6 يونيو, 2023, 12:40 مساءً

يطلق عليه في بلاده "الفتى الشجاع" بسبب تحمله لظروف مرضه النادر حتى وصل إلى الدراسة بالجامعة، إنه "فتى الصين الملفوف"، الذي يستعد الآن لسلسلة من العمليات الجراحية، حتى يعود إلى الجامعة معتدل الظهر، في شهر سبتمبر القادم.

وحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، بدأت معاناة الصيني جيانغ يانتشن، (19 عامًا)، عندما كان في التاسعة من عمره، حين أصيب بالتهاب الفقرات التصلبي اللاصق، وهو مرض نادر يسبب التهاباً في مفاصل وأربطة العمود الفقري.

وتعني حالته النادرة أن ينحني ظهره بالكامل للأمام، فيما تنحني رقبته ورأسه إلى الخلف تماماً، تاركتين فقط ذراعيه للأمام، ليصبح جسده "ملفوفاً" لا يزيد ارتفاعه عن متر واحد فقط.

وتحمّل "جيانغ" عبء وألم حالته منذ دراسته بالمدرسة الابتدائية، حيث يضطر إلى الجلوس ركوعاً للدراسة في الفصل.

وفي العام الماضي، أصبح "جيانغ" طالباً متخصصاً في دراسة هندسة الطاقة بجامعة دتشو ‏في محافظة شاندونغ شرقي الصين.

والآن يأتي تحدٍّ جديد في حياة "جيانغ" حسب الصحيفة، ففي الشهر الماضي، انطلق الفتى من شاندونغ إلى بكين، في رحلة يأمل من خلالها إلى تغيير حياته عبر الخضوع لسلسلة من الإجراءات الطبية المعقدة التي سيستغرق إكمالها ثلاثة أشهر.

وستكون النتيجة المرجوة أن يتمكّن "جيانغ" من الوقوف بشكل مستقيم مرة أخرى.

وقبل مغادرة مسقط رأسه، قالت له والدته: "عندما تعود، لن تحتاج إلى استخدام كرسي متحرك بعد، يمكنك فقط العودة إلى الوراء، كما كنت حين ولدت".

وحسب الصحيفة، فقد تم الانتهاء بنجاح من الإجراء الأول الذي سيساعد في إعادة رقبته إلى وضعها الطبيعي.

ويواجه "جيانغ" أربع عمليات جراحية أخرى على الأقل، وبعد ذلك يأمل كل من تابع تقدمه أن يتمكن من العودة إلى المدرسة في سبتمبر.

وحسب الصحيفة، تشير البيانات الصادرة عن مركز أبحاث إعادة التأهيل الصيني، أنه يوجد ما يقرب من 5 ملايين مصاب بالتهاب الفقرات التصلبي في الصين، وأن معدل انتشار المرض يقدر بنحو ثلاث حالات لكل ألف نسمة، ويعاني الغالبية من ظهور المرض بين سن 20 و30 عامًا.

وقد جذبت حالة "جيانغ" تعاطف الكثير من الصينيين، عقب نشر قصته بوسائل الإعلام ومواقع التواصل، حيث تلقى العديد من رسائل الدعم اللطيفة، يقول أحد المعلقين: "أتمنى أن تنجح العمليات الجراحية، ويكلل بالشفاء"، وقال آخر: "أتمنى أن يتعافى ويبدأ حياة طبيعية ومهنية".