اجتماع استثنائي للمنتدى الاقتصادي العالمي؛ الذي يعتبر الأول من نوعه في الرياض، يؤكد دور المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي في تشكيل جداول الأعمال الإقليمية والعالمية، عقْد الاجتماع في الرياض يوضح الأهمية المتزايدة لمنطقة الشرق الأوسط والخليج في الاقتصاد العالمي. وهو بمثابة اعتراف دولي بدور السعودي كلاعب سياسي واقتصادي رئيسي كحلقة وصل بين الاقتصاديات المتقدمة والناشئة والنامية. تتحدث السعودية اليوم بصوت كل شعوب الأرض قاطبة وبلغة تبدأ بكلمة (نحن) كدول مجتمعة بديلاً عن الـ«أنا» التي تنتهجها بعض الدول العالمية.يحمل الاجتماع الخاص الأول للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض أهميةً؛ كونه يوفر منصة لمعالجة التحديات والفرص الإقليمية، والتواصل مع صنَّاع القرار العالميين، وصياغة أجندة النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي، والتنمية المستدامة والتعاون في الشرق الأوسط وخارجه. وهنا لا بد من بيان أن وجود أكثر من 1000 مشارك من صناع القرار بمختلف مناصبهم تحت قبة واحدة سيساهم في دعم الاستقرار والتنمية الإقليميين. قضايا عالمية ملحة كالتوترات الجيوسياسية، والفوارق الاقتصادية، والقضايا الاجتماعية، تستوجب التفاتة عالمية جادة، وفي ظل تلك المؤشرات ستوفر هذه اللقاءات فرصة لمعالجة التحديات وتعزيز الحوار والتعاون بين المشاركين. نشير إلى أهمية دور السعودية في تسخير نفوذها الجيوسياسي ومواردها الاقتصادية الكبيرة من أجل اقتصاد عالمي أكثر استدامة وديمومة.إذا تحدثنا على المستوى الإقليمي، تواجه منطقة الشرق الأوسط تحديات اقتصادية مختلفة، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وعدم المساواة الاقتصادية، والحاجة إلى التنويع، لذلك أتى استضافة السعودية للمنتدى الاقتصادي العالمي لتعزز المناقشات حول التكامل الاقتصادي الإقليمي والتعاون والحلول الجماعية لمواجهة هذه التحديات وتشجيع التعاون والشراكات عبر الحدود بين الاقتصادات الإقليمية.ليست المواضيع الاقتصادية وحدها من تخيّم على هذا المنتدى، بل سترتفع الأصوات من أجل القضايا الإنسانية، وذلك من خلال تسليط الضوء على التحديات الإنسانية التي تواجهها المنطقة؛ مثل أزمات اللاجئين والنازحين والمساعدات الإنسانية التي باتت تحدياً عالمياً معقداً وكبيراً. فمن الضروري التعامل مع الموضوع بالتعاطف والتفاهم والتركيز على إيجاد حلول مستدامة من خلال منظور شمولي وطويل الأجل. من الضروري أن يدرك القادة في المنتدى الاقتصادي أنّ أزمة اللاجئين هي قضية إنسانية تؤثر على حياة ورفاهية الملايين من الأفراد الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب الصراعات والحروب.