الارشيف / رياضة / صحيفة اليوم

الحسد السياسي

أحيي السيدات والسادة القراء من جديد، وآمل ألا يعتقد أحد منهم لمجرد قراءة عنوان هذا المقال أنَّ هناك شيئا علميا، أو أكاديميا في العلوم السياسية، اسمه الحسد السياسي، ولكن هذا الوصف ربما أقرب ما اهتديت إليه لكي أتمكن من شرح الفكرة التي أود ايصالها للسيدات والسادة القراء. وقبل تناول الفكرة الرئيسة للمقال أُمهد بقولي: إن قمة التي أتمت أعمالها يوم التاسع عشر من شهر مايو للعام ٢٠٢٣، قد انتهت محققة نجاحا منقطع النظير على كافة المستويات، التنظيم، والحضور، والقرارات، ومعالجة القضايا العربية الحالة والطارئة. ولامست بشكل أو بآخر البعدين الإقليمي والدولي في دلالات رمزية تميز هذه البلاد وقيادتها وتجربتها، التي أصبحت نموذجاً يحتذى في إقامة وإدارة القمم الناجحة. قد يسأل البعض ما علاقة القمة بموضوع الحسد، وهنا أقول بشكل مباشر، إن الحسد موجود في حياة البشر حتى في السياسة، والحاسد تقليديا يسعى لأسباب كثيرة مختلفة لإفشال خطوات الآخرين الناجحة. أطبق ما أقول على قمة جدة الأخيرة، حيث تابعنا كمراقبين ومتابعين للحدث الإقليمي والدولي، بعض الأصوات الإعلامية لدولة أبدت غضباً من قطف المملكة مناسبة نجاح عودة إلى حاضنتها العربية، والسبب في ذلك لأن هذه الدولة كانت تتطلع للفوز بهذه الخطوة، لكن وللأسف لم تك الظروف مواتية حينها لا العربية ولا الإقليمية، ولا حتى الظروف الدولية. النقطة الأخرى التي شكلت نقطة عدم ارتياح من ذات الدولة هي دعوة المملكة العربية للرئيس فلاديمير زلنسكي لحضور القمة كضيف شرف، وهذه الدولة تعرف أن مجرد حديث الرجل من منصة القمة من جدة وبالرعاية السعودية، سيجعل أنظار العالم تتوجة إلى هذه البلاد المباركة وقيادتها وإنجازاتها السياسية. وأكثر من ذلك سيقدم المملكة كطرف متوازن في السياسة الدولية، وجهة تسعى للمساهمة في إيجاد حلول للمعضلات الدولية، ومن ذلك معضلة الحرب الروسية الأوكرانية. دليل ذلك أن القمة تلقت عشية انعقادها رسالة من فخامة الرئيس الروسي يبارك الخطى العربية، ويثمن الجهود السعودية الجبارة. نقطة أخيرة ركزت عليها بعض وسائل الإعلام الحانقة والحاسدة تمثلت في غياب رئيس دولة عن حضور القمة، حيث اكتفى بإرسال من ناب عنه، وهذا شأن يخصه، ويخص بلاده، بالإضافة إلى الإشارة ولو بشكل غير مباشر للمملكة العربية السعودية بأنها تقف في صف دولة إقليمية علاقاتها مع الدولة المحتقنة ليست على ما يرام. مؤسف أن يكون الحسد بضاعة سياسية عربية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا