15 يونيو 2025, 11:54 صباحاً
تدفقت أعداد غفيرة من المتظاهرين إلى الشوارع والحدائق والساحات عبر مختلف المدن الأمريكية، من المراكز الحضرية الكبرى وصولًا إلى البلدات الصغيرة، تعبيرًا صريحًا ومباشرًا عن زيادة الرفض الشعبي لسياسات الرئيس دونالد ترامب، بالتزامن مع استعراض عسكري ضخم للجيش الأمريكي بمناسبة الذكرى الـ 250 لتأسيسه وعيد ميلاد ترامب في العاصمة واشنطن، وتجمع ملايين المتظاهرين، من مختلف الأعمار والخلفيات، مدفوعين بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق المهاجرين، ورفعوا شعارات مناهضة للسلطوية، في يوم سيشكل علامة فارقة في تاريخ الحراك المدني الأمريكي، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".
تحديات ميدانية
وعلى الرغم من دعوات حكام الولايات للهدوء وتعهدهم بعدم التسامح مع العنف، وتعبئة بعضهم للحرس الوطني، إلا أن المواجهات الميدانية ظلت محدودة، ففي لوس أنجلوس، التي شهدت سابقًا احتجاجات واسعة النطاق ضد حملات إنفاذ قوانين الهجرة الفيدرالية، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وذخائر مكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين بعد انتهاء الفعاليات الرسمية، وفي بورتلاند، لجأ الضباط إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع ومقذوفات لتفريق حشد تجمع أمام مكتب الهجرة والجمارك الأميركية حتى ساعات متأخرة من المساء.
وفي سولت ليك سيتي بولاية يوتا، فتحت الشرطة تحقيقًا في حادث إطلاق نار وقع أثناء مسيرة بوسط المدينة، وأسفر عن إصابة شخص بجروح خطيرة، وقد أكد رئيس الشرطة بريان ريد اعتقال ثلاثة أشخاص على صلة بالحادث، من بينهم المشتبه به الرئيسي الذي تعرض هو الآخر لإصابة بطلق ناري، وأضاف ريد أن مطلق النار كان يسير على ما يبدو بجانب الآلاف من المتظاهرين، ومع ذلك، لا تزال دوافع إطلاق النار، وما إذا كان له دوافع سياسية أو ما إذا كان المتورطون يعرفون بعضهم البعض، قيد التحقيق.
أصوات مدوية
وشهدت مدن مثل نيويورك، ودنفر، وشيكاغو، وأوستن، حشودًا هائلة وصاخبة سارت وهتفت ودقت الطبول، وفي أتلانتا، بلغ الحدث طاقته الاستيعابية البالغة 5000 شخص بسرعة، مع تجمع آلاف آخرين خارج الحواجز للاستماع إلى المتحدثين أمام مبنى الكابيتول بالولاية، وفي سياتل، قدرت السلطات أن أكثر من 70 ألف شخص حضروا أكبر تجمع في المدينة، وكانت هذه المظاهرات، التي تتزامن مع الذكرى الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكي، مناسبة للتعبير عن السخط العميق تجاه سياسات ترامب.
وفي واشنطن، تجمع حوالي 2000 محتج بالقرب من لوغان سيركل وهتفوا "ترامب يجب أن يرحل الآن"، ثم علت هتافاتهم ابتهاجًا بوصول دمية عملاقة لترامب، تصور كاريكاتوريًا لترامب يرتدي تاجًا ويجلس على مرحاض ذهبي، وفي بعض الأماكن، وزع المنظمون أعلامًا أميركية صغيرة، بينما رفع آخرون أعلامهم مقلوبة كدليل على الضيق، كما ظهرت الأعلام المكسيكية، التي أصبحت رمزًا ثابتًا في احتجاجات لوس أنجلوس ضد حملات الهجرة، وفي كولبيبر بولاية فيرجينيا، أصيب شخص بصدمة من سيارة دفع رباعي تعمد سائقها، البالغ من العمر 21 عامًا، تسريعها نحو الحشد.
حراك جماهيري
وتعقب هذه المظاهرات سلسلة من الاحتجاجات على حملات إنفاذ قوانين الهجرة الفيدرالية التي بدأت الأسبوع الماضي، والتي تضمنت أمر ترامب بنشر الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجلوس بعد أن قام المتظاهرون بإغلاق طريق سريع وإضرام النار في السيارات، وأكد الائتلاف المنظم للمظاهرات أن "الأمريكيين، في جميع أنحاء الولايات الحمراء والزرقاء، والمدن الريفية والمدن الكبرى، وقفوا في وحدة سلمية ضد سياسات ترامب".
وفي فيلادلفيا، تجمع الآلاف في وسط المدينة، وحملوا لافتات تدعو إلى "محاربة الأقلية" و"ترحيل الموسولينيين المصغرين"، وعبرت ممرضة تدعى كارين فان تريست، عن قلقها العميق بشأن تسريح إدارة ترامب للموظفين في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ومصير مجتمعات المهاجرين، ومحاولات ترامب للحكم بأوامر تنفيذية، وفي مينيسوتا، نصح الحاكم تيم والتز وقوات إنفاذ القانون بعدم حضور التجمعات "من باب الحذر الشديد" بعد إطلاق النار على مشرعين ديمقراطيين بالولاية، وعلى الرغم من إلغاء عشرات الفعاليات، إلا أن عشرات الآلاف لا يزالون يشاركون في المظاهرات.
تداعيات مستمرة
وفي تكساس، تمضي التجمعات قدمًا، وفي ميسيسيبي بدأت مظاهرة شارك فيها المئات، وعبر المتظاهرون عن دعمهم للمجتمعات الملونة، وفي بورتلاند، أطلق ضباط الهجرة الفيدراليون الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مكتب الهجرة والجمارك، مما أدى إلى إعلان الشرطة الحدث بمثابة أعمال شغب واحتجاز شخصين على الأقل، فهل ستتواصل هذه الاحتجاجات في ظل هذه التوترات المستمرة؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.