فن / ليالينا

حملة مضادة للزفاف الكبير: إيطاليا ترفض استقبال عرس جيف بيزوس

 تستعد مدينة فينيسيا لاستقبال حفل زفاف يُنتظر أن يكون من بين الأضخم والأكثر فخامة هذا العام، حيث يُتوقع أن يعقد الملياردير جيف بيزوس قرانه على الإعلامية السابقة لورين سانشيز في الفترة الممتدة بين 24 و26 يونيو الجاري.

لكن بينما تُجهّز اليخوت والقصور والزهور البيضاء، يستعد السكان بطريقة مختلفة تماماً، فقد انطلقت حملة احتجاجية واسعة بعنوان "No space for Bezos" – "لا مكان لبيزوس" – تعبيراً عن رفضهم لما يعتبرونه استحواذاً من النخبة الثرية على مدينتهم التي تعاني أصلاً من ضغوط الجماعية.

لافتات لمناهضة زفاف جيف بيزوس Jeff Bezos ولورين سانشيز Lauren Sánchez

بلغت الاحتجاجات ذروتها عندما علّق ناشطون محليون لافتة ضخمة على كنيسة سان جورجيو التاريخية كُتب عليها "No Bezos"، في مشهد رمزي حمل رسالة مفادها أن قدسية المكان لا ينبغي أن تُدنّس بفخامة زائفة لا تمت لثقافة المدينة بصلة.

الكنيسة تقع في جزيرة سان جورجيو ماجيوري، إحدى أبرز مواقع البندقية، والتي تُعد من الوجهات المُحتملة لإقامة مراسم الزفاف. وتحدثت الناشطة فيديريكا تونينيلو، إحدى المنظّمات للحملة، لوسائل إعلام محلية مؤكدة أن السكان سيتخذون موقفاً جسوراً: "سنملأ الشوارع بأجسادنا، وسنُغلق القنوات بزوارق النجاة والمراكب الصغيرة.. بيزوس لن يصل إلى ميسيريكورديا".

الغضب يتجاوز الثراء: مخاوف من تهديد التراث وتشويه المدينة

احتجاجات السكان ليست موجهة ضد العرس بذاته، بل تعكس حالة متصاعدة من الغضب إزاء ما يصفونه بـ"ديزنيفكة فينيسيا"، أي تحويل المدينة إلى واجهة استعراضية مفرغة من روحها وثقافتها المحلية.
الناشطون يعتبرون أن هذه المناسبات تُمثل شكلاً من أشكال الاستعمار السياحي، حيث تتعرض المدينة، التي تُعدّ من مواقع التراث العالمي، لاستغلال مبالغ فيه من قبل النخبة المالية العالمية دون أي عائد فعلي للمجتمع المحلي.

النائب المعارض في المجلس البلدي، جيوفاني أندريا مارتيني، وصف الاحتفال المرتقب بأنه "رمز فجّ لفقدان فينيسيا سيادتها الثقافية"، قائلاً: "هذه ليست مناسبة اجتماعية. هذا حفل زفاف بملايين الدولارات لا يقدّم شيئاً للمدينة، بل يزيدها إنهاكاً. لا أحد من السكان سيستفيد منه، بل سنتحمل أعباءه فقط".

بلدية فينيسيا ترد: لا ضرر على السكان ولا تعطيل للسياحة

من جهتها، دافعت بلدية فينيسيا عن تنظيم الحدث، مؤكدة أن "الزفاف سيكون محصوراً ضمن حدود ضيقة"، وأن قائمة المدعوين لن تتجاوز 200 شخص.

وأكد عمدة المدينة، لويجي بروغنارو، أن "الحدث لن يُعطّل حياة السكان ولا حركة السياح"، واصفاً الحملات المناهضة بأنها "مبالغات ذات أهداف سياسية"، قائلاً: "ما يحدث عارٌ.. لا يمكن أن نجعل من كل مناسبة دولية تهديداً".

ومع ذلك، فإن هذه التصريحات لم تُقنع المحتجين الذين يعتبرون أن المدينة لم تعد تتسع إلا للأثرياء، وأن الفعاليات الكبرى تقام على حساب البنية التحتية، والهدوء، وخصوصية السكان.

الحفل المنتظر: يخت فاخر وماضٍ مثير للجدل

بحسب التقارير، فإن الاحتفالات ستُقام جزئياً على متن اليخت الفاخر "Koru" التابع لبيزوس، والذي تصل قيمته إلى 500 مليون دولار، وسيُرسى في بحيرة فينيسيا خلال أيام الزفاف.

ويُقال إن قائمة الضيوف ستضم شخصيات بارزة من عالم الأعمال والفن، في حين بقيت تفاصيل الزفاف محاطة بالسرية التامة، بما في ذلك هوية المصمم الذي سيشرف على فستان العروس.

جدير بالذكر أن العلاقة بين بيزوس وسانشيز أثارت الكثير من الجدل عند بدايتها، حيث بدأت خلال فترة زواجهما السابقين. وقد أعلن بيزوس خطوبته على سانشيز في مايو ، بعد طلاقه من ماكينزي سكوت، وطلاق سانشيز من باتريك وايتسيل.

فينيسيا بين الذاكرة والاستعراض: هل فقدت المدينة هويتها؟

تعكس هذه القضية معاناة متكررة في المدن الأوروبية التاريخية، حيث تتواجه الجذور المحلية مع الزحف التجاري والسياحي. فينيسيا، التي تغرق بالفعل في زحام السياح، باتت وفق ما يقول السكان "مُستعمَرة مناسبات" لا تعود عليهم بشيء سوى الضوضاء، وارتفاع الأسعار، وانحسار الفضاء العام.

وعلى الرغم من أن الزفاف لم يُعقد بعد، فإن الجدل المثار حوله ربما يترك أثراً أطول من الزهور والشموع التي ستُضاء خلاله. وربما تسير مراسم العرس كما خُطط لها، لكن من المؤكد أن السكان سيواصلون رفع أصواتهم: لا مكان لبيزوس في مدينتنا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا