استضاف مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء"، اليوم الإثنين، الشاعر والفنان صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبد العزيز في حفل "البدر في إثراء".

واصطحب الحفل المدعوين في رحلة مع قصائده وفنه اللذين ألهما عديدًا من الفنانين والشعراء والكُتاب، على مسرح إثراء، تزامنًا مع عام الشعر العربي.

افتتاح المعرض الفني لبدر بن عبد المحسن

افتتح سموه معرضه الفني الأول في السعودية الذي يحمل عنوان "روائع البدر"، لإلقاء الضوء على تجربته الثرية مع الفن التشكيلي، وهو معرض يضم أكثر من 25 لوحة، ويستمر إلى نهاية شهر مايو المقبل، وتُعرَض مجموعة فريدة من لوحات الأمير بدر بن عبد المحسن التي تظهر لأول مرة في المملكة.

وحاور الأمير الشاعر سفيرُ خادم الحرمين الشريفين بدولة الإمارات العربية المتحدة، تركي الدخيل، في جلسة ثقافيّة استثنائية، بينما يشدو بكلمات البدر على مسرح إثراء، الفنان د. عبد الرب إدريس، إلى جانب عدد من الأصوات السعودية الشابة، وهم: معاذ بقنة ونواف الجبرتي وزينة عماد، في مزيج يظهر الأثر الذي تركه شعر البدر على مسيرة الأغنية السعودية في فترات زمنية متعددة.

الحب من وجهة نظر الأمير بدر بن عبد المحسن

قال الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، إن الحب في عالمه له معنى واسع باتساع الحياة، إذ إنه مرادف لحياة الإنسان، مشيرًا إلى أن الحب لا يقتصر فقط على العلاقة بين إنسان وآخر، فله أشكال عدة، مثل حب الخير والسعادة، قائلًا: "نحن بشكل أو بآخر، نحيا بالحب ونحب لنحيا".

وأضاف الأمير بدر أن الحب بين الرجل والمرأة معنى ضيق للمفهوم الأشمل، حتى إن بعضهم يتخيل أنه خُلق لأجل شخص آخر، أو أن هذا الشخص خُلق له، لكن ذلك أقرب للمبالغة.

وأوضح الأمير بدر: "ساعات الحب يكون بتصديق الشخص أن إنسانًا خلق لأجله، مع أنه يعلم أنه خلق لأشياء أخرى كثيرة، ليس فقط من أجل حب فرد غيره".

رؤية الحزن في الشعر للأمير بدر بن عبد المحسن

وقال الأمير بدر بن عبد المحسن إن أكثر الناس طلبًا للحزن هم الشعراء، وبالنظر إلى ميراث الشعر نجد الحزن أكثر ما يتعاطون معه، حتى المتنبي الشهير كان له أن يشكر سيف الدولة لأن الخلاف بينهما بالإضافة إلى الحزن هو ما دفعه لكتابة أجمل القصائد في الشعر العربي.

وردًا على تساؤل من السفير تركي الدخيل بشأن كيف تحرّض المعاناة على الإبداع، قال الأمير بدر إن المعاناة تحرض على الشعر عند تجاوزها، فالشاعر يُسخِّر المعاناة لشعره ولا يُسخِّر شعره للمعاناة، موضحًا أن الصفو رفيق الشعر، لتخرج الكلمات رائقة ومعبرة.

الشعر والصداقة الحميمة

وأشار بدر بن عبد المحسن إلى أن الشعر مثل الصديق الحميم والطيب "ساعات تناكفه وساعات تصفى له"، موضحًا أن قامة الإنسان تختلف باختلاف الظروف التي يمر بها، فقد تثقل عليه الظروف فيشعر بأن قامته أقصر، وقد يسير في صفو وقوة فيشعر أنه يطول السماء.

الفخر والاعتزاز في شعر الأمير بدر بن عبد المحسن

وألمح الأمير بدر بن عبد المحسن، إلى كتابته أشعار الزهو بالنفس والعزة، وأنه كتب عددًا لا بأس به من القصائد في تقدير الذات، حتى إن زوجته تقول له بسببها إنه مغرور.

وتابع الأمير الشاعر أن الإنسان يتعرَّض في حياته إلى بعض المواقف التي تستوجب اللجوء إلى الفخر في حديثه، مثل أن يتحدث عنه شخص بالتقليل منه، كمن يرى كوكب المشتري صغيرًا بسبب بعده وهو لا يعرف في الحقيقة حجمه.

مقارنته بشعراء آخرين

وأوضح الأمير بدر بن عبد المحسن أنّه لا يحب مقارنته بشعراء آخرين، سواء من الزمن القديم أو الحديث، ودائمًا حين يفاجئه شخص بعقد مقارنة بينه وبين غيره، فإنه يحاول التنصّل من الحديث.

وعن عقد مقارنات بينه وبين المتنبي يقول البدر: لو قارنت بيني وبين شاعر بحجم المتنبي، سأكون مخيرًا بين ظلمه أو ظلم نفسي، ولست فاعلًا أيًا من الأمرين، لذا لا أعقد مثل تلك المقارنات.

الشعر الوطني عند بدر بن عبد المحسن

وقال الأمير بدر بن عبد المحسن، إن ما حفزه على كتابة الشعر الوطني، هو رغبته في بعث الروح الوطنية في الشباب، "وعندما أكتب أغنية وطنية أريد إيصال شعور الوطنية لهم، كأني أقول له هذا بلدك، عندنا وطن وناس نفخر بهم".

وأوضح الأمير الشاعر أن "من لا يعتز بوطن مثل المملكة وناس مثل أهل المملكة فما فيه أمل أن يعتز بالحياة"، مؤكدًا أنه يقصد بالأرض التي يتحدث عنها في قصائده، هي أرض المملكة التي تتسم بالطهارة.

يقول البدر: الأرض بالنسبة لي هي البلد والطهارة التي تستمدها من بيت الله ومسجد نبيه، فهي أراضِ مقدسة التي لا أطهر منها على وجه الكوكب.

وأكد الأمير عزته وفخره بقيادة المملكة الرشيدة،مبينًا فخره بخادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وعزته بأنه خادم لخادم الأرض المباركة.