضع المخطط الإستراتيجي الشامل، وإلزام الجهات بوضع خططها التنفيذية، إضافة إلى تحديد الأدوات المالية ونماذج التمويل المختلفة للمنظومة، إلى جانب تنظيم وتحفيز الفرص الاستثمارية، وتنظيم واستيراد وتصدير النفايات، فضلا عن إتاحة وضع ضوابط ومعايير التراخيص والتصاريح، ووضع ضوابط ومعايير المخالفات والعقوبات.

وأضاف أن المخطط الإستراتيجي الشامل يهدف إلى وضع خارطة طريق لآلية تنفيذ إدارة النفايات والاستثمار فيها بمدن وقرى المملكة، بناء على الوضع الراهن، مشيرا إلى الإفراط في استهلاك الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، إذ تم تقدير عدد الأكياس استنادا إلى بيانات المرادم وتحديد مكونات النفايات، فيما تبين أن الشخص يستهلك 5760 كيسا في العام.

وأشار إلى أن هناك نحو مليون طن سنويا متولد من نفايات الأكياس البلاستيكية، نصيب الفرد منها 28 كيلو جراما سنويا، لافتا إلى أن الإنفاق الحكومي المباشر على أنشطة إدارة النفايات للأكياس البلاستيكية يقدر بنحو 100 مليون ريال.

وأوضح أن رؤية المركز الوطني لإدارة النفايات تنبثق من رؤية المملكة 2030 حيال حماية البيئة والمحافظة عليها بشكل عام، والارتقاء بإدارة النفايات بشكل خاص، مشيرا إلى أن المركز يعمل بأفضل المعايير الدولية لتنظيم قطاع النفايات بفاعلية واستدامة من خلال الابتكار وتبني أفضل الممارسات والتقنيات الحديثة.

ولفت إلى أن مهام المركز الرئيسية تتمثل في التشريعات والأدلة الاسترشادية والتخطيط والتطوير، إذ يتم وضع مقاييس وضوابط واشتراطات فنية وتقنية لكامل سلسلة القيمة، إضافة إلى المخطط الإستراتيجي الشامل والحلول التكاملية، مشيرا إلى أن من ضمن المهام: الاستدامة المالية والاقتصاد الدائري ودراسة نماذج التمويل المختلفة ووضع الأدوات المالية، وتشجيع الفرص الاستثمارية في القطاع، فيما يهتم المركز بالتوعية وبناء القدرات ببرامج توعوية ودورات وندوات لتعزيز الرقمنة.

وقال السباعي إن منظومة إدارة النفايات والأكياس البلاستيكية تواجه تحديات وحلول، منها: الحاجة إلى التحول من الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري في إدارة النفايات، لا سيما مع وجود آثار سلبية بيئية واجتماعية واقتصادية من الاقتصاد الخطي، منها: معدلات منخفضة للتدوير ومعدلات مرتفعة لاستهلاك الطاقة والمواد الخام، فضلا عن معدلات التخلص من النفايات في المرادم التي ينتج عنها أثر سلبي على البيئة والصحة العامة.

وشدد على الدور الإيجابي الذي يلعبه الاقتصاد الدائري، إذ يخفض من معدل إنتاج النفايات من المصدر، ويرفع معدلات نسب التدوير، ويخفض استهلاك الطاقة والمواد الخام، فضلا عن أنه يرفع كفاءة أعمال التصنيع والإنتاج ويخفض من استهلاك المرادم، الأمر الذي يقلص الأثر السلبي على البيئة والصحة العامة.