ألكسندر وانغ، الشاب الأمريكي من أصل صيني المولود عام 1997 في مدينة لوس ألاموس بولاية نيومكسيكو، انسحب من معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) وهو في التاسعة عشرة، ليؤسس شركته “Scale AI” في عام 2016. وخلال أقل من عقد، حول وانغ شركته إلى أكثر مصافي البيانات تأثيرًا في وادي السيليكون، بعدما أدرك أن ما بين 70 إلى 80 في المئة من تكلفة بناء نماذج الذكاء الاصطناعي تُنفق على جمع البيانات وتنظيفها ووسمها.
في يونيو 2025، قفزت قيمة “Scale AI” إلى 29 مليار دولار بعد استثمار استراتيجي من شركة “ميتا”، منحها حصة غير مسيطرة بلغت 49%، وأعطى وانغ مقعدًا لقيادة وحدة “الذكاء فوق البشري” داخل عملاق التواصل الاجتماعي. هذا الدمج بين أكبر خزاني بيانات – ميتا ومخزون “Scale” – وضع وانغ في موقع غير مسبوق للتحكم في سلسلة توريد البيانات على مستوى السوق العالمي.
وانغ يقدّم خدماته لأبرز مطوّري النماذج الذكية مثل: Google، وOpenAI، وAnthropic، وMicrosoft، وAmazon، وحتى وزارة الدفاع الأمريكية. ففي مارس 2025، وقّعت “Scale AI” عقدًا استراتيجيًا مع البنتاغون تحت اسم Thunderforge، لدمج تقنياتها في أنظمة التخطيط العسكري، ما حوّل تحليل البيانات الاستخباراتية إلى قرارات عملياتية خلال دقائق بدلًا من أسابيع، وأثار نقاشات حادة حول أخلاقيات تسليح الذكاء الاصطناعي.
ولم يكتفِ وانغ بالبيانات؛ بل أطلق أيضًا منصة “Scale Evaluation” لاختبار نماذج اللغة وكشف ثغراتها، ليتحول إلى “الحَكَم” الذي يضبط جودة النماذج، بينما يبيع لها “كرة المباراة”. هذه الاستراتيجية المزدوجة أثارت مخاوف من تضارب المصالح، خاصة بعد دخوله إلى ميتا، ودَفعت منافسين مثل Google وOpenAI إلى البحث عن مورّدين بدلاء.
وانغ يحظى بدعم من شبكة تمويل يقودها صندوق “Founders Fund”، إلى جانب مستشارين من الأوساط الأمنية الأمريكية. وبعد تنصيب الرئيس دونالد ترامب في 2024، مثل وانغ أمام الكونغرس داعيًا إلى الحفاظ على التفوق الأمريكي في مجال الذكاء الاصطناعي، ما عزز من حضوره السياسي وتأثيره في رسم السياسات التقنية.
ورغم هذا النجاح، تواجه “Scale AI” انتقادات متزايدة تتعلق بظروف عمل مجمّعي البيانات في دول الجنوب العالمي، ومخاطر الخصوصية الناتجة عن ضخامة البيانات الحساسة التي تمر عبر منصاتها. كما يُحذر خبراء من أن تمركز هذه السلطة في يد طرف واحد قد يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الابتكار، ويضعف روح المنافسة في القطاع.
وبالنسبة للمؤسسات الإعلامية مثل “سبق”، فإن نموذج وانغ يمثل تذكيرًا واضحًا بأن جودة المحتوى الآلي مرهونة بجودة البيانات التي يتغذى عليها. الاعتماد الكلي على موردٍ واحد قد يُعرّض غرف الأخبار لمخاطر تسعيرية وتشغيلية كبيرة، ما يتطلب خططًا بديلة لجمع البيانات داخليًا أو عبر موردين متنوعين، مع تبني معايير تقييم مستقلة لضمان جودة المخرجات وموثوقيتها.
ألكسندر وانغ لم يعد مجرد ملياردير شاب؛ بل أصبح “عنق الزجاجة” الذي تمر عبره أغلب مسارات الذكاء الاصطناعي، ما يجعل قراراته وتأثيره محوريين في الابتكار المدني والعسكري على حد سواء.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.