15 يونيو 2025, 9:05 صباحاً
وسط تصاعد غير مسبوق للتوترات في الشرق الأوسط، قررت بريطانيا ممثلة في زعيم حزب العمال كير ستارمر، تحريك طائرات مقاتلة وسفن عسكرية أخرى نحو المنطقة، معلناً رفضه استبعاد "الدفاع" عن إسرائيل في مواجهة الضربات الإيرانية، وهذا التحرك، الذي أتى بعد الهجوم الإسرائيلي على برنامج إيران النووي وقيادتها العسكرية، يضع لندن في موقف حرج أمام تهديدات طهران باستهداف القواعد البريطانية في المنطقة حال تدخلها، وفي خطوة تثير تساؤلات حول الدور البريطاني، بين خفض التصعيد أو الانخراط في صراع أوسع، تستعد القوات الجوية البريطانية لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة، بينما تتكثف الاتصالات الدبلوماسية مع قادة العالم في محاولة لاحتواء الأزمة.
تحريك الأصول
وأكد كير ستارمر، في تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة المتجهة إلى قمة مجموعة السبع، أن "المملكة المتحدة تحرك أصولاً إلى المنطقة، بما في ذلك الطائرات، وذلك للدعم الطارئ"، وهذه التصريحات جاءت بعد سلسلة من المكالمات الهاتفية التي أجراها مع عدد من القادة الدوليين، في الساعات التي تلت الهجوم الإسرائيلي على إيران، ومن بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأوضح ستارمر أن القرارات المتخذة تهدف إلى "اتخاذ القرارات الصحيحة للمملكة المتحدة"، وذلك رداً على التهديدات الإيرانية ضد قواعد أي دول غربية تتدخل لمساعدة إسرائيل، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وذكرت الحكومة البريطانية أن هذا التحرك سيتضمن انضمام طائرات مقاتلة سريعة إضافية إلى تلك الموجودة بالفعل في المنطقة، إلى جانب المزيد من طائرات التزويد بالوقود، بهدف "توفير دعم طارئ في جميع أنحاء الشرق الأوسط، إذا استمر التصعيد"، ويُفهم أن هذه الاستعدادات بدأت صباح الجمعة، عقب الهجوم الإسرائيلي على برنامج إيران النووي وقيادتها العسكرية العليا، ومع ذلك، لم تشارك المملكة المتحدة حتى الآن في أي عمل عسكري مباشر، أو في اعتراض صواريخ إيرانية استهدفت إسرائيل.
دعوات التهدئة
وشدد ستارمر على ضرورة خفض التصعيد، مؤكداً أن "هناك خطراً كبيراً للتصعيد في المنطقة وعلى نطاق أوسع فيما يتعلق بالصراع"، لافتاً إلى "تأثير ذلك بالفعل على الاقتصاد وأسعار النفط"، وأشار إلى أن لديهم "مخاوف طويلة الأمد بشأن البرنامج النووي الإيراني"، وفي الوقت نفسه "يدركون حق إسرائيل في الدفاع عن النفس" على حد قوله.
وفيما يتعلق بالتحذيرات المسبقة من الضربة الإسرائيلية، رفض ستارمر الكشف عن تفاصيل، مكتفياً بالقول: "لن أخوض في المعلومات التي كانت لدينا في ذلك الوقت أو منذ ذلك الحين"، وأضاف: "لكننا نناقش هذه الأمور بشكل مكثف مع حلفائنا... إنه تدفق مستمر للمعلومات بين حلفائنا، وبيننا وبين الولايات المتحدة"، وتؤكد لندن على أن رسالتها الدائمة للجميع هي "خفض التصعيد"، وأن جميع المناقشات والتحركات تصب في هذا الاتجاه.
تقدير المخاطر
وحذر الخبراء من أن تهديد إيران بالرد على المملكة المتحدة وحلفائها يجب أن "يؤخذ على محمل الجد"، معتبرين أن طهران قد تتخذ إجراءات كانت "لا يمكن تصورها سابقاً"، وترى بوركو أوزجليك زميلة باحثة أولى في أمن الشرق الأوسط، أن النظام الإيراني في "وضع البقاء" ويسعى للتخلص من الصورة النمطية بأنه "نمر من ورق"، وتضيف أن الخيارات الإيرانية "محدودة"، لكنها "تشعر بأنها محاصرة، وقد تقيم طهران أنه ليس لديها خيار سوى المخاطرة بمخاطر لم تكن متصورة من قبل"، وهذا السياق المعقد يدفع لندن إلى الموازنة بين دعوات الدبلوماسية وضرورة الاستعداد العسكري، تحسباً لأي تصعيد غير محسوب.
وترى ماريون مسمر زميلة باحثة أولى في برنامج الأمن الدولي، أن التهديدات الإيرانية تبدو "تحذيراً استباقياً" للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، وعلى الرغم من أن إسرائيل حليفة لبريطانيا، إلا أن الوضع الراهن لا يشير إلى حاجة فورية لدعم عسكري إضافي لها، فهل تنجح الدبلوماسية المكثفة في احتواء هذا التصعيد الخطير، أم أن المنطقة على موعد مع فصول جديدة ستوسع نطاق الحرب؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.