الارشيف / فيديو / صحيفة اليوم

ثقافة الموت.. جغرافيا الآلام


تبدو المآسي والآلام وكأن لا مكان ولا حاضن لها إلا الأمتين العربية والإسلامية.
فالآلام وحروب الكره أصبحت بحوراً من الدم في الجغرافيا الحزينة.
كثير من مآسي الأمة، تحدث ليس بسبب المؤامرات الخبيثة للأعداء، كما يحاول أمراء الحروب وقادة الخزي، بل بسبب التهورات والرعونة لدى المسلمين والعرب، وسوء التدبير وسوء إدارة الأزمات وخبائث ثقافة الميليشيا
أشاعت إيران موضة «الميليشيا» التي تتلبس الجغرافيا العربية والإسلامية، وحفزت ثقافة الموت والفقر والكره والتخلف وإخضاع الناس لصنوف من الإذلال والتهميش وإدخال البلدان في أتون نيران الحروب. وثقافة الخراب هذه تبدأ من إيران نفسها إلى أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا ولبنان واليمن وساحل العاج ونيجيريا، وحيثما تزدهر ثقافة الميليشيا.
ولنأخذ مأساة اليمن مثلاً، فتخبطات ميليشيا الحوثي وتهوراته جلبت لليمن أولاً وللإقليم مصائب، وليست أخرها، الهجمات الحوثية التي تستهدف الملاحة البحرية في الأحمر، وهي حوادث استعراض بائسة، يتحمل اليمن واليمنيون مصائبها وتبعاتها، وفائدتها الوحيدة أن الحوثي يمتشق ميكرفون «المسيرة» ويقول أطلقنا صواريخ. وهي بروبغندا دعائية مكلفة وفاشلة وغبية، خالية من أي مكاسب، يتكبد اليمنيون خسائرها. وأقل خسارة هي زيادة تكاليف التأمين على البضائع عبر البحر الأحمر 60% وهذه الزيادة ستحمل على البضائع الموردة لليمن البلد الفقير الذي يستورد لكل شيء تقريباً، بمعنى أن أسعار أغلب السلع في اليمن ارتفعت 60%، يدفعها اليمنيون الفقراء من قلوبهم، فقط من أجل أن يقول الحوثيون أنهم يناصرون غزة. وبذلك أدخل الحوثيون اليمن في صعوبات اقتصادية جديدة فوق الأزمات الأخرى. والأسوأ أن الحوثيين يعلمون هذه الأعمال الصبيانية المجانية، لكنهم يتلزمون التزاماً أعمى تعليمات قوى ظلامية لا يهمها اليمن ولا اليمنيين بقدر ما يهمها تعزيز مصالحها على حساب اليمنيين ودمائهم واقتصادهم.
وأخطر أخطاء الحوثيين أنهم أهدروا أهم ثروة اقتصادية في اليمن وعطلوها، وهي عقول اليمنيين اللامعة.
اليمنيون كريمون ويتمتعون بالذكاء والمواهب، ولو حظوا بسلام واستقرار وسيادة دولة، لتمكنوا من أنجاز ثورة اقتصادية وعلمية ناهضة، ولعادت اليمن سعيدة على الأرض وليس في الكتب والتاريخ، ولعانقت شقيقاتها دول مجلس التعاون.
وتر
اليمن كان سعيداً
إذ ذرى عيبان نجوم الألق والسامرات
والثرى عطر المباهج
قبل أن يحل الظلاميون في الجوار
ويشعلون النيران في أفئدة الأمهات.. ويطفأون الأنوار
@malanzi3

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا