عقارات / متر مربع

حمدي رزق : التزييف الإخواني العميق

أن الحماقة أعيت من يداويها؟
 “التزييف الإخواني العميق” !!
بقلم : حمدي رزق

 

نقلا عن مجلة المصور

الحكمة تقول “أن الحماقة أعيت من يداويها”، وكما هو معروف أن لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها، فقد وصفت الحماقة بأنها كساد العقل أي أنها ضد العقل، وقيل إن الحماقة داء مستعصٍ لا يمكن الشفاء منه، إذ إنه من الممكن أن يتعلم الجاهل ويصبح عالماً بالشيء، ومن الممكن أن يتمرس الغبي فتزداد خبرته ، ولكن الأحمق لا أمل يرجى منه ، ودواء الأحمق فقط هو الابتعاد عنه وتجنبه.

تحقق قبل أن تصدق، لقد أصبحت ضحية بمحض إرادتك ، ” التزييف العميق ” يتطور بسرعة الصوت ، مما يجعله تهديدًا حقيقيًّا.

لا تصدق كل ما تراه أو تسمعه فورًا، تحقق أولا، إخوان الشيطان مخادعون، يلعبون على الأوتار العاطفية، منافقون يخادعون الرأي العام وهو خادعهم بوعيه الذي يراهن عليه.  

إخوان الشيطان يمارسون التزييف العميق Deepfakes بخبث سياسي عميق ، التزييف العميق تقنية قائمة على الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور، أصوات، أو مقاطع مزيفة تبدو حقيقية ، يمكن استخدامها في العموم بطرق إيجابية، مثل صناعة الأفلام والإعلانات، لكنها أصبحت أداة احتيالية خطيرة في يد المجرمين الإلكترونيين، وفي الحالة المصرية في يد الإخوان والتابعين.

**
فيديو رفح نموذج ومثال فج علي التزييف الإخواني العميق، لم تتورط شبكة CNN في نشر المقطع  (المزيف) الذي يصور رقص مصريين على الجانب المصري من معبر رفح بينما تشن إسرائيل غارات على قطاع غزة.

الفيديو المزيف استهدف اجهاض تحرك آلاف المصريين إلى معبر رفح، تزامنا مع زيارة الرئيس الفرنسي ” إيمانويل ماكرون ” إلى مدينة العريش برفقة الرئيس وفي ضيافة .

للأسف، حصد المقطع المزيف مئات الآلاف من المشاهدات وعشرات الآلاف من التفاعلات عبر مختلف المنصات الاجتماعية ..

الفيديو (المزيف تقنيا) يعرض ما يبدو أنه مشهد رأسي من الجو لجانبي الحدود عند معبر رفح، حيث أشخاص يحملون أعلامًا مصرية إلى اليمين من المعبر، ونيران مشتعلة على بعد أمتار منه في الجانب الفلسطيني.    

أظهر تحقق ( موقع CNN بالعربية ) من الفيديو ، أن المقطع المزيف جرى إنتاجه عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويدعم ذلك طبيعة ظهور بعض عناصر الفيديو، التي تبدو غير منطقية، مثلا طريقة تصاعد الدخان في خلفية الفيديو وحركة الأشخاص البطيئة والمتمهلة على الجانبين بالتزامن مع ما يزعم الفيديو أنه للحظة وقوع قصف في الجانب الفلسطيني من المعبر.

و بحسب الموقع ، التزييف العميق، والمشاهد تبدو مشابهة للواقع، إلا أنها ليست متسقة مع الطوابع الجغرافية والمباني في محيط معبر رفح وبواباته.

إعتذار سي إن إن
‏‎للأسف تورطت مواقع ذات مصداقية في نشر الفيديو المزيف، لم تتوفر علي تحقيقه كما فعلت CNN، وعادت تعتذر وتكذب الفيديو، ولكن بعد أن وقعت الواقعة السلبية التي استهدفت اجهاض مردود زيارة الرئيسان السيسي وماكرون للعريش وتفقد مستشفياتها وخدماتها المتكاملة للجرحي الفلسطينين.

يقينا تحتاج إلى آلية تحقق متقدمة ومتطورة لتبين صحة ما يرد إليك على هاتفك الذكي من فيديوهات (صوت وصورة) قبل أن تتبناه، وتبني عليه موقفا، وتشيره للأصدقاء، فتسهم دون قصد في ترويج منتجات التزييف الإخواني العميق في الفضاء الإلكتروني..
**
يعتمد ” التزييف العميق ” على تقنيات “التعلم العميق” لإنشاء محتوى مزيف يصعب تمييزه عن الحقيقي ، يمكن للمهاجمين من انتحال شخصيات حقيقية، مثل رؤساء الشركات أو الأقارب، لخداع الضحايا وسرقة بيانات حساسة أو نشر أخبار كاذبة.

التزييف العميق أنواع، أخطرها تزييف الصور، بغرض إنشاء صور لأشخاص مزيفين أو تعديل صور لأشخاص حقيقيين يقومون بأشياء لم يفعلوها.

تستخدم التقنية لتشويه السمعة أو الاحتيال، وكم من بيوت بين ظهرانينا خربت بسبب التزييف المصور، وكم من سيدات شريفات، وأزواج مخلصين تعرضوا لتشويه السمعة بصور ملفقة ترسل عمدا بغرض الابتزاز المالي، وتسبب نزيف سمعة، قد تكلف المجني عليه حياته أو أسرته أو عمله بإشانة سمعته بصورة تلف الفضاء الإلكتروني،

 

ويصعب علي غير المختصين كشف تزييفها، إن الصور تشابهت علينا !!

الأخطر ، تزييف الأصوات، وهي واحدة من أقذر عمليات الابتزاز، فحسب استنساخ صوت شخص لخداع الآخرين، مثل طلب معلومات حساسة أو أموال، وكثيرا ما يحدث ويفاجئ الأصدقاء والاقارب بمن يطلب منهم أموالا، وهم يعلمون قدر تعففه، وبعضهم يسقط في حبائل النصابين، وقد يتورط موظف في تشهيل وتشيير معلومات حساسة عن عمله، غير مأذون بتداولها، ولكنه يتلقي توجيها مزورا يسقطه في الفخ المنصوب بمهارة !

و تزييف الفيديوهات (نموذج فيديو رفح المزيف)، ويعني بالتلاعب بمقاطع فيديو، سواء مسجلة أو مباشرة، لجعل أشخاص يقولون أو يفعلون أشياء لم تحدث، يمكن استخدامها في الابتزاز أو تزييف تصريحات الشخصيات العامة، أو تزييف حوادث وأحداث لم تحدث، ويجري اختلاقها من العدم.

 

مشادة الرئيس “دونالد ترامب” بالأيدي مع الرئيس الاوكراني “فلاديمير زلينسكي” في البيت الأبيض، نموذج ومثال لاستغلال الملاسنة بين الرئيسين في ذات المقابلة المذاعة على الهواء مباشرة ، ولكن بالتزييف العميق جرى اقحام ما لم يحدث ولم يشاهده العالم، والغريب لقى بعض تصديق من البعض..
**

إستفتي قلبك وحدسك
اكتشاف التزييف العميق يحتاج إلى خبرة إلكترونية لا تتوفر للكثيرين، رغم ذلك، يبقي الحدس الوسيلة الأولية لسبر أغوار التزييف العميق، والنصيحة التي يعتنقها المتخصصون، وينصحون بها، “ثق بحدسك”، هل تشعر بشيء غريب في التفاعل؟ هل الطلب أو غير متوقع؟ هل يتصرف الشخص بغرابة، حتى لو بدا طبيعيًّا؟ هل يطلب أحدهم معلومات سرية أو بيانات شخصية لا ينبغي له الاطلاع عليها؟ ينصحونك ، إذا شعرتَ بشيء غير طبيعي، فثق بحدسك وتأكد جيدًا من وقع التزييف قبل الاستجابة لطلبه.

العواطف بيت الداء، الطبقة الرخوة التي ينفذ منها المتلاعبون، لذا يحذرون من التلاعب العاطفي، غالبًا ما يُثير المهاجمون الإلكترونيون حالة من الاستعجال أو الخوف لإجبارك على التصرف بسرعة، فإذا أصابتك رسالة أو مكالمة بالذعر، فخذ نفسًا عميقًا وتحقق، فكلما زادت قوة التأثير العاطفي، كإثارة شعور قوي بالاستعجال أو الخوف، زاد احتمال تعرضك لهجوم محتمل.

ويبقي التحقق بوسيلة أخرى، فإذا شككت في هوية المتصل، فتواصل معه بطريقة مختلفة ، على سبيل المثال، في حال وجود مكالمات فيديو أو رسائل تخشى أن تكون مزيفة، تواصل معه عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني ، إذا تلقيت مكالمة صوتية تطلب إجراءً عاجلًا، فأغلق الخط ثم اتصل به مرة أخرى من رقم موثوق.

 

مهم وضروري إنشاء كلمة أو عبارة رمزية متفق عليها (كلمة سر) اتفق على كلمة أو عبارة رمزية مشتركة معروفة فقط داخل مجموعتك أو ربما عائلتك والتي يمكن استخدامها للتحقق من صحة الاتصالات العاجلة.

( المعلومات التقنية الواردة في المقال من نشرة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار / مجلس الوزراء)

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا