مع تعرض أجزاء من الصين لدرجات حرارة عالية قياسية وأمطار غزيرة تصدرت التقارير والعناوين الرئيسة للصحف في البلاد عن حيوانات مزارع ومحاصيل تعاني أنماط الطقس القاسية، ما أثار مخاوف بشأن الأمن الغذائي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وشهدت الصين أسوأ موجة حرارة وجفاف منذ عقود خلال صيف عام 2022، ما تسبب في نقص واسع النطاق في الطاقة، وتعطيل سلاسل الإمداد الغذائية والصناعية. هذا العام، اجتاح الحر الشديد أجزاء كثيرة من البلاد.

ماتت الخنازير والأرانب والأسماك من درجات الحرارة الشديدة، وغمرت المياه حقول القمح في وسط الصين بسبب هطول الأمطار الغزيرة منذ عقد. في غضون ذلك، يشعر المسؤولون بالقلق من أن الجفاف قد يضرب حوض نهر اليانغتسي، منطقة زراعة الأرز الرئيسة في الصين، في الأشهر المقبلة.

ومنذ مارس وصلت درجات الحرارة في عشرات المدن الصينية إلى مستويات قياسية موسمية. تصاعدت موجة الحر في الأيام الأخيرة، حيث عانى عدد من المدن في مقاطعتي يونان وسيشوان، درجات حرارة قياسية تجاوزت 40 درجة مئوية أو 104 درجات فهرنهايت.

وبحلول الأربعاء الماضي، سجلت 578 محطة أرصاد جوية وطنية تقع في مدن مختلفة في جميع أنحاء البلاد، أعلى درجات حرارة على الإطلاق في هذا الوقت من العام، وفقاً لإدارة الأرصاد الجوية الصينية. وكتب كبير المحللين الزراعيين في سيتيك سيكيوريتيز، شنغ شيا، في تقرير بحثي الأربعاء الماضي أن «الطقس القاسي مثل الجفاف والفيضانات، قد يعطل إنتاج الغذاء ويزيد من حالة عدم اليقين في إمدادات الغذاء والنفط».

وحذر من تزايد التهديدات للأمن الغذائي هذا العام بسبب ظاهرة «النينيو» التي تلوح في الأفق، وهي ظاهرة طبيعية في المحيط الهادئ الاستوائي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة عن المتوسط. ويمكن لظاهرة «النينيو»، لأول مرة، أن تدفع العالم إلى ما بعد 1.5 درجة مئوية من الاحترار، فوق مستويات ما قبل الصناعة في منتصف إلى أواخر القرن التاسع عشر.

ويقول شنغ: «بالنسبة للصين، فإن ظاهرة (النينيو) ستؤدي بسهولة إلى زيادة عدم اليقين بشأن المناخ في حوض نهر اليانغتسي، ما يتسبب في حدوث فيضانات في الجنوب وجفاف في الشمال، وصيف بارد في الشمال الشرقي».

• ظاهرة النينيو ستؤدي بسهولة إلى زيادة عدم اليقين بشأن المناخ في حوض نهر اليانغتسي، ما يتسبب في حدوث فيضانات في الجنوب وجفاف في الشمال، وصيف بارد في الشمال الشرقي.