عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

غموض يلف مصير الهدنة الجزئية بين روسيا وأوكرانيا.. هل تُمدد؟

تم النشر في: 

16 أبريل 2025, 3:24 مساءً

في خضم حرب ضروس طال أمدها، يترقب العالم بحذر قرارًا روسيًا حاسمًا بشأن استئناف الهجمات واسعة النطاق على البنية التحتية الحيوية للطاقة في أوكرانيا، بعد انقضاء هدنة جزئية استمرت 30 يومًا، تزامنت مع تصريحات متفائلة من مبعوث الرئيس السابق دونالد ترامب حول قرب التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع الدامي. لكن، وعلى النقيض من هذه التوقعات، بدت تصريحات مسؤولين روسيين رفيعي المستوى هذا الأسبوع أكثر تشاؤمًا، مؤكدين على مطالب موسكو القصوى والمتشددة لإنهاء الحرب، مما يثير تساؤلات عميقة حول جدوى المساعي الأمريكية للتفاوض ونوايا الكرملين الحقيقية من وراء الهدنة المؤقتة.

تضارب الروايات

وعلى الرغم من أن الهدنة المحدودة التي أعلنت الشهر الماضي اقتصرت رسميًا على البنية التحتية للطاقة، فقد قدمها فريق ترامب التفاوضي كخطوة أولى نحو وقف إطلاق نار شامل يمهد الطريق لمحادثات السلام. ومع ذلك، سرعان ما واجهت هذه الهدنة انتقادات واسعة بسبب الغموض الذي اكتنفها والتناقضات الصارخة بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة بشأن تفاصيل جوهرية، بما في ذلك تاريخ بدء سريانها ونطاق تغطيتها الفعلي.

ويزيد من حالة الغموض تباين الروايات حول توقيت بدء الهدنة. فبينما يصر الكرملين على أن الهدنة الجزئية، التي يصفها بأنها وقف مؤقت للهجمات على البنية التحتية للطاقة، بدأت في 18 مارس ومن المفترض أن تنتهي بحلول غدٍ الخميس، تؤكد أوكرانيا أنها بدأت بعد أسبوع كامل، في 25 مارس. هذا التضارب في تحديد نقطة البداية يعكس مدى هشاشة الاتفاق وعدم الثقة بين الأطراف المتنازعة، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

اتهامات متبادلة

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن "الوقف الاختياري" يقترب من نهايته، واتهم أوكرانيا صراحة بعدم الالتزام ببنوده. وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتخذ قرارًا بشأن الخطوات التالية في الأيام القليلة المقبلة، مما يفتح الباب واسعًا أمام احتمالية استئناف الهجمات المكثفة.

ولم تحدد الهدنة الجزئية أي طرف مسؤول عن مراقبة الانتهاكات المزعومة، وسرعان ما تبادل الطرفان الاتهامات بشن هجمات شبه يومية. فقد زعمت وزارة الدفاع الروسية باستمرار وقوع هجمات أوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية، وهي ادعاءات تفتقر إلى الأدلة القوية، على الرغم من توقف الضربات الأوكرانية على مصافي النفط ومستودعات الوقود والمنشآت المماثلة داخل الأراضي الروسية.

تراجع الهجمات

وعلى الرغم من الاتهامات المتبادلة، تشير التقارير إلى أن الهجمات الروسية على محطات والمنشآت الحيوية الأوكرانية كانت قد بدأت في التراجع بالفعل قبل إعلان الهدنة. ومع ذلك، يؤكد مسؤولون أوكرانيون أن القوات الروسية استمرت في تدمير شبكات توزيع الكهرباء في مناطق مثل بولتافا وخاركيف وخيرسون وكريفي ريه وغيرها خلال فترة الهدنة المعلنة.

وفي ظل إلحاح ترامب على روسيا لإحراز تقدم سريع نحو التوصل إلى اتفاق سلام، وإعرابه عن إحباطه من البطء الظاهر في هذا المسار، استمر الكرملين في التقليل من أي آمال في إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع. وهذا التباين في التوقعات يسلط الضوء على الفجوة الكبيرة في وجهات النظر بين الجانبين.

شروط التسوية

وتواصل روسيا أيضًا المطالبة بحياد أوكرانيا وتجريدها من السلاح، مما يعني تقليص الجيش الأوكراني بشكل كبير، وهو ما سيجعله غير قادر على الدفاع عن نفسه في المستقبل.

وتنض شروط التسوية السلمية بالتأكيد على وضع أوكرانيا المحايد والخالي من الأسلحة النووية وتجريد الدولة الأوكرانية من السلاح، وفي ضوء هذه المعطيات، هل يمكن اعتبار الهدنة الجزئية الأخيرة مؤشرًا على تغيير حقيقي في استراتيجية روسيا أم أنها مجرد تكتيك مؤقت يهدف إلى تحقيق مكاسب أخرى؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا