سياسة / اليوم السابع

قصص من خروج محمل كسوة الكعبة من القاهرة للحجاز برواية ابن آخر علمدار فى

  • 1/7
  • 2/7
  • 3/7
  • 4/7
  • 5/7
  • 6/7
  • 7/7

كتب محمد تهامى زكى

الثلاثاء، 03 يونيو 2025 03:04 م

مناسك الحج ليست فقط مجرد فريضة يؤديها المسلمون بل هي رحلة عميقة تتسم بالروحانيات والسكينة والطمأنينة تتعظم فيها أسمى معاني التوحيد والإخلاص والمساواة، وعلى مدار سنوات طويلة ارتبطت هذه الفريضة العظيمة بتقليد مهيب يجسد العناية والتقدير لبيت الله الحرام وهو كسوة الكعبة المشرفة، التي كانت تصنع على أيدى أمهر الحرفيين في لعقود طويلة، وكان لخروج كسوة الكعبة من مصر تاريخ طويلا ومجيدا يمتد لأعوام عديدة وكان تشكل من الهوية الدينية والثقافية لأم الدنيا، وكان لخروجها من القاهرة مناسبة عظيمة يتم الاحتفال بها بصورة ضخمة تُظهر مكانة مصر في العالم العربي والإسلامي.

صورة قديمة للحظة انطلاق محمل كسوة الكعبة
صورة قديمة للحظة انطلاق محمل كسوة الكعبة

وبالتزامن مع هذه الأيام المباركة، نتعرف لبعض قصص وحكايات خروج كسوة الكعبة من مصر وذهابها في محمل رسمي وشعبى يطوف أنحاء العاصمة المصرية قبل الذهاب إلى الأراضي المقدسة، التي يكشف عنها السيد الشريف "يسرى بن السيد عبد المجيد بن السيد مصطفى بن السيد خليل العقبى"، وهو ابن آخر "علمدار" أو "بيرقدار" الذي كانت مهنته هي حمل ورفع لواء المحمل المقدس إلى مكة المكرمة.

آخر من حمل لواء المحمل في مصر
آخر من حمل لواء المحمل في مصر

يقول السيد يسري، إنه كان من المفترض أن يرث من والده تلك المهنة وأن يتشرف بحمل الراية وبالفعل كان قريبا من تحقيقها، لكن وقوع خلافات بين مصر والسعودية عام 1952 جعل المملكة تبدأ في صنع الكسوة هناك وتتوقف مصر عن إرسالها، ليتبدد بذلك حلمه بتحقيق هذه الأمنية في قيادة المحمل ورفع الراية، موضحًا أن الكسوة فى البداية كانت يتم صنعها القاهرة بدار الكسوة بالخرنفش، ثم يتبعها عدد كبير من الحجاج الذين يبدأون في زيارة قبر السيدة "فاطمة حسن الأنور" أخت السيدة نفيسة رضى الله عنها، وبنت الإمام حسن الأنور بن محمد الباقر بن على زين العابدين، كما يزورون قبر سيدنا عمرو بن العاص الذى أوصى بدفنه على طريق الحجيج والمتواجد يمين مدخل مسجد سيدى عقبة بن عامر الجهنى.

ابن أخر من حمل لواء المحمل
السيد يسري ابن أخر من حمل لواء المحمل

ويضيف السيد يسري، بعد ذلك تبدأ رحلة المحمل على جمل برحلة صغيرة فى شوارع الفسطاط ثم يعود إلى مسجد عقبة الجهني ليبدأ الرحلة الأساسية إلى الأراضي المقدسة والتي كانت تستغرق وقتا طويلا قبل أن يدخل القطار إلى مصر والبواخر، حيث كان الحجاج يتبعون المحمل فى طريق طويلة إلى أرض الحجاز وكان الميسورين من الحجاج يقطعون الرحلة على مطاياهم من الدواب والخيل والإبل أما الفقراء ممن كتب لهم الله زيارة بيته فكانوا يقطعونها سيرا على الأقدام، مشيرا إلى أن الرحلة كانت تستغرق نحو ثلاثة أشهر تقريبا لتأدية المناسك وأيضا زمن الذهاب والعودة.

وعند دخول القطار مصر وتشغيل السكة الحديد، كانت تنقل الكسوة مع المؤن والمساعدات التي كانت ترسلها مصر إلى التكية فى المملكة على متن القطار ثم تنقل إلى الباخرة، أما عند وصولها إلى المملكة فكانوا يتنقلون على ظهور الإبل عبر المدقات الصحراوية بين الجبال حيث كانت الطرق غير ممهدة .

