ما إن تعلن المرأة أنها حامل، إلا ويتحول الخبر الجميل إلى مرمى لا يتوقف من النصائح والتعليمات، والكثير من التحذيرات، وأكثر ما تأتي من الجدّات، الجارات، وبعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها يحمل نوايا طيبة مبشرة بالخير والسعادة، بينما الكثير منها مجرد خرافات متوارثة لا تستند إلى أي أساس علمي، والخطورة إن التزمت بها الحامل كحقائق ثابتة. والآن دعونا نتعرف من الدكتور حسام عفيفي أستاذ طب النساء والولادة إلى أبرز خرافات الحمل المنتشرة في عالمنا العربي، ورأي الطب الحقيقي؛ حرصاً وخوفاً على الحامل من الوقوع ضحية لمعلومات تضر بها وبالمولود المنتظر.
أولاً: خرافات مرتبطة بالتغذية
الحامل لا تأكل عن شخصين
خرافة "الحامل تأكل عن شخصين" تعد من أكثر الخرافات شعبية؛ حيث تحفز الحامل على تناول كميات ضخمة من الطعام بحجة أنها تُطعم "جنيناً آخر". بينما يؤكد العلم: الحمل لا يعني الإفراط في الأكل. بل التركيز على الجودة الغذائية؛ في الثلث الأول، لا تحتاج الحامل لسعرات حرارية إضافية، بينما تبدأ الزيادة الفعلية في الثلث الثاني (حوالي 300 سعرة حرارية إضافية يومياً فقط). الإفراط في الطعام يؤدي إلى السمنة، وأمراض مثل: مرض السكري، وصعوبات في الولادة. “الأناناس أو البابايا، يسببان الإجهاض”
حامل وثمرة البابايا بين يديها
تنتشر هذه الخرافة كثيراً، وتزرع الخوف في قلوب الأمهات، بينما تقول الحقيقة العلمية إن الأناناس والبابايا يحتويان على إنزيمات (بروميلين في الأناناس) قد تؤثر على عضلات الرحم حالة تناول كميات ضخمة جداً، ولكن الكميات الطبيعية في الفواكه لا تشكل خطراً، بل تقدم فوائد غذائية رائعة. “اشربي ماءً كثيراً ليساعد الجنين على الطفو في الرحم” رغم أنها قد تبدو مضحكة، إلا أن بعض النساء يصدقن أن كثرة شرب الماء تعني أن الجنين "يطفو" في السائل الأمنيوسي وبالتالي يتجنب الإصابة بالأذى. والحقيقة أن شرب الماء ضروري لترطيب الجسم ولزيادة حجم الدم والسائل الأمنيوسي، لكنه لا يجعل الجنين يطفو! الجنين محاط بسائل خاص، ومكانه محفوظ داخل الرحم جيداً.
ثانياً: خرافات عن شكل البطن ونوع الجنين
"شكل البطن يشير لنوع الجنين"
لا علاقة بين شكل البطن ونوع الجنين
إذا كان بطنك بيضاوياً فأنت حامل ببنت، وإذا كان دائرياً فأنت حامل بولد، وللأسف كم من الجدات خضن في هذه "الحكمة" الشعبية. بينما الطب يؤكد، أن شكل البطن لا علاقة له بنوع الجنين، بل يتأثر بطول الحامل، جلسة الجنين بالبطن، عدد مرات الحمل السابقة، ومدى مرونة عضلات البطن.
علامات تدل على الحمل بولد تعرفي إليها بالتقرير"الجمال يرتبط بنوع الجنين" إذا زاد جمالك فأنت حامل بولد، وإذا تغيرت ملامحك فستُنجبين بنتاً لأنها تأخذ من جمالك، خرافة تملأ الإنترنت، وتصيب الكثير من الحوامل بالإحباط. هنا الطب يقول؛ التغيرات في الملامح والجلد مرتبطة بالهرمونات، ولا علاقة لها بنوع الجنين، قد تُصاب الحامل بحب الشباب أو الكلف بسبب زيادة هرمون البروجسترون، بغض النظر عن نوع الجنين.
