الارشيف / عرب وعالم / السعودية / صحيفة اليوم

ما بين وبين

في الأمتار الأخيرة لكأس العالم ٢٠٢٢ تتفاوت الدموع ما بين فرح وسعادة وبين حزن وزعل، فمواصلة الرحلة نحو الكأس الثمينة هدف لكل المتنافسين والكبار كرويًّا والخروج من ذلك السباق يعني الانتظار لأربع سنوات أخرى ولنجم بقيمة كريستيانو رونالدو كانت تمثل الوداع بدون تحقيق أهم الإنجازات!
مشاعر مختلطة مرت على المدريديين بالذات ما بين حبهم لرونالدو ورغبتهم في تتويجه وبين تمني فوز الممثل العربي الكبير فاختلطت مشاعرهم (ما بين وبين) والنتيجة النهائية التي أهَّلت المغرب وكتابته التاريخ هوّنت على الكثيرين دموع رونالدو!
اختلف تعاطي إعلامنا مع خروج منتخبنا ما بين طرح متزن بأن ما حدث للأخضر كان يفوق التوقع، والأهم المحافظة على مكتسباته وتقويته للمنافسات القادمة، وبين مَن اعتبر أن الأخضر لم يحقق الطموح، ولابد من إقصاء رئيس الاتحاد والمدرب والبدء من جديد، متناسين أن هم من كان يردد أن مشاركة الأخضر ستكون فضيحة ولكن الفوز على الأرجنتين غير مفاهيمهم وجعل طموحهم يصل بهم بعيدا عن المنطق !
ما بين إبداع المنتخب المغربي الشقيق وبين عدم قدرة أخضرنا على إنجاز مماثل دارت أحاديث كثيرة، فالبعض يرى أن معظم لاعبي المغرب العربي متواجدون في أوروبا و(متشربون) الاحتراف على أصوله، وأن ما تحقق لهم متوقع وممكن، وبين من استغل ذلك الإبداع للتهكم على أخضرنا ونجومه ومسيريه بطريقة أشبه بالشماتة بعيدًا عن المنطقية والواقعية!
نصف نهائي كأس العالم يجمع بين أمنية كل العرب بتأهل المغرب للنهائي، وأمنية متذوقي كرة القدم لنهائي يجمع الأرجنتين بفرنسا، وشخصيًّا أرى أن الفرص متساوية للمنتخبات الأربعة، وربما نشاهد دموع ووداعية أخرى، وربما تتويجه في الفرصة الأخيرة ومهما يحدث فإن المباريات المتبقية ستكون معها آهات ودموع فرح وحزن!
تعود رحى المسابقات المحلية آخر الأسبوع ويعود معها السباق المحموم للظفر بالدوري وسيكون نزال الشباب بالاتحاد محط أنظار الجميع، وما بين كأس العالم وبين الدوري المحلي مسافات وآهات ومتعة مختلفة وصلت ذروتها عالميا، ولكنها نقطة الانطلاقة محليا، فالأغلبية كان لديهم انطباع أن الدوري فعليًّا سيبدأ بعد نهاية كأس العالم ونحن نتنقل (ما بين وبين)!
@DrKAlmulhim

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا