10 أبريل 2025, 11:11 صباحاً
أكد الرئيس التنفيذي لهيئة التراث، الدكتور جاسر بن سليمان الحربش، في تصريح خاص لـ"سبق"، أن الهيئة تفتخر بالشراكات المتنامية مع الجامعات السعودية، وتعتبرها شريكًا رئيسًا في مختلف مشاريعها، مشيرًا إلى أن أبواب الهيئة مفتوحة للتعاون مع جميع الخبرات المحلية والعربية والدولية، من أفراد ومنظمات، بما يحقق مستهدفات حماية واستكشاف التراث الثقافي الغني في المملكة.
وقال الحربش على هامش مؤتمر صحفي عقدته هيئة التراث أمس في مقرها بالرياض، عن نتائج دراسة علمية كبرى حول مناخ المملكة القديم،: "نحن نرى أن الجامعات السعودية بالذات شريك مهم لنا، ونفتخر صراحة بكثير من الأعمال القائمة معهم في مختلف مناطق المملكة ومع كل الجامعات الحالية. هذه دعوة مفتوحة ومتجددة لكل من يرغب في العمل معنا، ونحن منفتحون على التعاون مع جميع الخبرات الدولية".
وأضاف: "لدينا الآن بعثات من عشرات الجنسيات تعمل معنا ضمن مواسم التنقيب الأثري، وكلها تتم تحت إشراف وقيادة خبراء سعوديين. نحن نتيح الفرصة لكل العلماء والخبراء للمشاركة في العمل على مواقع التراث الثقافي السعودي، بهدف تعزيز حضوره عالميًا، ولكن دائمًا بإدارة سعودية".
وتابع موضحًا أن مجالات عمل هيئة التراث لا تقتصر على التنقيب الأثري فقط، بل تشمل قطاعات واسعة من التراث، منها التراث العمراني، الحرف والصناعات اليدوية، التراث الثقافي غير المادي، والتراث العالمي، موضحًا أن الهيئة ترحب بمشاركة طلاب الدراسات العليا والباحثين في هذه المجالات ضمن أطر وشروط الهيئة البحثية والمهنية.
وفي سياق حديثه عن مسيرة الهيئة، أشار الحربش إلى أن هيئة التراث أكملت خمس سنوات من العمل ودخلت عامها السادس، مضيفًا: "عندما أُسست هيئة التراث، كانت لدينا مستهدفات واضحة، وبدأنا في تنفيذها بدعم سخي من الحكومة – أعزها الله – ومتابعة حثيثة من سمو وزير الثقافة، رئيس مجلس إدارة الهيئة. وقد استقطبنا بعثات محلية ودولية للعمل في عدد من المسارات المتصلة بالتراث".
وأوضح أن من أبرز هذه المسارات "المواقع الأثرية التقليدية"، مثل القلاع والمباني القديمة والقرى المطمورة، مستشهدًا بموقع الفاو الذي تم تسجيله مؤخرًا كموقع تراث عالمي ثامن في المملكة ضمن قائمة اليونسكو. كما أشار إلى ملفات أخرى مهمة تعمل عليها الهيئة، مثل ملف المنشآت الحجرية، الذي يكشف عن دلائل لحضارات سابقة، وملف الأنظمة المائية القديمة، بما فيها القنوات والآبار ودروب الحج مثل درب زبيدة.
كما سلط الحربش الضوء على ملف التراث الثقافي المغمور، الذي يضم السواحل السعودية الممتدة على أكثر من 1700 كيلومتر من البحر الأحمر والخليج العربي، مؤكدًا أنها ليست فقط مواقع طبيعية وسياحية، بل كنوز أثرية واعدة بفرص اقتصادية وتنموية واكتشافات علمية كبيرة.
وفي تطور علمي حديث، أعلنت هيئة التراث خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس في مقرها بالرياض، عن نتائج دراسة علمية كبرى حول مناخ المملكة القديم، شملت تحليل 22 تكوينًا كهفيًا يُعرف محليًا بـ"دحول الصمّان". وكشفت الدراسة أن أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل أكثر من 8 ملايين سنة.
وأوضحت الهيئة أن الدراسة اعتمدت على أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية، تم توثيقه عبر الترسبات الكهفية، ويُعدّ أحد أطول السجلات المناخية على مستوى العالم، حيث يغطي فترة زمنية تمتد إلى ثمانية ملايين عام.
وشارك في الدراسة 30 باحثًا من 27 جهة محلية ودولية، من أبرزها: هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وجامعة جريفيث الأسترالية، إضافة إلى عدد من الجامعات والمراكز البحثية من ألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، والولايات المتحدة.
وأكدت الهيئة التزامها بدعم البحوث العلمية المتخصصة، وتوسيع آفاق التعاون البحثي الدولي، مع التركيز على استدامة الإرث الطبيعي والثقافي في المملكة. كما شددت على أن الكهوف في السعودية لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات والاكتشافات، معتبرة أن ما تحقق حتى الآن هو مجرد بداية لفهم أعمق لتاريخ المملكة الطبيعي وثرائها البيئي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.