لا يكاد العابر في حي «ميت عقبة» الشهير بالقاهرة أن يتجاوز «حمدي الغريب» المطرب الشعبي الشهير الذي تتلمذ على ضفاف حنجرته عشرات المغنين ليس أولهم «عبد الباسط حمودة»، ولا آخرهم «الليثي»، وآخرون كثر كانوا شباناً واعدين غمروا ليالي القاهرة وأفراحها الشعبية بـ «الموال» قبل أن يخترق الآذان مطربو المهرجانات الذين لا يسمع لهم حمدي الغريب ويعدّهم مجرد تلوث صوتي..
في حي «ميت عقبة»، حي «الجدعان» المصريين، قلعة نادي الزمالك لكرة القدم الند التقليدي للنادي الأهلي، تفيض لياليها بالأفراح الشعبية، وحين يستبد بالجدعان الحنين إلى الغناء الشعبي المحترم يلوذون بصوت حمدي.
يقول «الغريب» الذي اعتزل الغناء قبل نحو 15 عاماً، وتحول إلى «موًان» يدير متجراً لأدوات البناء في الحي الشعبي العتيق، في مكان قريب لشارع «الغريب» الذي يبدو أنه استمد اسم شهرته منه. يقول لـ «عكاظ»: «إنه طاف عشرات الدول العربية والأوروبية مدعوّاً من مؤسسات تعنى بالفن الشعبي رفيقاً لصديقه الأشهر الراحل المطرب أحمد عدوية».. وفي ساعات خلوته حين يخف الزبائن عن متجره يغني «زحمة يا دنيا زحمة»، «ما كفاية اللون دا معايا»، و«السح الدح امبو»!.. ويعرض حمدي الغريب ثلاثة جوازات سفر استخدمها في رحلاته الفنية امتلأت صفحاتها كلها بالتأشيرات.. كانت آخرها للسعودية قبل 15 عاماً معتمراً، أناخ بعدها راحلة الغناء متفرغاً للمتجر الذي يديره مع إخوته في «ميت عقبة» الحي الشعبي خلف ضاحية «المهندسين» أحد أفخم وأرقى الأحياء المصرية..
أخبار ذات صلة
ليس من باب الصدفة أن اختار الغريب مهنة «الموان» التي يطلقها المصريون على «المغالق»، فالوظيفة التي اختارها غير بعيدة عن هوى أستاذ الموال الشعبي وبكائيات العشاق.. مثلما أجاد فيه.. أجاد صنعته وخبر أطايب البناء والتشييد و«التسبيك»!
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.