أزياء / ليالينا

مقابلة مع "ليالينا" سارة بيضون، المؤسِّسة والمديرة الإبداعية

  1. ما الذي ألهمكِ لإطلاق دار  Sarah’s Bag؟ وكيف تطوّرت رسالة المشروع مع مرور الوقت؟

بدأتُ رحلتي الأكاديمية في تخصّص علم الاجتماع، وكان لي احتكاك مباشر مع نساء مهمّشات، من بينهنّ نزيلات في السجون. رأيتُ بأمّ عيني محدودية الفرص المتاحة أمامهن، وعزمتُ على تغيير هذا الواقع. ومن مبادرة لإعادة التأهيل داخل سجن بعبدا، وُلدت علامة  Sarah’s Bag، لتتحوّل إلى دار أزياء ترتكز على الحرفية، وتمكين المرأة، والتحوّل الاجتماعي.

على مدى خمسةٍ وعشرين عامًا، كبرت العلامة لتُصبح مجتمعًا يضمّ أكثر من 200 حرفية في مختلف أنحاء لبنان. كثيرات منهنّ دخلن المشروع من دون أي خبرة سابقة، واليوم أصبحن نساءً محترفات يُعِلن أسرهن، ويتوارثنَ مهاراتهنّ مع الجيل التالي. رسالتنا هي ذاتها لم تتغيّر، لطالما آمنّا بأنّ الموضة قادرة على أن تكون أداة للتغيير الاجتماعي، لكن حجم المشروع ومداه اتّسعا. نحن اليوم نُركّز بنفس القدر على صون التراث المشرقي، وابتكار فخامة عصيّة على الزمن، وتعزيز الوعي العالمي بأهمية التصميم المسؤول اجتماعيًا.

 

  1. ما هي التحدّيات الأكبر في الحفاظ على علامة أزياء ذات بُعدٍ اجتماعي؟
    أحد أبرز التحدّيات يتمثّل في تحقيق توازن حقيقي بين الجمال والرسالة، بحيث يكون نابعًا من جوهر العلامة وليس مجرّد وسيلة تسويقية. التأثير الاجتماعي لا يُمكن أن يكون مكمّلاً للهوية التجارية، بل يجب أن يكون متجذّرًا في كل تفصيل من تفاصيل المشروع. وهذا يعني أحيانًا اتخاذ قرارات صعبة، مثل الإنتاج البطيء، وتجنّب ركوب موجة الصيحات العابرة، لنُنتج قطعًا تحمل بصمة حقيقية وتنضح بالأصالة.

في منطقة الشرق الأوسط، يزيد غياب البنية التحتية الداعمة للمشاريع المستدامة من تعقيد الأمور. نُواجه ارتفاعًا في كلفة المواد التي تُراعي المعايير البيئية والاجتماعية، وبنية تحتية محدودة، وظروفًا اقتصادية غير مستقرة. لكن هذه التحدّيات تحوّلت مع الوقت إلى نقاط قوة. أجبرتنا على الابتكار، وغرسَت فينا روح المثابرة، وأثبتت أنّ علامة فاخرة يُمكن أن تنمو وتزدهر وهي تضع الإنسان والبيئة في صلب أولويّاتها.

3. كيف أبصرت الشراكة مع نسبريسو النور؟ وكيف كان مسار الإبداع في هذا التعاون؟
حين تواصلت معنا علامة نسبريسو، استوقفتنا الفكرة على الفور: هل يمكننا أن نحوّل كبسولات القهوة المستعملة إلى قطعة فاخرة فعلًا؟ كان التحدّي إبداعيًا بامتياز، وفي الوقت نفسه محمّلًا بالمعاني والدلالات. فكلانا، نحن ونسبريسو، نُقدّر مبدأ العناية، سواء بالبيئة أم المرأة أم التصميم، لذا كان التعاون بيننا بديهيًا منذ اللحظة الأولى.

كان المسار عمليًا بكل ما للكلمة من معنى. بدأنا نختبر كيفية إذابة الكبسولات، ثم قصّها وإعادة تشكيلها، حتى توصّلنا إلى طريقة تحويلها إلى ترتر معدني لامع. تستغرق كل حقيبة 15 ساعة من العمل اليدوي، وتشمل قصّ 400 قطعة ترتر يدويًا من 80 كبسولة قهوة، بالإضافة إلى 8 ساعات من التطريز الدقيق لنقشة الأزهار.

يتطلّب هذا التصميم قدرًا عاليًا من التأنّي والإتقان، لكن النتيجة تستحق العناء، وهي حقيبة كلاتش رائعة مصنوع من الألمنيوم المعاد تدويره والقشّ المنسوج يدويًا. إنه دليل حيّ على أنّ الاستدامة لا تلغي الأناقة، والعكس صحيح.

4. كيف ترين تأثير هذا التعاون مع نسبريسو على مفاهيم الفخامة والاستدامة؟
يُشكّل هذا التعاون دعوة لإعادة النظر في المفهوم التقليدي للفخامة الذي يربطها بالمبالغة والإفراط. بالنسبة إلينا، الفخامة الحقيقية تكمن في العناية، في الوقت الذي يُخصَّص لتطريز الزهرة يدويًا، وفي المهارة التي يتطلّبها تحويل الفضلات إلى قطع فنية، وفي الحكاية التي ترويها كل حقيبة. من خلال تحويل الكبسولات المهملة إلى أكسسوار راقٍ، لا نطرح صيحة رائجة فحسب، بل نُعيد تعريف معنى الفخامة نفسها. فهنا، تلتقي الحِرفية مع الأخلاق والابتكار في توليفة تعبّر عن جيل جديد من المستهلكين الواعيين، الذين لا يكتفون بالجمال، بل يبحثون عن القيم أيضًا. إنّه تصميم يتخطّى المظهر، ويُجسّد فكرة أنّ الممارسات المستدامة لا تُنقص من هيبة الفخامة، بل تُضفي عليها بُعدًا أعمق وأكثر رقيًّا.

https://sarahsbag.com/pages/sarahs-bag-x-nespresso

5. ما النصيحة التي توجّهينها للمصمّمين الشباب الراغبين في بناء علامات تجارية ذات بُعد اجتماعي؟

ابدأوا برسالة تهمّكم شخصيًا. هذا الصدق في الرسالة سيُنيركم للتغلّب على التحدّيات. لا تنتظروا الظروف المثالية، أنا بدأتُ من القبو في مبنى أهلي، ومن دون أي خلفية أو خبرة في مجال التصميم. المهمّ والأساس كان الهدف الذي وضعته نصب عيني.

العمل الاجتماعي ليس الطريق الأسهل، لكنّه الأصدق. أتقنوا حرفتكم، واحترموا كل من تعملون معهم، وحافظوا على الجودة. عندما تحمل علامتكم التجارية قصة حقيقية، وتساهم في تمكين الآخرين، تتحوّل إلى رسالة يؤمن بها الناس، وليس مجرّد منتج يشترونه.

6. ماذا يُمكن أن تُشاركينا عن مشاريع Sarah’s Bag المستقبلية؟

نحن متحمّسون لمواصلة التوسّع، سواء على الصعيد الإبداعي أو الأخلاقي. نعمل حاليًا على إدخال ّ التطريز اليدوي الذي نُتقنه إلى فئات جديدة من التصاميم، من القفاطين والأحذية اللوفر وصولًا إلى ملابس النوم والملابس المريحة، لنمنح فريق الحرفيّات مساحةً أكبر للتعبير عن مهارتهنّ وإبداعهنّ.

ستبقى الاستدامة جوهر رؤيتنا. سنستمرّ في استخدام الأقمشة المتوفّرة من مخزون المصانع (Deadstock) واستكشاف تقنيات إعادة التدوير بأساليب جريئة وجميلة تُجسّد فلسفتنا الجمالية. ونحن دائمًا منفتحون على الشراكات ذات المعنى، أي تلك التي تعزّز رسالتنا وتنقل هذا التلاقي الفريد بين الفنّ والغاية إلى جمهور أوسع.

وقبل كل شيء، نطمح إلى الحفاظ على هويّتنا كعلامة تحتفي بالمرأة — بقوّتها، وبإبداعها، وبقصصها. فهذه هي روح  Sarah’s Bag التي نحرص كل الحرص على الحفاظ عليها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا