12 يونيو 2025, 11:00 صباحاً
في خطوة ذات تداعيات تصعيدية، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم (الخميس) أن إيران لم تلتزم بمسؤولياتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي، وصدر هذا القرار من الوكالة الأممية للمرة الأولى منذ عقدين، كما أتي في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من أن إسرائيل قد تكون على وشك شن ضربة عسكرية على إيران، وهو ما يضع المنطقة على شفا مواجهة خطيرة، وهذا التطور البالغ الأهمية يسلط الضوء على عمق الأزمة النووية الإيرانية ويؤكد فشل طهران في تقديم معلومات حيوية حول مواد وأنشطة نووية غير معلنة في مواقع لم يتم الإفصاح عنها.
تفاقم الأزمة
ولطالما كان الملف النووي الإيراني بؤرة توتر دولية، لكن قرار الوكالة الأخير يرفع منسوب القلق إلى مستويات غير مسبوقة، فإعلان عدم الامتثال، الذي طال انتظاره من قبل مجلس محافظي الوكالة، يؤكد مخاوف مجتمع الاستخبارات الغربي بشأن الغموض الذي يكتنف الأنشطة النووية لطهران، وهذا التطور لا يمثل مجرد إجراء روتيني من قبل هيئة المراقبة، بل هو إشارة واضحة على تدهور الثقة بين إيران والمجتمع الدولي، ويشير إلى أن الوضع بلغ نقطة حرجة، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
والتوقيت الذي صدر فيه هذا القرار ليس عادياً على الإطلاق، ففي ظل التقارير المتواترة من مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، التي تفيد بأن إسرائيل تستعد لشن هجوم عسكري وشيك على إيران، يكتسب قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية أهمية مضاعفة. وهذه التحذيرات، وإن لم يتم تأكيدها بشكل رسمي، إلا أنها تعكس مناخًا من التوتر الشديد والترقب في أروقة الدبلوماسية الدولية، وتزيد من احتمالية التصعيد العسكري الذي قد يزعزع استقرار المنطقة بأسرها.
شفافية منقوصة
والجوهر الأساسي لقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية يكمن في إخفاق إيران المستمر في توفير معلومات دقيقة وكاملة حول "مواد وأنشطة نووية غير معلنة" في "مواقع متعددة لم يتم الإفصاح عنها"، وهذا الفشل في الشفافية ليس جديدًا، فقد دأبت الوكالة على المطالبة بمثل هذه المعلومات لسنوات دون جدوى، وإن رفض طهران التعاون الكامل في هذا الصدد يعرقل جهود الوكالة للتحقق من الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي، ويثير الشكوك حول نواياها الحقيقية، خاصة في ظل التقدم الذي أحرزته في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية.
والتقرير، الذي جاء على لسان ستيفن إيرلانجر مراسلاً من براغ، يؤكد أن القضية ليست مجرد خلاف فني، بل هي أزمة ثقة عميقة، واستمرار إيران في هذه السياسة التصعيدية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، ليس فقط على مستوى علاقاتها مع الغرب، بل على الاستقرار الإقليمي والعالمي، فالضغوط الدبلوماسية والاقتصادية قد تتصاعد، ولا يستبعد أن يتم فرض عقوبات جديدة أو تشديد العقوبات القائمة، وهذا الوضع المعقد يستدعي تدخلات دبلوماسية مكثفة وجهودًا حثيثة لنزع فتيل الأزمة قبل أن تخرج عن السيطرة، فهل ستستجيب طهران لنداءات المجتمع الدولي، أم أنها ستستمر في تحدي القواعد والمعايير الدولية، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر خطورة؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.