17 مايو 2025, 7:50 صباحاً
فشلت المحادثات المباشرة بين وفدَي روسيا وأوكرانيا، التي عُقدت في إسطنبول بتركيا، في تحقيق اختراقٍ نحو وقفٍ فوري لإطلاق النار، رغم أنها شهدت الاتفاق على أكبر عملية تبادلٍ للأسرى حتى الآن، واجتمع المفاوضون للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات، في ظل ضغوطٍ دولية لإنهاء الصراع الأكثر دمويةً في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لكن التباعد الشديد في المواقف؛ حيث تطالب كييف بهدنةٍ عاجلة، وتصرُّ موسكو على وضع شروطٍ مفصّلة أولاً، حال دون إحراز تقدمُّ جوهري، ودفعت نتائج اللقاء كييف، إلى حث حلفائها الغربيين على تكثيف الضغط على روسيا وفرض عقوبات أشد.
نتائج أولية
واجتمع المفاوضون في قصرٍ بإسطنبول لمدة لم تتجاوز ساعتين، وعلى الرغم من محدودية الوقت، إلا أن الجانب الروسي عبّر عن ارتياحه للاجتماع، وأبدى استعداده لمواصلة الاتصالات، والنتيجة الإيجابية الوحيدة التي أعلنها الجانبان كانت الاتفاق على تبادل 1000 أسير حرب من كل طرف قريباً، وهو ما يُعَد أكبر عملية تبادلٍ من نوعها حتى الآن في هذا الصراع، وفقاً لـ"رويترز".
وعقدت المحادثات في وقتٍ تضغط فيه شخصيات دولية، ومنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنهاء القتال. لكن كييف، التي تسعى لأن يفرض الغرب عقوبات أكثر صرامةً على موسكو ما لم يقبل الرئيس فلاديمير بوتين اقتراح ترامب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، سارعت فور انتهاء المحادثات إلى حشد حلفائها للمطالبة بإجراءات أكثر حزماً.
مواقف متباينة
ومباشرة بعد المحادثات، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على منصة "إكس"، أنه تحدّث هاتفياً مع ترامب وقادة فرنسا وألمانيا وبولندا، وأكّد زيلينسكي أن أوكرانيا مستعدة لاتخاذ أسرع الخطوات نحو سلامٍ حقيقي، مشددًا على أهمية أن يتخذ العالم موقفًا قويًا، ودعا إلى فرض "عقوبات صارمة" على روسيا إذا رفضت وقفًا كاملاً وغير مشروط لإطلاق النار، وفي المقابل، تتقدّم روسيا ببطء وثبات في ساحة المعركة، وتشعر بالقلق من أن أوكرانيا قد تستغل أي وقف لإطلاق النار لإعادة التجمُّع وإعادة التسليح. لذلك، تتمسك موسكو بضرورة تحديد شروط الهدنة وتفصيلها قبل الالتزام بها.
وصرّح كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي، للصحفيين بعد الاجتماع بأنه تم الاتفاق على أن يقدم كل طرفٍ رؤيته لوقف إطلاق النار المحتمل في المستقبل وتفاصيلها، وأضاف ميدينسكي، أنه بعد تقديم هذه الرؤية، سيكون من المناسب، كما تم الاتفاق عليه، مواصلة المفاوضات، وفي اللقاء الذي عقدته تركيا، جلس الوفدان وجهاً لوجه، حيث ارتدى الروس بذلات بينما ارتدى نصف الأوكرانيين ملابس عسكرية.
خلافات جوهرية
ووصف مسؤول تركي الأجواء بأنها كانت هادئة، لكن لم يتم الاتفاق على جدول زمني أو موقع محدد للمحادثات المقبلة، حيث يحتاج كلا الجانبين إلى التشاور مع قادتهما أولاً. وأفاد مصدر أوكراني بأن الأوكرانيين تحدثوا بلغتهم الأم عبر مترجم فوري، وكشف مصدران أوكراني وأوروبي أن روسيا رفضت طلبًا أوكرانيًا بوجود ممثلين أمريكيين في الاجتماع، كما قال مصدران مطلعان على المحادثات إن ميدينسكي أكد أن روسيا مستعدة لمواصلة القتال طالما كان ذلك ضروريًا، مستشهدًا بحروب القيصر بطرس الأكبر ضد السويد التي استمرت 21 عامًا.
من جانبه، ذكر مصدرٌ في الوفد الأوكراني أن مطالب روسيا في الاجتماع كانت "منفصلة عن الواقع وتتجاوز بكثيرٍ أي شيء تمّت مناقشته سابقًا"، ووصف المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن موسكو أصدرت إنذارات تطالب أوكرانيا بالانسحاب من أجزاءٍ من أراضيها مقابل الحصول على وقف لإطلاق النار، إضافة إلى "شروط أخرى غير قابلة للبدء وغير بناءة"، وفي تعليقات لاحقة، وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الموقف الروسي، بأنه "غير مقبولٍ بشكلٍ واضح"، مؤكدًا أن القادة الأوروبيين وأوكرانيا والولايات المتحدة "يتقاربون بشكلٍ وثيق" في استجاباتهم، كما أوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي يعمل على حزمة جديدة من العقوبات ضد موسكو.
وبعد أن اقترح بوتين المحادثات المباشرة في تركيا، رفض تحدياً من زيلينسكي لمقابلته شخصياً في إسطنبول، مما قلّل من التوقعات بحدوث اختراقٍ كبيرٍ على مستوى القمة، وتضاءلت الآمال أكثر الخميس عندما قال ترامب، في ختام جولةٍ بالشرق الأوسط: "إنه لن يكون هناك أيُّ تحركٍ حتى يلتقي هو وبوتين"، ثم ذكر الجمعة، أنه يعتقد أنه سيتوصل إلى "صفقة" مع بوتين، لكنه سيفرض عقوبات على روسيا إذا "لم نتوصل إلى صفقة".
يبقى السؤال معلقاً: هل ستسفر الاتصالات المتواصلة والضغوط الدولية عن كسر الجمود وتحقيق سلامٍ طال انتظاره؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.