الارشيف / العاب / IGN

مراجعة Stellar Blade

إذا كنت شخصًا مطلعًا محبًا للتقنية وشاءت الأقدار أن تبادلت أطراف الحوار مع صديق ما قبل عدة سنوات وحدثته عما يمكن للذكاء الاصطناعي فعله في المستقبل القريب مع اعتماد البشر على تلك التكنولوجيا بشكل كامل سعيًا لحياة أفضل، وتوسع نفوذه ليصل إلى حد التحكم في مصادر الحياة الأساسية بكوكبنا وتهديد مصالح البشر أنفسهم، فربما يصف صديقك كلماتك بالمبالغ فيها أو بالخيال الجامح، ولكن إذا كررت نفس المناقشة في الوقت الراهن فمن المحتمل أن تجد صديقك أكثر إذعانًا ويتفق معك في كل كلمة تقولها بالنظر لحجم التطور الذي يعيشه عالمنا حاليًا بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي - حتى وإن كانت محدودة للغاية - فكيف سيكون الوضع بعد عدة سنوات أو عدة عقود من الآن؟ هذا بالضبط ما تسعى Stellar Blade لتنبيهنا إليه من خلال قصة Eve، الفتاة الشابة التي وصلت إلى الأرض في رحلة محفوفة بالمخاطر بهدف استعادة العالم من قبضة مخلوقات غريبة تسببت في فناء البشر الذين استثمروا كل نفوذهم في تطوير الذكاء الاصطناعي دون الإنتباه لعواقب تلك الخطوة، نتحدث هنا عن مخلوقات "نايتيبا"، تلك الكائنات المتطورة التي تمكنت من فرض سيطرتها وأنهت جميع أوجه الحياة على سطح الأرض باستثناء تجمعات سكنية محدودة للغاية لا حول لها ولا قوة في صد تلك الوحوش الفتاكة.


تنطلق أحداث Stellar Blade من تلك النقطة التي تضعك أمام تساؤلات لا حصر لها، ما الذي حدث للأرض؟ كيف فقد البشر السيطرة على كوكبهم؟ ما أصل هذه الكائنات المتوحشة وكيف تتطور بسرعة مذهلة؟ هل هناك حل لإيقاف هذا الزحف واستعادة بني آدم السيطرة من جديد؟ وبينما تبحث عن إجابات مقنعة لهذه التساؤلات المشروعة، يصحبك العنوان في رحلة تستمر لحوالي 20 ساعة تتعرف من خلالها على آخر معاقل البشرية، وتتطلع على تفاصيل الحروب المشتعلة التي أدت لتفاقم الوضع وفقدان السيطرة، وتتسلل من منطقة لأخرى ًا عن أدلة لمحاولة إيقاف هذا الغزو وإعادة الأمور لنصابها الصحيح.

كعادة أي قصة تضع أمامك تساؤلات أكثر من الإجابات، تنطلق أحداث Stellar Blade بشكل مثير للاهتمام من خلال عملية إنزال فاشلة تنتهي بنجاة بطلتنا لتقرر المضي قدمًا وحيدة بحثًا عن أي وسيلة تضمن استعادة الأرض، تواصل Eve رحلتها وتنتقل من منطقة لأخرى بحثًا عن الموارد والترقيات لتطوير عتادها والتصدي للأعداء الأكثر بطشًا، وتسعى في الوقت نفسه لجميع البيانات من خلال الوثائق وشرائح الذاكرة ورموز المرور لمعرفة ما حدث للبعثات التي سبقتها من جهة، وما حدث للبشر أنفسهم قبل سنوات طويلة وأدى إلى تدهور الأوضاع بشكل كارثي من جهة أخرى، تتبع اللعبة وتيرة جيدة في البداية تبقيك متشوقًا لمعرفة حقيقة ما حدث، لكنها بمجرد أن تصل إلى خطوط المؤامرة الرئيسية، سيكون من السهل للغاية التكهن بالأحداث ولن يفاجئك أي شيء مستقبلًا، والسبب الرئيسي هو أننا نتحدث عن قصة تم استهلاكها مرارًا وتكرارًا في ألعاب ما بعد نهاية العالم، بل وتتطابق مع عناوين أخرى في شكل السرد وطريقة كشف الحقائق، مما يجعل الاستمرار في اللعب حتى ليس بهدف اكتشاف شيء لم تتوقعه بالفعل، وإنما بسبب أسلوب اللعب الممتع والآليات المنوعة التي تمنحك خيارات لا حصر لها للتعامل مع كل خصم بشكل مختلف واستعراض قدرات Eve القتالية بصورة مثيرة للإعجاب.

من المؤكد أن المضي قدمًا منفردًا بحثًا عن الحقيقة في عالم مدمر تسيطر عليه الوحوش سيكون أشبه بدرب من المستحيل ما لم يمد لك شخص آخر يد العون في اللحظات الحالكة، وينطبق نفس الوضع على بطلتنا التي سرعان ما تلتقي بآدم (اسم البطل والبطلة كافي لإيضاح ما ستؤول إليه الأحداث لاحقًا) أحد الباحثين عن الخردة الذي يقرر مساعدة بطلتنا في مهمتها على آمل أن ينقذوا البشرية معًا، ويكتمل الفريق بوصول ليلي، تلك الفتاة التي تسيطر السذاجة على ملامحها لكنها تلعب دورًا هامًا بصفتها من فريق الدعم الهندسي، مما يوفر لبطلتنا ترقيات مستمرة للأسلحة والأدوات كلما اشتد الصراع وتطورت الأحداث، المشكلة الرئيسية في تلك الجزئية ليست السيطرة الشبة مطلقة للنساء على الأرض بعد نهاية العالم، وإنما في الركاكة الواضحة في تصميم تلك الشخصيات، فالخلفيات الدرامية والدوافع ليست مقنعة، بل ومحدودة للغاية، أي أنك لن تتمكن من التعلق بأي شخصية بفضل الآراء المقنعة أو التصرفات الحكيمة التي تكتسب ثقتك رويدك رويدًا، بل تم الاعتماد على التصميم المرئي في المقام الأول، بداية من الملامح الجذابة، ووصولًا إلى تصميم نماذج الشخصيات بشكل مثير للغرائز في المقام الأول على آمل أن تتغاضى عن أي عيوب آخري طالما أنك أمام شخصية حسنة المظهر لن تمل من النظر إليها حتى وأن كانت تتفوه بكلمات لا معنى لها، وبإضافة تلك الجزئية للقصة المتوقعة، والأحداث التي تم مطها من خلال البحث عن 4 عناصر رئيسية للانتقال إلى هدفك النهائي، ستكون أمام مشروع تخلى عن فرصة ثمينة لصياغة قصة أكثر إثارة وشخصيات أكثر صقلًا كانت ستعمل بشكل مثالي مع أسلوب اللعب لتقديم تجربة مميزة تبقى عالقة في الأذهان لفترة طويلة كما حدث سابقة مع Nier Automata.

لشق طريقها وسط جحافل الأعداء والتهديدات المحيطة من كل اتجاه، تعتمد Eve على مهارات الذبح والتقطيع حيث الضربات القتالية المتتالية لشل حركة الخصم ومنعه من الرد، ولكن في حال نجا من ذلك، يأتي دور الصد والمراوغة في توقيت مثالي لشن هجوم مضاد والتسبب في أضرار أكبر لأعدائك، يلعب التوقيت دورًا هامًا في المراوغة والصد وإلا ستعاني طويلًا وسيتم استنزاف صحتك في لمح البصر من قبل الزعماء والأعداء الأقوى، في الوقت نفسه يمتلك كل عدو توازن خاص به، ويحافظون على ثباتهم من خلال المحافظة على توازنهم، إذا تحتاج للهجوم بشكل متواصل لضرب هذا التوازن واستنزاف صحتهم، ناهيك عن مهارات الهجمات المتتالية للأعداء والهجمات التي لا تصد، وكلاهما يحتاج للمراوغة بشكل مستمر لتتمكن من النجاة.

تتطور قدرات Eve بمرور الوقت لتشمل استخدام الدرون التي تساعدها في استكشاف المحيطة والعثور على الوثائق والذكريات لتتحول إلى سلاح فتاك بعيد المدى يستخدما أنواعًا مختلفة من الذخيرة، كالطلقات المتتابعة التي تشبه الرشاش الآلي، أو صواريخ "ستينجر" الموجهة التي تدمر دفاعات الخصوم، أو المدفع الناسف القادر على إرسال شعاع ليزر فتاك لا يمكن لأي خصم مهما كان حجمه أو قوته أن يصمد أمامه، وكان من الممتع وجود بعض المراحل التي فرضت استخدام الأسلحة بعيدة المدى فقط، مما دفعني بشكل أو بآخر لتطوير تلك المعدات من قائمة المهارات وإضافة مدى أبعد وذخيرة أكبر، والأهم، قوة نارية أكثر تأثيرًا تصبح بمثابة طوق النجاة في التجمعات الكبيرة والمعارك الضارية التي تجد نفسك محاصرًا فيها من كل اتجاه.

