الارشيف / عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

محلل بريطاني: ليس جاداً إزاء تحقيق هزيمة أوكرانيا لروسيا

  • 1/2
  • 2/2

تطلب الأمر من الرئيس الأميركي جو منعطفاً رئيساً حتى يوافق في نهاية المطاف على تزويد أوكرانيا بطائرات إف-16 الحربية. وحتى رغم ذلك، فإنه في ظل التأخيرات غير المعقولة التي أثرت على التزامات إدارة بايدن الأخرى الخاصة بتزويد كييف بأسلحة متقدمة، تظل المخاوف قائمة بشأن ما إذا كانت الطائرات سوف تصل فعلاً في الوقت المناسب، لتحقق اختلافاً ملموساً في الجهد الحربي الأوكراني.

ويقول الباحث البريطاني، كون كوفلن، محلل شؤون الدفاع لدى صحيفة «ديلي تليغراف» في تقرير نشره معهد جيتستون الأميركي، إن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وكبار مستشاريه العسكريين ظلوا طوال شهور يناشدون حلفاءهم الغربيين تزويدهم بالطائرات الحربية، وهم يسعون لتحقيق انتصار حاسم ضد أعدائهم الروس.

وعلى الرغم من أن السلاح الجوي الأوكراني فاق التوقعات بالنسبة لمواجهته للقصف الجوي الروسي، ثارت تساؤلات بشأن قدرة الأسطول الأوكراني المتهالك من طائرات ميغ، التي ترجع للعهد السوفييتي، والتي تكبدت خسائر كبيرة أثناء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، على مواصلة توفير الغطاء الجوي المطلوب لمواصلة العمليات العسكرية.

افتقار للطائرات الحربية

ويتردد أن الافتقار للطائرات الحربية الكافية هو أحد الأسباب الرئيسة وراء تأجيل كييف لهجوم الربيع المرتقب منذ وقت طويل لتحرير شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم من السيطرة الروسية.

وكما اعترف زيلينسكي نفسه أخيراً، بأنه دون ترسيخ التفوق الجوي أولاً، يمكن أن تتكبد القوات الأوكرانية خسائر جسيمة في الأرواح، إذا تقدمت من دون غطاء جوي مناسب. واعترف الرئيس الأوكراني في مقابلة نشرت أخيراً: «سوف نخسر عدداً كبيراً للغاية من الأفراد».

وأوضح كوفلن أن قرار الرئيس بايدن دعم الجهود الغربية لتزويد أوكرانيا بطائرات إف-16، المتفوقة للغاية مقارنة بأسطول أوكرانيا الحالي من طائرات الميغ، يمكن أن يغير قواعد اللعبة بالنسبة للأوكرانيين، حتى لو كان إدارة بايدن بالنسبة للقضية يعني إمكانية مرور شهور، قبل أن تشارك أي طائرة إف-16 في القتال بالفعل.

مماطلة ومراوغة

ويقول كوفلن إن المماطلة والمراوغة كانتا السمتين الرئيستين لتعامل بايدن مع أزمة أوكرانيا، حيث يبدو الزعيم المفترض للعالم الحر عاجزاً عن اتخاذ قرار بشأن أفضل السبل لتزويد الأوكرانيين بالأسلحة التي يحتاجون إليها لهزيمة الروس.

وفي أعقاب نداء زيلينسكي العلني مطالباً بتزويده بالمقاتلات الغربية الحديثة مثل إف-16، رد بايدن في بادئ الأمر باستبعاد إرسال هذه الطائرات لأوكرانيا، نظراً لأنها من إنتاج الولايات المتحدة، وتتطلب موافقة واشنطن قبل إرسالها لأي طرف ثالث.

وفي حديث مع شبكة «آيه بي سي» في فبراير الماضي، أعلن بايدن أن أوكرانيا «ليست بحاجة لطائرات إف-16 الآن»، وقال: «أستبعد ذلك في الوقت الحالي»، بينما في الشهر التالي قال كوليم كال، وهو من كبار مسؤولي السياسة الخارجية في البنتاغون لأعضاء الكونغرس الأميركي، إنه حتى لو وافق الرئيس بايدن على تزويد أوكرانيا بطائرات إف-16، يمكن للأمر أن يستغرق عامين لتدريب وتجهيز الطيارين الأوكرانيين.

