بعد الاستقرار في المخيم خرجت إلى الممرات الفاصلة بين المخيمات لأجد عشرات الخيم الخاصة التي انتصبت فيها قدور الأرز البخاري الضخمة لتبيع الوجبات للحجاج، كانت الرائحة ساحرة والجوع شديداً، لكن شعوراً غريباً بالخجل انتابني من شراء وجبة في الوقت الذي كان فيه زملائي جوعى، ولا أدري لماذا انتابني هذا الشعور ولماذا حرمت نفسي من إشباع جوعي، وما هو الخطأ الذي كنت سأرتكبه لو أنني التهمت بحر مالي طبقاً من ذلك الأرز الشهي الذي تعلوه قطعة من الدجاج المحمر، وعندما أتذكر ذلك الموقف السخيف أتساءل ما إذا كان هؤلاء الزملاء قد كبحوا شعور جوعهم مثلي أو ملؤوا بطونهم كما يجب أن يفعل أي جائع!
في تلك الرحلة تلقيت صدمتي الأولى من الملاسنات والمشاجرات التي تشتعل بين بعض الحجاج عند التدافع، وسمعت كثيراً عبارة «حج يا حاج» للتفريق بين المتلاسنين والمتشاجرين، فقد كنت أتخيل أنني ذاهب إلى تظاهرة إيمانية تصفو فيها القلوب والنفوس ويتحول فيها العباد إلى ملائكة تمشي على الأرض، لكن الحقيقة أن كثيراً من الحجاج كانوا أشبه بأعواد الكباريت المستعدة للاشتعال عند أقل احتكاك!
أخبار ذات صلة
باختصار.. رغم المشقة تبقى تجربة الحج الذكرى الأميز في حياة أي مسلم، وتبقى رائحة ذلك «البخاري» الذي حرمت نفسي منه عالقة في ذهني حتى اليوم!
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.