صورة قديمة لآخر من حمل لواء المحمل
صورة قديمة لآخر من حمل لواء المحمل

ويكشف الشريف يسري، عن وظيفة "البيرقدار" أو "العلمدار"، التي كانت منصبا شرفيا لا يناله إلا الأشراف من بنى عقبة بن عامر الچهنى رضى الله عنه، وهى  كانت وظيفة هامة في الدولة خلال موسم الحج وتتبع نظارة الداخلية "وزارة الداخلية" في تلك الفترة الزمنية، وكان يتقاضى "العلمدار" أجرا زهيدا من الدولة كل شهر مقابل تلك الوظيفة الشرفية، وكان من أبرز صفاته أن يكون ملما بتفاصيل رحلة الحج، كما كان يتم تدريبه على طرق التعامل فقد كان يقود الزفة أمام جلالة الملك قبل بدء الرحلة، كما كان يتدرب لفترة طويلة على حمل الراية على ظهر الإبل.

وأوضح الشريف يسري، ظل هذا المنصب الشرفي في عائلة أشراف بنى عقبة بن عامر رضى الله عنه، يتوارثها الأبناء والأحفاد جيلا فجيلا، حتى كادت أن تصل إليه لأنه كان من المفترض أن يرث هذه المهنة خلفا لوالدة، مشيرا إلى أن بذلك هو آخر علمدار للمحمل المصري، مؤكدا أنه بعد إلغاء رحلة المحمل بالحزن الشديد.

ميدان سيدي عقبة
ميدان سيدي عقبة

وتابع الشريف يسري، كان العلمدار يتقدم الرحلة حاملا العلم المزين ببعض الآيات القرآنية تتبعه بعض الأعلام للطرق الصوفية فى المؤخرة ولم يكن لعلم الدولة المصرية مكانا فى هذه الرحلة، حيث إنها كانت رحلة دينية فى المقام الأول، وكل ما يمثل الدولة هو بعض جنود وعساكر الدولة الذين يقومون على حماية الرحلة من الأخطار، مشيرا إلى أنه في بعض الأحيان تتعرض لهجمات من الوهابيين بزعامة عبد الله بن مسعود، وكانوا يعترضون على اصطحاب الموسيقى العسكرية والرايات مع الرحلة، وقد اشتبكت فى بعض الأحيان مع حرس الرحلة الذين استطاعوا أن يصلوا بالرحلة إلى الأراضى المقدسة سالمين.

وعن الجمل المختار للرحلة المقدسة وحمل الكسوة إلى الأراضى المقدسة فقد كان يتم اختياره بعناية، حيث إنه لابد أن يكون قويا كفاية ليقطع تلك المسافة الطويلة كما يتم تدريبه لفترات طويلة وتجهيزه لهذه الرحلة في الذهاب والعودة، لافتا إلى ان المصريون كانوا يحترمونه لقدسية المهمة التى يقوم بها فكانوا ينثرون عليه الورود والحلوى أثناء الزفة التى كانت تجوب شوارع الفسطاط قبل الانطلاق لبدء الرحلة المقدسة.

64349-39049688_1333326353470140_7377089892657922048_n

ومن الحكايات التى واكبت هذه الرحلة، كشف الشريف يسري عن حكاية وصفها بأنها من أغرب الحكايات وحكاها له والده الشيخ عبد المجيد مصطفى خليل العقبى، حينما قال إن رجلا أمسك بجمل المحمل وكان على وشك الانطلاق لبداية الرحلة ورأسه وألف سيف أن يكتب له ورقة لتعود إليه زوجته الغاضبة عند أهلها منذ 3 أشهر، وقد تعب السيد مصطفى خليل ليقنع الرجل أن كل ذلك بيد الله عز وجل إلا أن الرجل رفض.. فقال له السيد خليل فى الورقة "إن رجعت مراتك رجعت وإن ما رجعتش إن شالله مارجعت" وطوى له الورقة ووضعها فى جيبه، وبعد العودة من رحلة الحج وجد الرجل فى انتظاره وأخذ يشكره بحرارة على أن الورقة كانت سببا فى عودة زوجته إلى المنزل، فأخبره بما كتب فيها ولكن الرجل أبى أن يصدق.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا