رحلت النجمة حنان اللولو، اليوم، عن عمر ناهز 58 عامًا، بعد معاناة مريرة مع مرض السرطان الذي عاودها مؤخرًا وأدى إلى تدهور حالتها الصحية بشكل كبير.
سبب وفاة حنان اللولو
دخلت النجمة السورية في الأيام الأخيرة إلى قسم العناية المركزة في مستشفى الطلياني بالعاصمة دمشق، حيث عانت من مضاعفات شديدة، لتُعلن وفاتها رسميًا صباح اليوم وسط حزن واسع في الوسط الفني السوري والجمهور الذي أحبها.
نقابة الفنانين السوريين نعتها بكلمات حزينة، مشيدة بإخلاصها الفني ومسيرتها التي لم تكن مفروشة بالنجومية اللامعة بقدر ما كانت مليئة بالتحدي والإصرار والعطاء الصادق. كما شارك عدد من نجوم الدراما السورية في تأبينها على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أنها كانت فنانة من طراز نادر، عرفت بالتواضع والإنسانية والتمثيل الفطري الذي لامس القلوب.
من هي حنان اللولو؟
وُلدت حنان اللولو، واسمها الحقيقي حنان البادي، في مدينة حمص السورية في خمسينيات القرن الماضي. لم يكن طريقها مفروشًا بالورود، فقد تزوجت في سن الرابعة عشرة، كما صرّحت في عدة لقاءات، لتبدأ رحلتها كزوجة وأم قبل أن تكتشف طموحها الشخصي. أنجبت أربعة أبناء، وتحملت مسؤولية إعالتهم بعد وفاة زوجها، لتواجه مصاعب الحياة مبكرًا من دون سند سوى إرادتها.
من الظل إلى الأضواء
رغم الظروف القاسية، لم تتخلَّ حنان عن حلمها بالتمثيل. بدأت مشوارها الفني متأخرة، في أواخر التسعينيات، بأدوار صغيرة في مسلسلات سورية. لم تكن بدايتها لافتة في الإعلام، لكنها كانت كافية لتلفت نظر بعض المخرجين إلى موهبتها الفطرية.
شاركت في عدد من الأعمال مثل كرسي الزعيم، سايكو، حارة خارج التغطية وغيرها من المسلسلات التي جسّدت فيها أدوار الأم أو الجارة أو المرأة المكافحة. لم تكن تحتاج إلى نصوص معقدة أو أدوات تعبير مصطنعة؛ إذ يكفي أن تتحدث، حتى تصدّقها الكاميرا ويؤمن بها المشاهد.
حنان اللولو ورحلة من العطاء
تُعرف حنان بصدقها وتواضعها، إذ لم تتصنع في لقاءاتها الإعلامية، بل تحدثت دائمًا عن الفقر، عن صراعها كامرأة مطلّقة وأم مسؤولة عن أربعة أبناء، عن الانتقال من عمل إلى آخر لتأمين لقمة العيش، حتى قبل دخولها الوسط الفني. ولم تحاول قط تجميل سيرتها، بل كانت دائمًا صريحة وشجاعة، ما جعلها قريبة من الناس.
المرض... فصل جديد من التحدي
في عام 2023، أعلنت حنان اللولو إصابتها بمرض السرطان، للمرة الثانية في حياتها، وخضعت لعملية دقيقة لاستئصال الورم وجزء كبير من معدتها. كشفت عن معاناتها الصحية في فيديو مؤثر، ناشدت فيه نقابة الفنانين والمسؤولين في سوريا لمساعدتها في تغطية تكاليف العلاج، ما أثار موجة تعاطف واسعة على مواقع التواصل.
رغم الألم، أظهرت حنان شجاعة نادرة، متحدثة عن مرضها بصوت مفعم بالإيمان والصبر، وموضحة أنها لا تملك التأمين أو المال الكافي لاستكمال العلاج. وأكّدت أن ما تحتاجه ليس الشفقة، بل الاحترام والاعتراف بقيمتها كفنانة خدمت الفن السوري بإخلاص.
صوت الجمهور يعلو
لاقت مناشدتها تجاوبًا واسعًا من زملاء في الوسط الفني ومن الجمهور، الذين عبروا عن استيائهم من غياب الدعم لفنانة قدّمت الكثير، حتى وإن لم تحظَ بالأدوار البطولية. تحوّلت قصتها إلى مرآة تعكس واقع كثير من الفنانين السوريين الذين يُنسَون في زوايا النسيان حينما تنطفئ الأضواء عنهم.
فن لا يصدأ... ورسالة لا تموت
رغم المرض والتعب، ما زالت حنان اللولو تؤمن بدورها في المجتمع كفنانة وإنسانة. لم تعتزل، بل عبّرت عن رغبتها في العودة للعمل عندما تستعيد صحتها، لأن التمثيل بالنسبة لها ليس مجرد مهنة، بل وسيلة لإيصال صوت النساء المكافحات، ولتجسيد معاناة الناس وهمومهم اليومية.
وفي الوقت الذي تغيب فيه العدالة أحيانًا عن الوسط الفني، تبقى حنان نموذجًا ملهمًا للفنان الذي لم تُغره الشهرة، بل ظلّ وفيًا لفنه، لجمهوره، ولرسالته.
شاهدي أيضاً: مشاهير أعلنوا إصابتهم بالسرطان في 2024
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.