تشهد دولة الإمارات طفرة في توظيف التقنيات الروبوتية والذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات اللوجستية وإدارة سلاسل التوريد، مدفوعة برؤية استراتيجية تدعم التحول الرقمي وتعزز الكفاءة التشغيلية.
بلغ سوق أتمتة المستودعات في دولة الإمارات نحو 778 مليون درهم (212 مليون دولار)، مع توقعات بارتفاعه إلى 1.9 مليار درهم (521.5 مليون دولار) بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي 17.4%.
يأتي هذا النمو السريع نتيجة مباشرة لتسارع التجارة الإلكترونية، وتزايد الحاجة إلى مرونة سلاسل الإمداد، فضلاً عن المبادرات الحكومية الطموحة مثل استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي ومشاريع البنية التحتية المتقدمة مثل «ممر الحرير» في دبي.
وفي ظل هذه المعطيات، تتحول الإمارات إلى بيئة مثالية لتجريب وتبني تقنيات المستقبل، ما يعزز مكانتها كمركز إقليمي متطور في مجال الابتكار اللوجستي.
وسجّلت سوق إدارة سلاسل التوريد في الإمارات في 2024، نحو 5.22 مليار دولار، مع توقعات بوصولها إلى 8.5 مليار دولار بحلول عام 2031، بمعدل نمو سنوي قدره 7.2%.
ويعكس هذا الاتجاه انتقالاً تدريجياً نحو حلول أكثر ذكاءً وتكاملًا، خاصة في ضوء التطورات التكنولوجية التي أعادت تعريــف العمليات التشغيلية في المستودعات ومراكز التوزيع.
ملامح التحول الرقمي
يقول رامي يونس، المدير العام لشركة «سويس لوج»: «يُعد دمج الروبوتات المتنقلة الذاتية أحد أبرز ملامح التحول الرقمي في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن هذه الروبوتات قادرة على التنقل بدقة داخل المستودعات دون الحاجة إلى مسارات ثابتة، ما يُقلل من الهدر ويزيد من مرونة التوزيع، خصوصًا في القطاعات كثيفة الحركة مثل الأغذية والملابس والبضائع العامة».
وأضاف، مع تزايد الطلب على التجارة الإلكترونية، توفّر بعض الروبوتات المزودة برؤية حاسوبية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، القدرة على التقاط العناصر بكفاءة تصل إلى 95%، ما يقلل من أخطاء التجميع ويرفع جودة الخدمة. وتُعزز هذه الحلول عبر برمجيات إدارة المستودعات المتقدمة التي توفر رؤية متكاملة للعمليات، وتتيح للشركات التكيف سريعًا مع التغيرات في الطلب والأسواق.
وأوضح يونس، مع أن التحول الرقمي يتطلب استثمارات أولية مرتفعة نسبياً، إلا أن الفوائد طويلة الأمد، بما في ذلك خفض التكاليف التشغيلية وزيادة الإنتاجية، تجعل منه خياراً استراتيجياً مدفوعاً بضرورة البقاء في المنافسة. وتعمل الشركات الرائدة على توفير التدريب والدعم للموظفيـــن لضمـــان تأقلمهــــم مع هذه التقنيات الجديدة.
خدمات أكثر كفاءة
من جانبه، قال نيكيتا غافريلوف، الرئيس الإقليمي للشركة، إن الإمـــــارات تستهدف تحويــــل 25% مــــن وسائل النقل في دبي إلى ذاتية القيادة بحلول 2030، ما يفتح الباب أمام خدمات لوجستية حضرية أكثر استدامة وكفاءة.
وأضاف، تواصل «يانغو تك أوتونومي» تطوير حلول التوصيل الذاتي عبر الروبوتات، حيث أثبتت هذه الأنظمة فعاليتها في مشاريع مثل مدينة إكسبو دبي و«شوبا هارتلاند».
وتابع غافريلوف: «إن روبوتات التوصيل تستشرف مستقبلاً واعداً بفضل قدرتها على العمل في البيئات الحضرية المعقدة، حيث أثبتت دقّة فريدة في التنقل والتوجيه حتى في ظل الظروف الجوية المتغيرة أن التوصيل الذاتي لم يعد مجرد أفكار ونظريات، بل أصبح حلاً عملياً فعالاً قابلاً للتطوير، ومُصمماً لمدن الغد».
مبادرات حكومية
تستمر دولة الإمارات في تنفيذ استراتيجيات ومبادرات داعمة للتحول الرقمي في القطاع اللوجستي، مثل استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي ومشاريع البنية التحتية المتقدمة.
وتُظهر الأرقام النمو المستمر في أسواق الأتمتة والروبوتات اللوجستية في الإمارات مع زيادة الطلب على التجارة الإلكترونية، والاستثمارات الحكومية في البنية التحتية الذكية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.