عرب وعالم / السعودية / عكاظ

الصلاة في الجامع الأموي.. لحظة تعيد للعرب

أخبار ذات صلة

 

زيارة الخارجية الأمير فيصل بن فرحان إلى لم تكن زيارة دبلوماسية عادية، بل كانت لحظة تاريخية فارقة ترسم ملامح مستقبل المنطقة العربية وتُعيد ترتيب الأوراق وتوثق الروابط التي حاول البعض طيلة سنواتٍ عجاف قطعها. الصورة التي وقف فيها الأمير فيصل بن فرحان مُصليًا في رحاب جامع بني أمية الكبير بدمشق تختصر الكثير من الكلام، فهي لحظة لا يمكن وصفها إلا بأنها لحظة عودة الروح السورية إلى الجسد العربي، تلك الروح التي كادت تتمزق بفعل سنوات الفتنة والضياع والاختطاف. لقد حملت صلاة الوزير السعودي في المسجد الأموي رمزية عميقة، فهي تؤكد أن دمشق، هذه المدينة التاريخية التي عاشت عبر القرون حاضرة للعروبة والإسلام، لا تزال القلب النابض الذي لا يمكن أن يغيب، وأن عروبة سوريا لا يمكن أن تتبدل مهما حاول مختطفوها فرض هويات دخيلة أو غريبة. سنوات الاختطاف لم تستطع أن تُغير وجه سوريا، رغم الآلام والجراح، ورغم كل المحاولات اليائسة لتشويه الهوية العربية والإسلامية الأصيلة التي ظلت شامخة في وجه الرياح العاتية. هذه الصلاة المباركة في رحاب الأموي، تُعلن عودة سوريا الحقيقية إلى حضنها العربي الطبيعي، وتُعلن عودة العرب إلى سوريا. إنها رسالة واضحة من المملكة العربية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز تؤكد فيها أنها لن تترك سوريا وحيدةً، وأنها حاضرة بقوة لمد الجسور وإعادة الوصل وإصلاح ما انقطع. هذه الخطوة ذات رمزية بالغة تؤكد من جديد على الدور السعودي المتعاظم والفاعل في رسم خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط؛ خريطة تقوم على الوئام والتعاون والسلام، بعيدًا عن الصراعات والتدخلات الأجنبية التي أثبتت فشلها مرارًا وتكرارًا. أمام هذا المشهد التاريخي، لا بد من توجيه رسالة ضمنية إلى أولئك الذين هم ما زالوا خارج القطار السعودي المتجه بسرعة فائقة نحو المستقبل. هؤلاء الذين يُصرّون على محاولة الركوب في عربات قديمة متهالكة، لا تحمل سوى شعارات طنانة بلا مضمون، وتعيش على أوهام الماضي دون أن تنظر إلى مستقبل المنطقة، وإلى متغيرات الواقع الجديد. إن زمن الشعارات الفارغة قد ولى، وزمن الأوهام قد انتهى، فاليوم هو زمن العمل الجاد وزمن التعاون العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بكل اقتدار وحكمة. زيارة الأمير فيصل بن فرحان والصلاة في المسجد الأموي لم تكن حدثًا عابرًا، بل هي إعلانٌ قوي وواضح عن نهاية حقبة مظلمة كانت فيها سوريا مختطفة ومغيبة عن دورها الطبيعي والتاريخي في قلب الأمة العربية. اليوم، تُشرق الشمس من جديد على دمشق، مُعلنةً أن لا هوية إلا الهوية العربية، ولا تاريخ إلا التاريخ العربي، وأن المملكة حاضرة إلى جانبها لمساعدتها في اجتياز هذه المرحلة الانتقالية بكل قوة وصلابة. وأخيرًا، وكما قال الرئيس السوري أحمد الشرع في وصيته للحجاج السوريين وهم يتوجهون نحو الأراضي المقدسة: «كونوا رسل سوريا إلى السعودية، وأظهروا للشعب السعودي أننا شعب واحد في دولتين». هذه الوصية الحكيمة تؤكد أن ما يجمع الشعبين السعودي والسوري يعكس عمق الأخوة والترابط بينهما، وأن المستقبل يحمل في طياته أملًا كبيرًا وتعاوناً يعيد للعرب مكانتهم وقوتهم في وجه كل التحديات.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا