قنا - صابر سعيد

عرفها التاريخ وعرفتها نقادة لأول مرة منذ مئات السنين ولذلك لها طابع خاص، فكل من يعمل فيها ويحبها بشغف من كبار السن الذين تعلقوا بها على مدار سنوات حياتهم، فمن يعمل فيها لا يمكن أن يتخلى عنها، هم حراس وصناع في نفس الوقت حافظوا على الحرفة من الضياع وطوروا من صناعتها.

الفركة أو الشال اليدوي المصنوع على النول هي أشهر الصناعات اليدوية في تاريخ محافظة قنا، والتي اعتمدت على النول اليدوي بشكل أساسي، ورغم أن هناك عددا قليلا يعمل بها إلا أنهم من كبار السن البالغين سن المعاش وربات البيوت، فالمهنة أطلق عليها مهنة الستر لأنها تستر أصحابها وتمثل مصدر دخل لهم بشكل يومي.

ثروت رزيقي، أكبر صناع الفركة في مدينة نقادة، عمل بعمر 11 عاما، بحسب قوله، ووقتها تعلمها من أحد أقاربه الذين عملوا في ذلك المجال من قبله، وبعد سنوات التحق بوظيفة لكنه لم يتخلى عنها وظل يعمل في أوقات فراغه حتي بلوغه سن المعاش.

وأوضح رزيقي، أن النول اليدوي له أنواع فبدأ بالفركة والشال السوداني حتي انتهي بالشال السياحي الذي يباع إلي السائحين في الوقت الحالي، واختلف النول في الوقت الحالي عن النول القديم الذي كان يحفر له في الأرض ويجلس داخله الصانع.

أما عن العم سيد محمد، عمل في تلك الصنعة بعمر 10 سنوات وهو بعمر 70 عاما الآن، وتعلمها على يد والده الذي كان يعمل فيها أيضًا، بدأ بمساعدته ثم العمل على النول والتعرف على القطع التي به وكيفية إنتاج قطع الفركة وهي الشال اليدوي المصنوع من الحرير في بداية الأمر وكان يصدر إلى أم درمان في السودان بشكل كامل، فلا يخلو منزل سوداني من الفركة المصري "النقادي".

وأشار العم حسن فاوي، إلى أنه تعلم صنعة الفركة وهو في عمر 14 عاما وذلك من والده أيضا الذي عمل فيها بالوراثة أيضا فهي حرفة قديمة عمل فيها آلاف الأسر في محافظة قنا، وعمل فيها حتي بعد بلوغه سن المعاش، حيث التحق للعمل في التربية والتعليم وكان يعمل فيها بعد عودته من العمل لتساعده على الدخل وتربية الأبناء، وبعد بلوغه سن المعاش تفرع للحرفة من الجديد وحافظ على تواجد النول الفرعوني القديم الذي يختلف عن الحديث في الشكل والإمكانيات.

العم عبد الهادي محمد، لفت إلى أنه تعلم صنعة الفركة وهو في عمر صغير على يد الآباء والأجداد الذين عملوا في تلك الحرفة أيضًا وعلى مدار أكثر من 50 عاما يعمل فيها ورغم عمله في مجالات أخرى إلا أنه حافظ على التواجد فيها وتفرغ لها بشكل كبير بعد بلوغه سن المعاش، فأصبحت الحرفة قصة عشق من نوع خاص بالنسبة له توفر له نفقات تساعده على تحسين دخله والتواجد مع عدد من كبار السن والشباب واستغلال وقته الاستغلال الأمثل بدلًا من إهداره دون عمل.

وأوضح عبد الهادي، أن الفركة تعتمد بشكل أساسي على النول اليدوي، ومن الأدوات التي تستخدم فى صناعة الفركة منها القطعة الأهم النول، ويركب بطريقة تجعله قابلة للفك والتركيب، بالإضافة إلى استخدام خامات القطن المصرى والكتان والصوف والحرير، ومن القطع المهمة أيضًا المكوك الذي يستخدم في نسج الخيوط والتحويل من اليمين إلى اليسار والعكس حتى تكتمل القطعة والتي قد تستغرق يومًا أو عدة أيام إذا كانت بمقاسات كبيرة أو قطعة للسجاد أو غيرها من القطع الكبيرة التي تحتاج إلى وقت.

حرفة نسيج تراثية

حراس التراث

حراس التراث

الفركة