قد يكون العنوان مضحكاً قليلاً، فكيف أكون مسجون دون أن أعلم! لأجيبك، جاوبني على بعض الأسئلة كصفقة متبادلة؛ ما هو السجن؟ وهل لا بد أن تكون محاطاً بالقضبان في غرفة ضيقة ليصنف سجناً؟ ألا يمكن أن تكون هذه المساحة من بنائك أنت شخصياً، وأنت بذاتك من أودعت نفسك بداخلها، وأقفلت الباب من بعدك؟ كيف تسجن نفسك؟ هل الأوهام سجن! ما هو الوهم؟
اعتقادك بشيء غير موجود وغير حقيقي نتاج تخيلاتك، أو توقعاتك الشخصية، هو بناء تحيط به نفسك دون وعيٍ لنتائجه، لتصل في نهاية وهمك إلى جنون مرضيٍ أو صدمة لعمرٍ مضى في حياة غير حقيقية.
يعتقد بعضهم بأنه محاط بكاميرات الإعجاب، فيجب عليه أن يزِن نفسه يومياً حتى لا تتغير نظرة الناس له، وبعضهم الذي يصنف بداء العظمة التي ترفعه أوهامه إلى مستويات أعلى من أعلى شخص في محيطه، وبالأصح! يتعدى محيطه ليصنف الأعلى في كوكب الأرض؛ رجاءً لابد ألا تخطئ في وصف مستواهم حتى لا تُقصى!
قد تؤثر تلك الأوهام حتى فيمن تحبهم، أو لهم مكانة لديك، وقربتهم إلى حد القرب الداخلي؛ فتعاملك وأقوالك معهم _حتى إن كانوا يفهمونك_ ستحثهم أن يبنوا سداً قد يكون أعظم جدار دفاعي حتى أعظم من سور الصين العظيم! لحظة! لاحظ التأثير المتراكم! أعظم جدار عن أعظم شخص!
كرت القرابة أو المعرفة لن يدوم طالما لم تحسِّن وتصلح من نفسك، فالحجر يتأثر بعوامل التعرية مع الوقت، فما بالك بالبشر، وما بالك في غير ذوي القربة والمعرفة! فأوهامك العظيمة لا تخرجها للعلن إلا على دفعات حسب الاحتياج، حتى لا تندم من ردات فعل الناس لك.
لو نبحث في أصل المشكلة، قد نجد بصمات الأبوين ظاهرة وبارزة! وللأسف خطأ الأبوين في الأبناء خطأ جارٍ قد لا يصحح، إلا بصدمة تنشط إدراك الأبناء للحقيقة المغيبة عنهم؛ فبعضهم يصل إلى أرذل العمر، ومازال يطبل لنفسه بأنه الأفضل والأشطر والأعظم من تاريخ قبل الأرض إلى تاريخ بعد الأرض، وأن من حوله كائنات دون عقلٍ ولا وعي، ودون معرفة!
هل هو صعب أن تفتح باب سجنك؟ هل رادعك هو الخوف من تقبل ذاتك الحقيقة في فتح هذا الباب، أم ليس لديك قوة لفتحه، أو لم ترَ الباب بعد!
طمنّي عنك أيها الموهوم السابق، متى علمت بأنك مسجون، ومن هو ساجنك؟ وعندما وصلت إلى هذا الإدراك، كيف تحررت وفتحت بابك؟ وهل أنت بخير!
[email protected]
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.