جنوب سيناء- محمد حسين

تتمتع محافظة جنوب سيناء بموقع جغرافي فريد جعلها من أغنى محافظات مصر بثروة سمكية متنوعة، تتوزع على مدار العام وتعد من المصادر الغذائية والاقتصادية والسياحية الهامة. هذا الامتداد الطبيعي على خليجي السويس والعقبة منح شواطئ جنوب سيناء بيئة بحرية غنية ومتنوعة، تضم عشرات الأنواع من الأسماك التجارية والزينة، فضلًا عن الشعب المرجانية النادرة، ما يجعل من هذه المنطقة مخزونًا استراتيجيًا للأمن الغذائي ومقصدًا للباحثين عن الاستثمار في مجال الثروة البحرية.

بحسب بيانات محافظة جنوب سيناء تتركز إنتاجية الثروة السمكية في جنوب سيناء في منطقتي رأس سدر ورأس مطاحن، واللتين تتمتعان بشواطئ نظيفة ومياه دافئة تجتذب الأسماك على مدار السنة. وتبرز أهمية هذه المناطق بشكل خاص خلال موسم صيد السهلية، وهو من المواسم البحرية المنتظرة سنويًا ويستمر خلال أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر. وتعد السهلية من الأسماك المفضلة محليًا، ليس فقط لطعمها المميز، بل أيضًا لقيمتها الغذائية العالية وسهولة صيدها في تلك الفترة.

وبحسب بيانات محافظة جنوب سيناء، تضم المياه الإقليمية للمحافظة قائمة طويلة من الأسماك التي تمثل مصدرًا أساسيًا للبروتين الحيواني لسكان المحافظة والمناطق المجاورة. من أبرز الأنواع المنتشرة: شعور، كشر، محسن، بياض، دراك، بنجر، قاصة، بورى، حفار، سيجان، وسهلية. وتوفر هذه الأنواع تنوعًا كبيرًا في الاستخدام الغذائي، ما بين المشوي والمقلي والمجفف، وتلبي احتياجات الأسواق المحلية والسياحية في المنتجعات والفنادق.

ليست الأسماك المخصصة للغذاء وحدها ما يميز جنوب سيناء؛ إذ تحتل أسماك الزينة مكانة خاصة، خصوصًا في منطقة خليج العقبة، التي تشتهر بكونها موطنًا لعدد كبير من أنواع أسماك الزينة النادرة. وقد أدركت المحافظة القيمة الاقتصادية لهذه الكائنات البحرية الجمالية، فأنشأت مشروعًا خاصًا بتربية أسماك الزينة وتصديرها، مما يسهم في جلب عملة صعبة للبلاد وتنشيط قطاع الاستزراع السمكي غير التقليدي.

ويُسمح بصيد أسماك الزينة في مختلف سواحل المحافظة، باستثناء المناطق المحمية وأماكن الغوص البيئي، لضمان الحفاظ على التنوع البيولوجي وعدم الإضرار بالأنظمة البيئية الحساسة. وتشير الإحصاءات إلى أن كمية الأسماك التي يتم تصديرها سنويًا تبلغ حوالي 20 ألف سمكة، ما يعكس حجم الطلب الخارجي والإقبال على اقتناء هذه الأنواع من الهواة ومحبي تربية الأسماك في الأحواض.

من بين أبرز نقاط الجذب البحرية في جنوب سيناء، تبرز منطقة رأس محمد الواقعة في نقطة التقاء خليجي العقبة والسويس، والتي تعد من أغنى المناطق بالشعاب المرجانية والأسماك الملونة. وتتمتع هذه المنطقة بحماية بيئية عالية، حيث تُعد من المحميات الطبيعية المدرجة ضمن أفضل مواقع الغوص في العالم. وتعزز هذه البيئة البحرية الاستثنائية السياحة البيئية وتدعم اقتصاد المحافظة من خلال الرحلات البحرية والغوص ومراقبة الكائنات البحرية.

إلى جانب الثروة السمكية، تتميز بعض مناطق المحافظة بوجود أعشاب ونباتات بحرية أثبتت فعاليتها من الناحية الطبية. وقد اعتمد سكان سيناء منذ عقود على العلاج بالأعشاب المستخلصة من هذه النباتات البحرية في علاج العديد من الأمراض، منها البرد، الكحة، المغص، الأمراض الجلدية، والروماتيزم. ويعكس هذا الاستخدام المحلي عمق المعرفة البيئية والطبية لدى المجتمع السيناوي، كما يفتح آفاقًا جديدة لتطوير قطاع الطب البديل والمنتجات الطبيعية المستخلصة من الثروات البحرية.

في الوقت ذاته، تبرز فرص واعدة للاستثمار في الاستزراع السمكي، مشاريع تربية أسماك الزينة، تصنيع الأعشاب البحرية، وإنشاء مراكز أبحاث بحرية لدراسة التنوع البيولوجي واستدامته.

تسعى محافظة جنوب سيناء إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة البحرية، من خلال سن قوانين صارمة لتنظيم عمليات الصيد، ومنع الصيد الجائر، والتوعية المجتمعية بأهمية الحفاظ على الحياة البحرية. ويأتي ذلك ضمن استراتيجية أوسع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وجعل سيناء نموذجًا للبيئة المتوازنة والاقتصاد القائم على الثروات الطبيعية المتجددة.

تمثل الثروة السمكية في محافظة جنوب سيناء إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد المحلي والمخزون الاستراتيجي لمصر في قطاع الغذاء والبيئة والسياحة. وبينما تزخر الشواطئ والخلجان بمئات الأنواع البحرية، فإن الحفاظ على هذه الثروات، وتطوير بنيتها التحتية، واستثمارها بشكل ذكي ومستدام، هو الطريق الأمثل نحو مستقبل بحري مزدهر يحمل الخير لأبناء سيناء ومصر كلها.

الثروة السمكية

الثروة السمكية

الثروة السمكية

أنواع مختلفة من الأسماك

مشهد عام للبحر

سمكة شيطان البحر

شيطان البحر

شيطان البحر

السمكة أم كرباج من أشهر المخلوقات الغريبة البحرية

السمكة أم كرباج

المانتا

سمكة المانتا

شيطان البحر السمكة أم كرباج

شيطان البحر