وبعد أن دعم عدد من الحلفاء الأوروبيين البارزين، وبينهم المملكة المتحدة وفرنسا، وألمانيا وبولندا، تشكيل «تحالف طائرات» غربي، لتعزيز الجهد الحربي الأوكراني، وافق بايدن في نهاية المطاف على إمكانية تزويد أوكرانيا بالطائرات، مفترضاً أن هناك أعداداً كافية من الطائرات متاحة لتوفيرها للقضية الأوكرانية.

وعندما أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، عن ذلك في قمة مجموعة السبع الأخيرة باليابان، قال إن بايدن «أبلغ نظراءه في مجموعة السبع» بالقرار أثناء القمة، وإن الولايات المتحدة ستشرف على تدريب الطيارين الأوكرانيين.

وفي الوقت نفسه، سارعت إدارة بايدن إلى الحد من توقعات تزويد أوكرانيا بالطائرات في أي وقت قريب، وقالت إنه عندما يتحقق ذلك، ليس من المحتمل أن يسفر عن أي اختلاف كبير في الجهد الحربي الأوكراني، وهذا ليس تماماً التأييد القوي للدعم الذي كان يتوقعه الأوكرانيون.

وكان القوات الجوية الأميركية، فرانك كيندال، ضمن عدد من كبار المسؤولين الذين دعوا إلى توخي الحذر إزاء ذلك الإعلان، حيث أشار إلى أن الأمر يمكن أن يستغرق شهوراً عدة لبحث تفاصيل تزويد أوكرانيا بالطائرات.

شهور عدة

وقال كيندال: «سوف يحتاج الأمر لشهور عدة، على الأقل، لتكون لديهم تلك الإمكانية، وهناك قدر كبير للغاية من التفاصيل يتعين تسويتها». وأضاف: «إن ذلك سيوفر للأوكرانيين قدرة إضافية ليست لديهم الآن. لكن لن تكون عاملاً أساسياً في تغيير قواعد اللعبة».

وقال كوفلن إن إحدى العقبات الرئيسة التي يتعين التغلب عليها إيجاد طائرات إف-16 يمكن منحها لأوكرانيا في المقام الأول. فالولايات المتحدة، رغم استعدادها لتوفير التدريب والدعم، أوضحت أنها لا تريد إرسال الطائرات الأميركية لأوكرانيا، وذلك أساساً لتجنب إدارة بايدن إغضاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من ناحية أخرى، تقول الدول الأوروبية، مثل هولندا، وبلجيكا، والدنمارك، وبولندا، التي تستخدم طائرات إف-16، والتي قادت حملة إرسالها لأوكرانيا، إنها لا تمتلك أعداداً كافية من الطائرات لمنحها للأوكرانيين.

واختتم كوفلن تقريره بالقول إن كل ذلك يشير إلى أن إعلان بايدن بشأن إرسال طائرات إف-16 لكييف، بدلاً من أن يوفر تحسناً ملموساً للقدرات القتالية لأوكرانيا في الحرب، يمكن أن يثبت أنه ليس أكثر من مجرد لفتة جوفاء، تثير شكوكاً جادة حول ما إذا كان لدى إدارة بايدن أي اهتمام حقيقي بانتصار أوكرانيا في هذه الحرب الدموية.


• سارعت إدارة بايدن إلى الحد من توقعات تزويد أوكرانيا بالطائرات في أي وقت قريب، وقالت إنه عندما يتحقق ذلك، ليس من المحتمل أن يسفر عن أي اختلاف كبير في الجهد الحربي الأوكراني، وهذا ليس تماماً التأييد القوي للدعم الذي كان يتوقعه الأوكرانيون.

• على الرغم من أن السلاح الجوي الأوكراني فاق التوقعات بالنسبة لمواجهته للقصف الجوي الروسي، ثارت تساؤلات بشأن قدرة الأسطول الأوكراني المتهالك من طائرات ميغ، التي ترجع للعهد السوفييتي، والتي تكبدت خسائر كبيرة أثناء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، على مواصلة توفير الغطاء الجوي المطلوب لمواصلة العمليات العسكرية.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

طباعة تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا