وسط هتافات «تكفى يا بو دغش» كان القلق والتوتر سيد الموقف، إذ احتجز سيل وادي الجعبة، غرب بيشة 4 شبان، وغمر مركبتهم، وكان يفصلهم عن الغرق لحظات إلا أن لطف الله وتوفيقه مكنتا البطل عايض دغش الأكلبي من اتخاذ القرار الشجاع دون خوف ليبرهن مقولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «الخوف لا أعتقد أنه موجود في قاموس السعودي»، فغامر «عايض» وسط السيول المتدفقة في مشهد مهيب حبس أنفاس الملايين الذي شاهدوا المقطع الذي تسيد الساحة الإعلامية وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يكن يشغل بال الأكلبي حينها سوى تلبية نداء الاستغاثة وإنقاذ أرواح الشبان، ولم تثنه صعوبة الموقف وهول المغامرة عن الدخول للتاريخ من أوسع أبوابه، فكان مضرباً للمثل في الإقدام والجسارة، وسطر بـ"شيوله" الخاص بطولة وموقفاً إنسانياً لا يمحى من الذاكرة، وآزره في مهمته العظيمة أبطال من الدفاع المدني نذروا أرواحهم للحفاظ على أرواح الغير، وتحولت اللحظات العصيبة إلى فرحة عارمة أعلنها البطل الأكلبي عندما تصاعدت أدخنة «الشيول» وكأنها تعلن لحظة الانتصار وهو يحثه بكل ما أوتي من خبرة وقوة ليقاوم عنفوان السيل الهادر ليتنفس الجميع الصعداء، وتعم البهجة الحضور الذين عايشوا تفاصيل المشهد، وتسري الفرحة إلى جميع من سمع وشاهد الخبر بنجاة البطل عايض وأبطال الدفاع المدني والمحتجزين، وتجتاح أصداء هذا الحدث الوطن بطوله وعرضه، ويتفاعل معها الجميع مقدمين الشكر والاعتزاز بهذا الموقف البطولي الذي يمثل جينات المبادرة والشهامة المنغرسة في دم كل سعودي، مطالبين بتكريم هذا النموذج المشرف من أبناء الوطن.