فلماذا بقيت منطقتنا ساحة للمستعمرين حتى بعد الاستقلال وبعد حركات التحرر، خلافاً لما شهدته الكثير من مناطق العالم بعد طرد الاستعمار منها، والتي رغم ما يسود بعضها من توترات أحياناً إلا أنها تقدمت كثيراً ودخلت المنافسة الاقتصادية، وتجاوزت شعوبها المرحلة التي تركها عندها الاستعمار بمراحل كثيرة؟ ما الذي يجعل منطقتنا والقارة الأفريقية لا تزالان عند النقطة التي تركها عندها المستعمرون وربما أقل بكثير من تلك النقطة لما دون الصفر، بينما تشهد مناطق أخرى من العالم في آسيا وأمريكا اللاتينية استقراراً سياسياً ونمواً اقتصادياً إلى حد كبير وبوتيرة ثابتة وصولاً إلى أهدافها؟
هل ما تشهده منطقتنا اليوم من توترات ونزاعات وحروب هو تنفيذ لمخططات رسمها المستعمر بعد أن رحل شكلياً، الذي لا تنقصه أساليب الحيل والدسائس وزرع الألغام بين الدول بعضها ضد بعض وبين فئات شعب الدولة الواحدة بدءاً من رسم الحدود السياسية التي أرادها المستعمر لهذه المنطقة وبطريقة لا تنسجم ولا تستقيم حتى مع الحدود الطبيعية والديموغرافية والتاريخية والجغرافية للمنطقة وأهلها الأصليين؟
أخبار ذات صلة
وإذا كان المستعمر يخطط لمصالحه هو فقط دون اكتراث لحقوق ومصالح شعوب ودول منطقتنا الأصليين، وهو المتوقع من المستعمر، فما الذي جعل هذا التخطيط الاستعماري يتحقق في منطقتنا، رغم أن منطقتنا تملك مشروعاً حضارياً واقتصادياً إستراتيجياً أقوى وأمضى بكثير من المشروع الحالي، رغم التفوق العسكري للمشروع الغربي؟
هل استمرار الحرب على غزة والنزاعات في ليبيا والسودان وغيرهما مرتبط بتجهيز وتهيئة ما يسمى الشرق الأوسط الجديد لواحدة من محطاته المرتبطة بالمشروع الغربي؟ وهل توقف هذه الحروب والنزاعات مرتبط باكتمال وتدشين «الشرق الأوسط الجديد»؟ وهل سينتظر سكان منطقتنا الأصليين نسخة جديدة من الشرق الأوسط المصمم والمخطط أوروبياً وغربياً كل مئة سنة؟ أم أن شمس منطقتنا والعالم ستشرق قريباً من الصين، حيث تنعدم الثقافة الاستعمارية والصهيونية، وحيث يصبح اسم منطقتنا «الغرب الأوسط» الجديد وفقاً لبوصلة القوة العظمى القادمة من الشرق بدلاً من «الشرق الأوسط» المغيب عن هويته وحاضره ومستقبل أهله الأصليين وليس مستقبل سكانه الوهميين الذين جيء بهم من أوروبا الشرقية ومن إثيوبيا وغيرهما؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.