ثالثاً: خرافات مرتبطة بالحركة والنشاط
شرب الماء والحركة والنشاط ضرورة
“لا تمارسي أي مجهود بدني أو رياضة حتى لا يسقط الجنين": في أشهر الحمل، تصبح بعض الحوامل أسرى للخوف، فيمتنعن عن الحركة تماماً، والحقيقة العلمية المؤكدة: أن الرياضة المعتدلة (مثل المشي أو ممارسة اليوغا) مفيدة جداً للحامل، وتقلل من مشاكل الظهر والإمساك وتُحسن المزاج، بل وتُسهّل عملية الولادة لاحقاً، والاستثناء الوحيد هو وجود حالة طبية تمنع النشاط البدني. "لا ترفعي ذراعيك فوق رأسك، الجنين ممكن يلتف بالحبل السري": خرافة أخرى غريبة تنتشر رغم عدم منطقيتها، وهنا يؤكد الطب الحديث أنه؛ لا علاقة بين رفع اليدين ولف الحبل السري؛ التفاف الحبل يحدث لأسباب طبيعية أثناء حركة الجنين، وهو أمر شائع، ولا يُسبب مشاكل في معظم الأحيان.
رابعاً: خرافات خطيرة أثناء الولادة
حامل في ساعة الولادة
"كلما تأخرت في الذهاب إلى المستشفى، كانت الولادة أسهل" بعض النساء يعتقدن أن الولادة في المنزل أو الانتظار حتى آخر لحظة أفضل من "تدخلات الأطباء". الواقع الطبي. التأخير قد يسبب كارثة في بعض الحالات، خاصة إذا حدث نزيف أو بدأت الولادة قبل الأوان، المتابعة الطبية ضرورية لضمان سلامتك وسلامة جنينك. "الشعور بألم شديد يعني أنك تلدين طبيعياً، والمسكنات تؤخر الولادة" من أكثر الخرافات التي تُمارس كنوع من "تعظيم الألم"، والحقيقة: أن الحصول على مسكنات أو تخدير لا يؤخر الولادة، والولادة القيصرية خيار آمن ومتاح؛ لتقليل الألم بناءً على رغبة الأم وظروفها الصحية.
خامساً: خرافات نفسية واجتماعية:
"لا تعلني عن حملك قبل الشهر الرابع، الحسد سيؤذي الجنين" رغم أنه من حق أي أم اختيار الوقت المناسب للإعلان، إلا أن بعضهن يُجبرن على الكتمان خوفاً من الحسد، والحقيقة أن الطب لا يعترف بالحسد كمسبب للإجهاض أو المشاكل الصحية، الأهم هو المتابعة الطبية منذ اللحظة الأولى، والإعلان أو عدمه قرار شخصي لن يؤثر. "الحمل فالإنجاب يربط الرجل بالبيت أكثر" خرافة اجتماعية خطيرة، تُستخدم أحياناً كـ"وسيلة ضغط" للزواج أو تثبيت علاقة مهتزة، والحقيقة النفسية تؤكد أن الحمل لا يُغيّر شخصية الشريك أو يُصلح العلاقة، الطفل يحتاج لبيئة مستقرة وناضجة، لا بيئة قائمة على الأوهام والضغوط والحيل. وهناك من تقوم بالإصرار على عدم شرب الماء؛ للاعتقاد أن الماء يسبب انتفاخ الجنين، وأخريات يرفضن التصوير بالموجات فوق الصوتية خوفاً من تشويه الجنين. سيدتي الأم الحامل: لا تصدقي كل ما تسمعين، العلم هو سلاحك، لا الخوف أو الخرافة.
خطورة تصديق الخرافات
قد تعتقدين أن هذه الخرافات مجرد "كلام عابر"، لكنها قد تؤدي إلى:
قرارات غذائية خاطئة تسبب سمنة أو سوء تغذية أو سكري حمل.
تأخر في اكتشاف حالات طبية حرجة.
توتر نفسي زائد بسبب معلومات مرعبة أو مغلوطة.
الإصرار على ولادة طبيعية رغم وجود مؤشرات تستدعي القيصرية.
طرق للتميّيز بين النصيحة والخرافة
استشارة الطبيب للتفريق بين الحقيقة والخرافة
اسألي مصدر المعلومة:
ناقلة الخرافة هل هي طبيبة؟ أم صديقة؟ أم أن كلامها مجرد وحكايات متوارثة؟
ابحثي في مصادر طبية موثقة مثل منشورات وزارة الصحة.
استشيري طبيبك قبل تطبيق أي نصيحة، أو تصديق أي خرافة.
تابعي أطباء على السوشيال ميديا شرط أن يكونوا متخصصين ومرخّصين.
كوني مستمعة ذكية لكل ما يقال لك، لا متلقية خاملة تصدق فتخاف أو تفرح بلا سند علمي.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
