مع تسارع وتيرة التحول في قطاع الطاقة العالمى، تتعالى الأصوات المطالبة بالعدالة والشمولية وسهولة الوصول، وفي صميم قمة شباب بريكس للطاقة لهذا العام، شدد ألكسندر كورميشين، رئيس وكالة شباب بريكس للطاقة، على الحاجة الملحة لتحولٍ في الطاقة لا يُقصي أحدًا، خاصةً الأجيال الشابة.
وقال كورميشين: “من السهل الحديث عن التحول في الطاقة، لكن الأهم هو ضمان أن يكون هذا التحول عادلاً”. وأضاف: “هذا يعني أن جميع الناس، وجميع المجتمعات، مهما كانت أعمارهم أو خلفياتهم، يجب أن يشاركوا في هذا التحول ويستفيدوا منه”.
وفي إشارة إلى رئاسة البرازيل لمجموعة بريكس لعام 2025، والتي جعلت من “التحول العادل” محورًا رئيسيًا لأجندتها في قطاع الطاقة، أكد كورميشين على الدور الحاسم الذى تلعبه فئة الشباب، وقال: “الشباب سيعيشون فى العالم الذي تصنعه قرارات الطاقة اليوم، لذا يجب أن تُسمع أصواتهم الآن، بصفتهم مهنيين مستقبليين، وصنّاع سياسات، ونشطاء”.
كما شدد على أن الشمولية يجب ألا تبقى مجرد شعار، بل يجب أن تمتد لتشمل الفئات الاجتماعية المختلفة، والفوارق التاريخية والجغرافية — لا سيما في المناطق الغنية بالموارد التقليدية مثل الفحم، وأضاف: “خذوا جنوب إفريقيا كمثال. السؤال لا يتمحور فقط حول التخلص من الفحم، بل كيف يمكن تنظيفه واستخدامه ضمن تحول طاقي أوسع؟”.
ورغم أن التحول في الطاقة لا يزال تحت سيطرة صناع القرار من النخبة، فإن الأصوات الشعبية بدأت تتصاعد. يقول كورميشين: “إذا كان هناك مئة ألف شاب يطالبون بعالم أنظف، لكنهم أيضًا بحاجة إلى الحفاظ على مصادر رزق عائلاتهم، فعلينا ضمان ألا يأتى التحول على حساب سبل عيشهم”.
في هذا السياق، يُعد تقرير “آفاق طاقة شباب بريكس” أداة محورية، إذ يعكس آراء المهنيين الشباب والطلاب ورواد الأعمال بشأن ما يعنيه التحول الطاقى الحقيقى، وعلّق كورميشين: “في كثير من الأحيان، هناك فجوة بين صناع السياسات ومن يعيشون الواقع اليومي. هذا التقرير يسد تلك الفجوة”.
ومن بين الشراكات الأطول عمراً لوكالة شباب بريكس للطاقة، شراكتها مع مؤسسة “روساتوم” الروسية للطاقة النووية، والتي وصفها كورميشين بأنها “رائدة تقنياً وداعمة بشكل مستمر لإشراك الشباب عبر دول بريكس”.
وقد أنشأت الوكالة مجموعة عمل متخصصة في التقنيات النووية — واحدة من ثماني مجموعات موضوعية — حيث يجتمع فيها خبراء شباب بانتظام للمساهمة في تقارير بناء مجتمع عابر للحدود من المتخصصين النوويين. هذا العام، أنجزت المجموعة أول تقرير مستقل حول تطوير الطاقة النووية، وتعمل حالياً على إعداد تقرير جديد حول المفاعلات النووية الصغيرة (SMRs) داخل دول بريكس.
وأضاف: “لم يعد الملف النووي قضية هامشية، بل أصبح أحد المحاور الخمسة الرئيسية في قمة هذا العام. ونحن نعمل نحو شراكات أعمق ضمن منصة بريكس النووية الجديدة”.
وبعيدًا عن التعاون الداخلي بين دول بريكس، رحّب كورميشين بمشاركة الدول الأعضاء الجدد في المجموعة، لا سيما الإمارات العربية المتحدة، ومصر، وإندونيسيا، وإثيوبيا، في قمة هذا العام.
وقال: “وفد الشباب الإماراتي، بقيادة وزارة الطاقة، أضاف رؤى قيمة للغاية”. وأضاف: “إن التزام دولة الإمارات بإشراك الشباب فى الاقتصاد الأخضر، والابتكار الرقمى، والتعليم النووى يتماشى تمامًا مع رؤيتنا”.
كما أثنى على الدور الذي لعبته مصر، مشيرًا إلى تركيزها على السيادة، والاستدامة، والتعاون الإقليمي، وقال: “نلحظ اهتمامًا متزايدًا من الشباب المصرى بالتعليم النووى وحلول الترابط بين المياه والطاقة — وهى مجالات حيوية لمستقبل شمال إفريقيا”.
واختتم كورميشين بالقول إن مجموعة بريكس باتت تتجاوز كونها تكتلاً اقتصاديًا، لتتحول إلى منصة شبابية عالمية للعمل المشترك، وأضاف: “نحن لا نكتفي بالاستماع إلى أصوات الشباب — نحن نمنحهم الأدوات اللازمة لصياغة مستقبل عادل ومستدام”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.