فيديو / صحيفة اليوم

حالات عدم اليقين وخطط التعافي


كيف يمكن أن تنجح استراتيجيات التعافي الاقتصادية في بعض الدول التي تشهد موجة من الضبابية في أسواقها المحلية وتؤثر على سلسلة من خططها التنموية، كما تشهد تدهورا يمكن معرفته من خلال ارتفاع الدين العام، وارتفاع البطالة، وانحسار النشاط التجاري والاستثماري، والعوائد والدخل المحلي؟
مصطلح «الضبابية» و»عدم اليقين» بات رائجا في السنوات الأخيرة بالذات بعد الأزمة الصحية والجائحة العالمية، ويتردد المصطلح في جميع التقارير والاخبار الاقتصادية أشبه بـ «عصى الدولايب». ولكن الحقيقة، أن الاقتصاد اليوم يمكنه اصلاح نفسه، والنجاة من أي كارثة يمكن أن تدخله في ركود أو كساد.
وأعتقد أن كل من يستخدم هذا المصطلح يسير وفق النهج التقليدي لاقتصاد السوق الذي لم يعد يؤثر بعد مع ثورة التغيير الرقمية. وبحسب تقرير الثروات العالمية لعام 2024 الصادر عن إدارة الثروات في الولايات المتحدة الامريكية، يؤكد على أن نمو الثروات قد تسارع منذ العام 2010 وبات العالم أكثر ثراء، فقد نمت الثروات من العام 2000 الى 2010 بنسبة 3.7% وارتفعت الى 6.3% بين العامين 2010 الى ، والملفت أن منطقة آسيا والمحيط الهادي سجلت أعلى نسبة ارتفاع تصل الى 177%، تلتها الامريكيتان بنسبة نمو 146%. بينما سجل التقرير تخلف الدول الاوربية ومعها دول الشرق الأوسط وافريقيا بنسبة نمو لم تتجاوز 44%.
بعيداً عن توزيع الثروات الذي جاء به التقرير، بالذات وأن دول الشرق الأوسط تضم الدول الغنية، فإن هذا التقرير يشير بطريقة غير مباشرة إلى ارتفاع حجم السيولة والوفرة المالية التي أدت الى ازدياد موجة الثراء، وهي قادرة على صنع وسادة أمان للاقتصاد العالمي.
ويمكننا أن نعرف أن هذه الوفرة المالية لا تأتي من انعدام يقين أو ضبابية، بل تأتي بالتأكيد على أن الوفرة المالية الآخذة في الارتفاع والنمو تعني انتعاش اقتصادي وسوق نشطة ومشاريع رائجة ومستمرة.
وبحسب التقرير فإن الولايات المتحدة الامريكية تشكل الثروة المالية فيها حصة الأسد بتسجيلها 74% من الثروة الإجمالية، لذا فهي تعتمد عليها اعتماد كبير، كما شهد عام ٢٠٢٣ تدفق لأكبر عدد من أصحاب الملايين للولايات المتحدة الامريكية، «ما يقارب ٢٢ مليون شخص». وتستضيف الولايات المتحدة ٣٨٪ من أصحاب الملايين في العالم، و٢٨٪ في أوروبا الغربية، و١٠٪ في . وعليه يمكنك أن تدرك، لم الرئيس يعفي اصحاب الثروات والمستثمرين من أي ضرائب اذا استثمروا في وطنه!
وكقارئ قد لاتزال تسأل، لماذا تم حشر مصطلح انعدام اليقين بخطة التعافي؟ لأجيب هنا: خطط التنمية لا تخضع للمضاربة بل للمغامرة والشجاعة في خوضها، ويأتي ذلك بعد يقين ودراسة من أن هذه الخطط تؤدي الى الهدف وهو التنمية والنمو وليس التعافي.
كل ما نحتاجه إليه هو التشجيع على البحوث والابتكارات والدخول في استثمارات لمشاريع حقيقية في قطاعات نوعية تضع فيها الدولة رأس مالها كالقطاع الصناعي والبنية التحتية، بالذات لدى دولنا النفطية، فكل دولة تتميز بإنتاجها في مجال النفط والطاقة، الامر يحتاج فقط ابتكار، واقدام، وايد عاملة وبيئة مستقرة. كما فعلتها الصين والهند وكوريا واليابان في هذا التفوق الذي لا يحميهم هم فقط بل يخرج الاقتصاد العالمي من أي أزمة.
[email protected]

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا