في سابقة نادرة ومثيرة للجدل، شهدت مسابقة ملكة جمال "روساريو" في باراغواي واقعة صادمة أثارت استغراب الحضور ورواد مواقع التواصل، بعدما رفضت الملكة السابقة فيوليتا أريفالو تسليم التاج للمتوّجة الجديدة وفقًا للتقاليد المتبعة في حفلات الجمال. الموقف تطوّر إلى توتر واضح بين المتسابقة السابقة والحالية، ما أثار عاصفة من الانتقادات واتهامات الحسد والتنمر.

تفاصيل الحادثة لحظة بلحظة

بدأت مراسم التتويج بشكل طبيعي؛ حيث صعدت المتسابقة الجديدة، شابة طويلة ذات شعر أسود وبإطلالة أنيقة، إلى المنصة وسط تصفيق حار من الجمهور، استعدادًا لتسلّم التاج.

لكن المفاجأة حدثت عندما تقدّمت فيوليتا أريفالو، الملكة المتوّجة للعام السابق، بخطى مترددة نحو الفائزة الجديدة، لتبدأ مشهدًا محرجًا.

وفق ما وثّقته عدسات الحاضرين، ظهرت فيوليتا وكأنها غير مستعدة لتسليم التاج، إذ تظاهرت بأنها تواجه صعوبة في وضعه على رأس المتسابقة الجديدة، بل إنها أسقطته عمدًا على المنصة. لحسن حظ الفائزة الجديدة، تمكنت من التقاطه قبل سقوطه على الأرض. لكن أريفالو أعادت الكرة وسحبت التاج من يدها، محاولةً وضعه مجددًا في أجواء يسودها التوتر.

تزايد الغضب والتدخل التنظيمي

مع تصاعد حدة الموقف، أدرك منظمو الحفل أن الموقف خرج عن السيطرة، فتقدّم أحدهم لمساعدة المتسابقة الجديدة في ارتداء التاج. لكن فيوليتا بدت مصممة على الاستمرار في المشهد الغريب، إذ أبقت يدها ممدودة فوق رأس الفائزة وكأنها تمنع استقرار التاج في مكانه، الأمر الذي دفع الحضور للدهشة والتساؤلات.

في تلك اللحظة، بدأت التعليقات الساخطة تتعالى من الجمهور، إذ اعتبر كثيرون أن تصرف أريفالو يعكس روحًا عدائية وحسدًا واضحًا تجاه الفائزة. البعض وصف ما حدث بأنه إساءة إلى سمعة المسابقة بأكملها.

شاهدوا الموقع المحرج على المسرح لملكة جمال روزاريو في باراغواي:

تبرير غير مقنع وسط اتهامات بالتنمر

لاحقًا، لجأت أريفالو إلى حسابها على موقع فيسبوك لتبرير تصرفها، مدعيةً أن المتسابقة الجديدة سبق وأن ضايقتها وتعرّضت لها بالإساءة أثناء التحضير للمسابقة.

وأوضحت أن تصرّفها كان ردّ فعل على ما وصفته بـ"التنمّر" الذي طالها من قبل الفائزة وعائلتها، إلا أنها لم تقدّم أي دليل يثبت صحة تلك المزاعم.

قالت ملكة جمال "سان بيدرو" الحالية في بيان رسمي لها إنها قررت توضيح ما جرى بعد حادثة وقعت يوم السبت الماضي، والتي أثارت الكثير من التساؤلات والانتقادات.

وأوضحت أن ما حدث كان نتيجة حادث عرضي، إلا أن أسبابه الحقيقية تعود إلى الضغوط النفسية والتوترات العصبية التي واجهتها طوال هذا العام، بسبب ما وصفته بـ"الاضطهاد والتنمر" الذي تعرّضت له هي وأسرتها.

وأضافت: "الكثيرون لا يعلمون السياق الكامل لما حصل، فيظنون أشياءً غير صحيحة. لديّ تسجيل فيديو من العام الماضي يظهر بعض الأشخاص الذين حضروا لمشاهدته لكنه لا يوثّق القصة كاملة".

وأعلنت أنها ستبدأ قريبًا في نشر سلسلة فيديوهات توثّق ما عاشته من أحداث قبل الانتخابات وبعدها أثناء تمثيلها لمدينة "روزاريو"، مؤكدةً أنها حاولت تمثيل مدينتها بأفضل صورة ممكنة، رغم حملات التشويه والافتراء التي طالتها وأسرتها.

وأردفت قائلة: "قدّمت العديد من الأنشطة الاجتماعية والخيرية لأبناء مدينتي، وحضرت معظم الفعاليات والبرامج التلفزيونية والمسابقات بدافع خدمة المجتمع، علمًا بأنني أقيم حاليًا في أسونسيون حيث أدرس وأعمل".

وأشارت إلى أنها تحمّلت الكثير من الإساءة الإعلامية، مضيفة: "يمكنكم قول ما تشاؤون عني، لكن لا تقحموا أسرتي في هذا. وقد فوّضت محامييّ باتخاذ الإجراءات القانونية إذا تعرّض أحد أفراد عائلتي للإساءة مجددًا".

وكشفت أنها عانت من مواقف محرجة، منها قيام إحدى الحاضرات بإلقاء زجاجة ماء عليها أثناء وجودها على المسرح، لافتةً إلى أن ذلك الموقف لم يتم توثيقه بالفيديو.

وتابعت: "لقد انتقدوني في كل شيء حتى ملابسي، وصوّروني بغرض السخرية. وصفوني بأوصاف جارحة وادّعوا أنني "رخيصة" و"بائعة هوى"، وكل هذا كان صعبًا جدًا عليّ".

موجة غضب وإدانة واسعة

المشهد أثار جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي؛ إذ انتقد مستخدمون سلوك أريفالو واعتبروه منافٍ لأخلاقيات المسابقة. وأكد عدد كبير من المعلقين أن ما جرى لا يليق بمستوى الحدث، وطالبوا اللجنة المنظمة باتخاذ إجراءات حاسمة للحفاظ على هيبة المسابقة ومنع تكرار مثل هذه السلوكيات.

ولم تُصدر اللجنة المنظمة للمسابقة بيانًا رسميًا يوضح العقوبات المحتملة بحق أريفالو، في حين أغلق حسابها الرسمي خاصية التعليقات بعد أن تعرّضت لوابل من الانتقادات والهجوم.

البعض طالب بمنعها من المشاركة مستقبلًا في أي حدث متعلق بمسابقات الجمال، فيما رأى آخرون أن ما حدث فرصة لتصحيح مسار المسابقات وضمان التزام المشاركات بروح المنافسة الشريفة.