الارشيف / عرب وعالم / السعودية / عكاظ

طالبان.. من كهوف مُظلمة إلى أضواء السُّلطة

تتبنى السياسة مفاهيم مغايرة للسائد، كون الثابت الوحيد فيها هو المتغير، وليس من المستغرب طرح سؤال «ماذا يحدث»؟ وهل نحن بصدد عودة للمربع الأول الذي تجاوزناه منذ التسعينات؟ المؤشرات المثيرة لاستفهامات عدة، تأخذنا إلى طالبان الثمانينات والتحالفات الطويلة مع القاعدة، والتضحية بالعالم في سبيل كسب رضى أسامة بن لادن، وليس بعيداً عن أذهاننا مواقف العداء الحادة مع العالم العربي والإسلامي التي تبنتها طالبان بحسب حوارات الأمير تركي الفيصل، والقبول بالانغلاق، والتسليم الاعتباطي بالعيش في كهوف مظلمة، وفرض وصايا قاهرة على المواطنين والمواطنات تصل حد الإماتة العلنية، والعبث بحقوق الإنسان، والعودة بالمجتمع لعصور ما قبل التاريخ، وبعث أسئلة نائمة، حفّز المستيقظ منها للطرح، حدّ تساؤل أستاذ العلوم السياسية الدكتور مأمون فندي «هل المجتمع الأفغاني المظلم ثقافياً هو الذي أنتج دولة «طالبان» أم أن ثقافة «طالبان» الظلامية هي التي صبغت المجتمع بتلك الصبغة الداكنة؟». ولعل أبرز الأطروحات تداولاً خلال أسبوعين مضيا، ما سر هذه التحولات في مواقف أمريكا، والعالم، الغاضة طرفها عن كل ما كان برغم اقتراب ذكرى 11 سبتمبر بكل شناعتها وضحاياها ووقعها على كبرياء البيت الأبيض؟ وتتباين ردود الأفعال بين مسلّم بما يحصل بحكم أننا ندخل العقد الثالث المفارق بكل معطياته لما كان عليه العالم قبل وأثناء «غزوة مانهاتن»، وآخرين يرون أن قيادات طالبان اليوم ليست هي ذاتها المؤسسة لثقافة العنف، وفريق ثالث يراها فرصة تتاح للحركة على أمل تخليها عن الفكرة الميليشاوية، والانخراط في العمل السياسي بتصور مدني بحت، يعزز مكانة الدولة ويلغي أيديولوجية الجماعة.

ويبدي البعض تفاؤله بأن تقتنص طالبان السانحة، فتحمي الشعب الأفغاني الأعزل من التعنت غير المحمود، وتعلي شأن مؤسسات دولة القانون، وتبرز الوجه الجديد المغاير لوجهها قبل ما يزيد على عقدين من عمر الزمن المتسارع.

ويرى المحلل السياسي الدكتور عبدالحسين شعبان أن المرحلة الحالية غير واضحة المعالم، كون الزعامات الأمريكية تطرح خيارات أوسع، وتتبنى الأقرب لمصالحها، على أمل الفوز بمساحة جديدة لمناورة في مناطق ليست بعيدة عن مطامح ومطامع كبرى للمتنافسين على النفوذ الاقتصادي والعسكري، مشيراً إلى أن التمكين لطالبان لا يعني إعطاء الضوء الأخضر لأفكار تقليدية تناوئ الغرب أو تكيد له، كون الإسلام السياسي أخطر ما واجهه العالم منذ مطلع الألفية الثالثة.

ويظل للأمنيات حضورها في إبداء حُسن النوايا، حتى لا يرفض المستقبل طالبان ويدير لها ظهره شأن الماضي الذي أجهض كل محاولاتها وألجأها للكهوف، ليقينه أن أضواء السُّلطة تُعشي عيون القادمين من ظلام.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا