مع بدايات الصيف، تتحول روزنامة المجتمع إلى موسم من الفرح المعلن، حيث تكثر مناسبات الزواج وتتزايد معها مشاهد اللقاء والاحتفاء، في مشهد يعكس نبضًا اجتماعيًا حيًا.

ويعلّق الدكتور رياض بن ناصر الفريجي، خبير الاتصال التنموي والتميز المؤسسي، على هذا الامتداد الاحتفائي بقوله: "إنه يعكس تفاعلًا اجتماعيًا نابضًا بالحياة، يُبرز من خلاله حضور القيم، وعودة العائلة إلى دائرة الضوء بصفتها الوعاء الأول للعلاقات المستقرة والاختيارات الناضجة".

وأضاف الفريجي لـ"سبق" أن "الزواج في حضوره الموسمي المتجدد يُمثّل نافذة لقراءة المجتمع من الداخل، حيث تتكثف المشاعر، وتتجدد الروابط، وتُستعاد قيم المشاركة والامتداد العائلي"، مؤكدًا أن هذا الحضور يُجسد مستوى النضج الاجتماعي، ويعد مؤشرًا واضحًا على مكانة الروابط الإنسانية في ثقافتنا.

وشدد الدكتور الفريجي على أهمية دور الإعلام التنموي في هذا السياق، داعيًا إلى بناء خطاب يُعلي من هذه القيم، ويُعيد رسم صورة الفرح بمعايير أكثر وعيًا واتزانًا، تمنح العلاقات الأسرية ما تستحقه من تمهيد واحترام.

ولفت إلى أهمية "ثقافة الحضور" في مناسبات الزواج، معتبرًا أن تلبية الدعوات رسالة اجتماعية تعكس التقدير وتوثّق عمق العلاقات، بينما الغياب يُقرأ كإشارة قد تبقى في الذاكرة، مؤكدًا أن "الحضور لا يعبّر عن المشاركة فحسب، بل يشكل امتدادًا للمكانة، وإقرارًا بقيمة العلاقة".

وأشار الدكتور الفريجي إلى أن أكثر من 43% من تأخر قرارات الزواج يعود لأسباب مادية، مما يتطلب توجيه الخطاب الإعلامي نحو التيسير والعقلانية، مؤكدًا أن المؤشرات تكشف تفضيل 74% من السعوديين لإقامة حفلات الزواج في فصل الصيف، بينما يرى 86% أن الزواج أحد أهم أعمدة الاستقرار الاجتماعي.

واختتم الدكتور الفريجي حديثه بالتأكيد على أن هذا الموسم يمثل تقاطعًا بين اللحظة الاجتماعية والرسالة الاتصالية، حيث يتشكل واقعٌ يحتفي بالوعي ويُعيد تعريف الفرح من منظور يعلي من قيمة الإنسان والعلاقة، ويزرع أثرًا يستمر ما بعد المناسبة.