دبي: رامي معالي
يشهد قطاع السفر والسياحة في دولة الإمارات تحولاً لافتاً، في تفضيلات المسافرين من مواطنين ومقيمين، وسط مؤشرات تعكس تغيراً في أسلوب الحياة، ونظرة جديدة إلى مفهوم الرحلة والسفر، فبعد سنوات من سيطرة الوجهات التقليدية على المشهد، تتقدم وجهات جديدة وأكثر تنوعاً، في ظل وعي سياحي متزايد لدى المواطنين والمقيمين داخل الدولة.
هذا التغيّر في الذوق السياحي، لم يعد قائماً فقط على الترفيه، بل بات يتأثر بعوامل متعددة، تشمل الاعتبارات الاقتصادية والبيئية وسهولة الوصول، وحتى محتوى الرحلة نفسه من أنشطة وتجارب.
تفضيلات جديدة
يؤكد الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس مجموعة «دبي لينك» للسياحة والسفر، أن العديد من المسافرين باتوا يفضلون الوجهات الإقليمية القريبة ذات التكلفة المعقولة، مثل قبرص وجورجيا، أذربيجان وسلطنة عُمان، بدلاً من وجهات أوروبية بعيدة، قد تفرض شروطاً أصعب، أو تتطلب ميزانية أعلى، مرجعاً ذلك إلى تقلب أسعار تذاكر الطيران، والظروف الاقتصادية العالمية، فضلاً عن التسهيلات التي تقدمها دول أخرى جديدة، في ما يخص التأشيرات أو إمكانية الدخول من دون تأشيرة.
ويشير إلى أن بيانات منصة GTE للحجوزات التابعة لمجموعته، أظهرت زيادة بنسبة 31% في الطلب على هذه الوجهات، خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.وعي سياحي
يضيف الحاج علي أن المسافرين باتوا أكثر وعياً في اتخاذ قرارات السفر، ويقول: «هناك ميل متزايد نحو اختيار الوجهات، التي توفر قيمة مقابل المال، وتقدم تجارب مميزة، سواء ثقافية أو ترفيهية. كما أن استخدام المنصات الرقمية أسهم في رفع مستوى الوعي، وأصبح المسافر يخطط بدقة، ويقارن بين العروض والخدمات والوجهات، بما في ذلك حجوزات الفنادق والطيران».
دول جديدة
يرى شريف الفرم، الرئيس التنفيذي لشركة «شريف هاوس» للسياحة والسفر، أن التغير في سلوك السفر لدى شريحة واسعة من المواطنين والمقيمين، بات واضحاً مؤخراً، مشيراً إلى أن كثيراً منهم أصبحوا يتطلعون إلى تجربة وجهات جديدة تخرج عن النمط المعتاد. وتابع: «هناك ارتفاع ملحوظ في الطلب على دول جديدة مثل فيتنام، النرويج، والبرتغال، وهي وجهات لم تكن تحظى بنفس الشعبية في السابق، لكنها اليوم تشهد إقبالاً متزايداً». ويضيف الفرم أن هذا التوجه، يعكس حالة من النضج والوعي لدى المسافر، الذي لم يعد يكتفي بالوجهات السياحية المعتادة، بل يسعى إلى خوض تجارب جديدة تلامس اهتماماته الشخصية، سواء كانت ثقافية، ترفيهية، أو حتى تجريبية.
قرارات السفر
يرى الخبير السياحي سعود الدرمكي أن قرارات السفر، باتت تتأثر بشكل متزايد بتنوع عروض السفر وتنافس شركات الطيران، لا سيما الاقتصادية منها، في تقديم أسعار ملائمة وجاذبة.
وقال: «العروض الترويجية التي تطرحها شركات الطيران الوطنية، خلال المواسم، تُعدّ من العوامل المحفزة على اتخاذ قرار السفر، لما توفره من خيارات متنوعة ومنافسة».
ولفت إلى أن هناك تحولاً واضحاً في سلوك المسافر في الإمارات؛ إذ أصبح أكثر حرصاً على التخطيط المسبق للحجوزات، واختيار توقيت السفر بناءً على الفترات الأنسب والأسعار المتاحة، لافتاً إلى أن هذا التحول ليس مؤقتاً، بل يمثل توجهاً طويل الأمد.
ويشير الدرمكي إلى أن السياحة المستدامة، وخاصة العلاجية، باتت تحظى باهتمام متزايد من قبل المسافرين، مستشهداً بدول مثل الهند والتشيك وسلوفاكيا، التي تُعرف بمنتجعاتها العلاجية المتخصصة. كما لفت إلى الدور المتنامي للتكنولوجيا والتطبيقات الذكية في توجيه قرارات السفر، حيث أصبحت توفر باقات جذابة ومتنوعة تناسب مختلف الفئات.
وجهات تقليدية
يرى ياسين دياب، مدير عام وكالة «الفيصل» للسفر والسياحة في الشارقة، أن هناك نسبة من المسافرين تبحث عن وجهات جديدة، بهدف الاستكشاف أو التعرف إلى المعالم والتاريخ.
وقال: «معظم هذه الحالات تندرج في إطار محاولة كسر الملل والتجديد، لكن الوجهات التقليدية لا تزال تحتفظ بجاذبيتها، ولم تتغير الخريطة بشكل كبير». ويوضح دياب أن المقيمين في الإمارات، وخاصة من الجنسيات العربية وشبه القارة الهندية، يفضلون قضاء إجازاتهم في بلدانهم الأصلية، وهو ما يشكل 95% من الحجوزات. وأن المواطنين عادةً ما يتوزع سفرهم نحو وجهات معروفة مثل تايلاند، ماليزيا، سنغافورة، المالديف، أذربيجان، جورجيا، قيرغيزستان، فضلاً عن بعض الدول الأوروبية، التي تبقى على رأس القائمة، مثل بريطانيا، سويسرا، فرنسا، والنمسا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.