الهجوم بكل مستمر على كل خصم يعترض طريقك ليس مجرد استعراض لقدراتك القتالية أو بث الرعب في نفوس مخلوقات نايتيبا المقيتة، وإنما خيار لا غنى عنه لشحن طاقة بيتا الخاصة ببطلتنا، والتي توفر لها حركات قتالية أكثر بطشًا وهجمات أكثر قوة تجعل كفة المعركة تميل لصالحك إذا تمكنت من استغلالها بشكل استراتيجي منظم بحسب نوع الخصم الذي تواجهه، على الجانب الآخر، تدعم اللعبة خيار التسلل والتخفي بشكل بسيط، إذ يمكنك القضاء على الأعداء غير المنتبهين من الخلف أو من الأعلى، ولديك القدرة على تطوير تلك المهارة لتشمل القضاء على أكثر من خصم طالما بقيت متواريًا عن الأنظار، لكن لا تتوقع أن تقضي على منطقة كاملة باتباع هذا الأسلوب، فهو خيار إضافي لإضافة المزيد من التنوع لأسلوب اللعب لكنه غير مجدي في معظم المعارك الرئيسية، أضف إلى ذلك مجموعة ضخمة ومتنوعة من الألغاز التي تحتاج لسرعة رد الفعل والتي توفر أجواء مغايرة من وقت لآخر بعيدًا عن الاشتباكات المستمرة.

كما أوضحت من قبل، أسلوب اللعب هو الميزة الأبرز والأهم في Stellar Blade، وسيظل يفاجئك بالمزيد من القدرات والمهارات حتى اللحظات الأخيرة من عمر العنوان، ولا يعيبه سوء التصوير ونظام Lock on العشوائي الذي سيجعلك تستشيط غضبًا بسبب عدم اتباعه لأوامرك بشكل مستمر، على الجانب الآخر لديك المقدرة لصقل مهاراتك وتعلم كل أسلوب جديد من خلال ساحة التدريب لتتمكن من مجابهة الزعماء الأكثر قوة، خاصة وأننا نتحدث عن لعب تتبع أسلوب ألعاب Souls حتى ولو بشكل بسيط، وذلك من خلال إعادة الأعداء للحياة مرة أخرى في كل نقطة حفظ تقوم بتنشيطها، كما أنك تفقد نقاط الخبرة التي جمعتها في حال تعرضت للموت في منتصف الطريق، ولضمان إكمال طريقك بنجاح، عليك استثمار نقاط الخبرة التي تجمعها من أعدائك في فتح المزيد من القدرات عن طريق قائمة مهارات متشعبة تشمل الهجوم وقدرات بيتا والاندفاع، كل منها يخدم أسلوب لعب محدد، فإذا كنت متهور وتهاجم أعدائك بلا ، فيفضل فتح المهارات التي تزيد من هجماتك المتتالية أو الهجوم بشكل سريع ثم الشحن لصعق العدو، وإذا كنت حريص على حياة Eve فمن الأفضل لك الاستثمار في شجرة مهارات البقاء لتجنب هجمات العدو تمامًا عند المراوغة، أو تفادي هجوم مميت وإلحاق الضرر بتوازن العدو، ومع القدرة على إعادة تعيين نقاط المهارة وتوزيها بشكل مختلف، لديك مطلق الحرية في تجربة خيارات متعددة لحين الاستقرار على ما يلائم طريقة لعبك.

قد يثير إعجابك التنوع الكبير لأسلوب اللعب وقدرات Eve، لكنك ستعلم مدى أهمية هذا الأمر عندما تجد نفسك محاصرًا بعشرات الأنواع من مخلوقات نايتيبا لكل منها أساليبه الدفاعية والهجومية المختلفة، مثل التابعين كالزواحف والعناكب وعينات الاختبار الذين يتحركون ببطء ويمكنك القضاء عليهم بأريحية من مسافة بعيده باستخدام الدرون، أو المحاربين الأكثر بطشًا وتنوعًا في القدرات، مثل المراقبون الذين يهاجمون باستخدام المنشار المصنوع من العظام، أو الويستر الذي يقاتل بشراسة معتمدًا على جسده المشوه لإصابتك بأضرار بالغة، لكنك لن تشعر بالرعب الحقيقي إلا عند مواجهة قوات النخبة مثل أبادون القوي والسريع الذي يستخدم أشواكه لشل حركتك واستنزاف صحتك، أو الزعماء المعروفين باسم ألفا مثل جيفاس صاحب القوة المفرطة والذي يسبب موجات تصادمية قادرة على طرحك أرضًا وتركك عرضة لهجماته التالية، هذا التنوع الكبير في التصميمات الأعداء وقدراتهم يجعلك تستمتع بكل مواجهة، مع وجود أكثر من 50 نوع مختلف من الأعداء، وشجرة مهارات ضخمة، وقدرات هجومية ودفاعية تتطور بشكل مستمر، مما يجعل أسلوب اللعب بمثابة التاج والعنصر الأبرز في المشروع ككل.

على الجانب الآخر، لدى بطلتنا قائمة معدات يمكنها التبديل بينها بحرية، مثل درع الأكسو الذي يوفر خيارات تشمل زيادة قوة الهجوم أو تحسين طاقة بيتا أو زيادة معدل الضرر، وخيارات التخصيص الخاصة بالمظهر والتي تشمل مجموعة من البدلات للشخصية الرئيسية والرفقاء أيضًا، لكنها لا تشكل أي فارق سوى في المظهر، وكما لاحظت من اللعبة السابق، تلك هي النقطة الأكثر إثارة للجدل بسبب التصميم العام الذي يطغى عليه الإثارة ولا يعد ملائمًا لصغار السن، ولعل هذا السبب الأبرز في منع اللعبة من متجر بلايستيشن الكويتي، وهي جزئية كان يمكن التغلب عليها من خلال نسخة منقحة كما حدث في مشاريع أخرى، خاصة وأن اللعبة لا تدعم أي اجندات أو علاقات تناقض مجتمعنا كما حدث مع ألعاب أخرى صدرت دون مشاكل.

توفر Stellar Blade تنوع مقبول في تصميم عالمها الافتراضي، إذ تارة تجد نفسك في زيون، آخر معاقل البشرية حيث التجمعات السكنية والمتاجر والخارجين عن القانون والمهام الفرعية البسيطة في محتواها والثرية في تفاصيلها وطريقة السرد، وتارة أخرى تجد نفسك في صحراء قاحلة ممتدة على طول البصر ستضطر لقطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام لعدم وجود وسيلة نقل باستثناء السفينة الفضائية التي تكتفي بالتحرك من حدود منطقة لأخرى لتجنب إضاعة وقتك، ولسوء الحظ، لا توفر الخريطة الكثير من التفاصيل حول المنطقة التي تزورها، وستجد نفسك مضطرًا لاستكشاف معظم الكهوف والأودية والممرات بنفسك على أمل العثور على مهمة تثير اهتمامك، او إيجاد عناصر هامة لتطوير قدرات Eve القتالية أو حتى مظهرها الخارجي.

يوفر العنوان 3 خيارات رسومية هي الوضع المتوازن، الذي يجمع بين معدل الإطارات المقبول ودقة العرض المناسبة ويغير بينهما بشكل مستمر، والأداء للتمتع بمعدل إطارات أعلى، والدقة لمنح الأولوية لجودة الصورة ودقة العرض، كذلك تدعم اللعب اللغة العربية في ترجمة القوائم والحوارات مما يساعد على فهم أحداثها بشكل أكثر دقة، خاصة في ظل وجود عدد مهول من الرسائل والوثائق والبيانات التي تساعدك على فهم ماضي هذا العالم والأشخاص الذين عاشوا فيه قبل عقود، الأمر الذي يساعدك على الانغماس في الأحداث بشكل أفضل، وربما تستمتع بقراءة هذه الملاحظات أكثر من التعرف على ملامح القصة الرئيسية نفسها.

تمتلك Stellar Blade أسلوب لعب إدماني يستمر في التطور ويوفر خيارات لا حصر لها للاعب للتعامل مع جيش ضخم من الأعداء بقدرات وتصميمات وأساليب هجومية ودفاعية تجبرك على تغيير استراتيجيتك من حين لآخر، وقصة تبدأ بشكل مشوق لكنها لا تحافظ على نفس القدر من الإثارة وتصبح مكشوفة ومتوقعة بمرور الوقت، بعكس المهام الفرعية التي تقدم سرد مميز ومفاجآت ليست في الحسبان رغم بساطتها، لكن كل هذا لا يقارن بالتصميم السطحي لمعظم الشخصيات الرئيسية التي اعتمدت على المظهر أكثر من الجوهر، والتكرار الملحوظ في الهيكل الخاص بالمهام الرئيسية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا