05 مايو 2025, 9:30 صباحاً
تُعد روح المبادرة والمغامرة من أبرز الصفات التي تميز القائد الحقيقي عن غيره، فهي تمثل الاستعداد الفعلي للخروج من منطقة الراحة، والمضي قدمًا نحو آفاق جديدة تحمل في طياتها إمكانات التغيير والنمو، فالقائد المبادر هو من يرى الفرص في التحديات، ويتحلى بالشجاعة لبدء الخطوة الأولى حتى وإن لم تكن النتائج مضمونة، لأنه يؤمن أن الإنجاز لا يولد من التردد بل من الفعل.
إن القيادة ليست مجرد إدارة الحاضر، بل هي القدرة على التطلع إلى المستقبل واتخاذ قرارات جريئة تفتح آفاقًا جديدة للفريق أو المؤسسة. وهنا تأتي روح المبادرة والمغامرة لتكون العمود الفقري لهذه الرؤية؛ فالمبادر لا ينتظر التعليمات، بل يصنع الطريق، ويقود الآخرين بخطوات واثقة نحو التغيير، أما روح المغامرة، فهي التي تدفع القائد لاستكشاف أفكار جديدة وتجريب استراتيجيات غير تقليدية، مع إدراكه لاحتمالية الفشل، لكنه يعتبره جزءًا من عملية التعلم والتطور.
إن امتلاك القائد لهذه الصفة يجعله قادراً على خلق بيئة عمل محفزة ومليئة بالحيوية، حيث يشجع الأفراد على الإبداع والمبادرة، ويكافئ الأفكار الخلاقة مهما كانت بسيطة. كما أن القائد المغامر لا يخشى خوض التجارب الصعبة، بل يعتبرها تحديات تصقل مهاراته وتعزز من صلابته القيادية.
من وجهة نظري، أرى أن روح المبادرة والمغامرة هي الطاقة الكامنة وراء كل تطور حقيقي. لا يمكن لقائد أن يصنع فارقًا دون أن يملك الشجاعة لاتخاذ قرارات غير مسبوقة، حتى وإن واجه الشك أو المعارضة. كما أؤمن أن هذه الصفة لا تُولد مع الإنسان فقط، بل يمكن تنميتها من خلال التجربة والانفتاح العقلي والقدرة على التكيف، فالقائد الناجح ليس من لا يخطئ، بل من لا يخاف أن يُخطئ إذا كان ذلك جزءًا من مسار الإبداع والتقدم.
ومن الأمثلة الملهمة على هذه الصفة القيادية يتجلى دور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبد العزيز، وزير الحرس الوطني، الذي قدم نموذجًا حيًا للقيادة المبنية على المبادرة والجرأة؛ فقد شهدت وزارة الحرس الوطني في عهده تحولات استراتيجية شجاعة، تهدف إلى تطوير القدرات القتالية، وتعزيز الجاهزية العسكرية للقوات، من خلال مبادرات نوعية في مجالات التدريب والتسليح والجاهزية.
لقد بادر سموه بإعادة هيكلة بعض قطاعات الوزارة، وتوسيع مجالات التعاون مع المؤسسات العسكرية والتعليمية، وإطلاق برامج تطويرية مبتكرة، معتمدًا على رؤية واضحة لمستقبل الحرس الوطني كقوة متطورة ضمن منظومة الدفاع الوطني الشاملة، كما كان له دور محوري في الدفع بمشاريع رقمية وتقنية تخدم الجوانب الإدارية والعملياتية في الوزارة، وهو ما يعكس روح المغامرة المحسوبة والرغبة في التحديث المستمر رغم ما يحمله ذلك من تحديات.
ويُعد ما تحقق في مجال تطوير مراكز التدريب النوعي، والتوسع في برامج الشراكة مع الحرس الوطني الأمريكي، وتدريب وتأهيل الكوادر السعودية على أعلى المستويات، دليلاً واضحًا على القيادة المبادِرة التي لا تنتظر الفرص بل تصنعها، ولعل هذه الإنجازات وغيرها ما كانت لتتحقق لولا وجود قائد تحلى بروح المغامرة، وآمن بقدرة فريقه على التغيير الإيجابي، وتحمل تبعات الخطوة الأولى بكل ثبات.
وفي الختام، فإن روح المبادرة والمغامرة لا تعني التسرع أو المجازفة غير المدروسة، بل تعني الإقدام الذكي والقرار الشجاع المبني على تحليل وفهم عميق للواقع. وهذه الصفة، حين تتجلى في شخصية قيادية مثل وزير الحرس الوطني، فإنها تلهم جيلاً كاملاً من القادة، وتؤكد أن الجرأة المنضبطة هي بداية كل نجاح حقيقي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.