في حدث ضخم أُقيم لجمع التبرعات في لوس أنجلوس عام 2024، واجه الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن - Joe Biden موقفًا أثار الكثير من التساؤلات حول حالته الصحية، إذ لم يتمكن بايدن من التعرف على جورج كلوني George Clooney، أحد أشهر نجوم هوليوود - Hollywood والمشارك في استضافة الحفل، بحسب تفاصيل وردت في كتاب جديد سيصدر قريبًا.

آخر لقاء بين جورج كلوني (George Clooney) وجو بايدن (Joe Biden)

ووفقًا لما ورد في مقتطفات من الكتاب نشرتها مجلة "نيويوركر"، كان بايدن يحضر لقاءً تحضيريًا قبل بدء الحفل، حيث كان كلوني وجوليا روبرتس Julia Roberts، اللذان استضافا الحدث، يسلّيان كبار المتبرعين، وأثناء مرور بايدن بين الحضور، شكرهم على حضورهم بطريقة متكررة، وعندما وصل إلى كلوني، قال له "شكرًا على وجودك هنا" مرتين، دون أن يظهر عليه التعرف الفوري عليه.

وحين حاول أحد مساعدي بايدن تذكير الرئيس بهويّة كلوني، رد بايدن قائلاً "نعم، نعم"، ثم أعاد التحية دون تعبير واضح عن التعرّف. وبعد توضيح أكثر من المساعد، قال بايدن أخيرًا: "أوه، نعم! مرحبًا يا جورج!".

وصف الكتاب حالة كلوني حينها بأنه شعر بصدمة عميقة وقلق، لأن بايدن لم يتعرف عليه رغم معرفتهما الطويلة التي تمتد لعقود. ويضيف الكتاب أن كلوني كان قد أعرب سابقًا عن مخاوفه بشأن صحة بايدن، بعد أن أخبره مساعد من البيت الأبيض عن محاولة تعديل طريقة مشيه لجعلها أكثر وضوحًا، لكن هذه الحادثة كشفت عن مشكلة أكثر خطورة.

رد البيت الأبيض وتداعيات الحادثة

ورغم نجاح الحفل الذي جمع أكثر من 30 مليون دولار لصالح الحزب الديمقراطي، إلا أن البيت الأبيض حاول التقليل من خطورة التقارير التي تحدثت عن تراجع القدرات الذهنية لبايدن، مشيرًا إلى أن الضغوط الكبيرة التي تعرض لها الرئيس خلال فترة الحملة الانتخابية وارتباطه بسفرات دولية مكثفة قد أثرت على أدائه.

شهد الحفل حوارًا بارزًا بين بايدن والرئيس الأسبق باراك أوباما والمذيع جيمي كيميل، لكنه انتهى بمشهد محرج حيث احتاج بايدن إلى مساعدة أوباما لمغادرة المسرح بعد انتهاء الحوار وسط تصفيق الحضور..

أثر الواقعة على الحملة الانتخابية

في الأيام التالية للحفل، حاول البيت الأبيض نفي أي تقارير تشير إلى تدهور القدرات الذهنية للرئيس بايدن، مشيرًا إلى أن الأخبار المنتشرة كانت مبالغًا فيها، وأن الرئيس كان خاضعًا لجدول مزدحم من السفر الدولي والتزامات العمل.

ومع ذلك، ظهرت انتقادات وتكهنات من بعض وسائل الإعلام والمحللين حول قدرة بايدن على الاستمرار في السباق الانتخابي، خاصة بعد أدائه الضعيف في مناظرات لاحقة خلال الحملة.

وبعد أسابيع قليلة من هذا الحفل، أعلن بايدن انسحابه من الانتخابات، في خطوة اعتبرها البعض ناتجة عن تراكم الضغوط الصحية والسياسية.

وردًا على هذه التقارير، ظهر بايدن مع زوجته جيل في برنامج "ذا فيو" ليؤكد عدم صحة الشائعات المتعلقة بتدهور قدراته الذهنية. قال بايدن: "لا صحة لما يُقال، وأنا أعمل بجد كل يوم"، بينما أشارت جيل بايدن إلى أن من كتبوا الكتب لم يكونوا في البيت الأبيض ليشهدوا مدى جهوده.

لم تكن واقعة عدم التعرف على كلوني هي الموقف الوحيد الذي عبّر فيه النجم السينمائي عن قلقه تجاه وضع بايدن. في الشهر التالي، نشر كلوني مقال رأي دعا فيه بايدن إلى الانسحاب من السباق الانتخابي، مستندًا إلى تقييمه الشخصي للحالة الصحية للرئيس.

هذا المقال قوبل برد فعل متباين، حيث شكك جيفري كاتزنبرغ، الذي كان يشغل منصب رئيس مشارك لحملة بايدن، في أن يكون لهذا النداء أي تأثير عملي، واعتبر أن الحملة ستستمر وفق خططها.