شهدت الساعات القليلة الماضية عودة الفنان الكويتي الكبير عبدالله الرويشد إلى أرض الوطن، بعد رحلة علاجية استمرت عدة أسابيع في ألمانيا، حيث خضع لبرنامج علاجي دقيق لمتابعة وضعه الصحي، وسط حالة من القلق والاهتمام الكبير من جمهوره في الكويت والعالم العربي.

عودة عبدالله الرويشد كانت محط أنظار الصحافة والجمهور على حد سواء، خاصة بعد تأكيد أفراد من عائلته أن حالته الصحية تشهد تحسنًا ملحوظًا، إلا أنهم شددوا في بيان مقتضب على أنه لا يزال بحاجة لبعض الوقت من الراحة التامة قبل استئناف أي نشاط فني، مع التأكيد على أنه يمر بمرحلة استشفاء دقيقة تتطلب الهدوء والابتعاد عن الضغوط.

رسالة الفنانة نوال لعبدالله الرويشد

لم تمضِ ساعات على انتشار خبر عودة عبدالله الرويشد حتى بدأت رسائل الدعم والترحيب تتوالى من زملائه النجوم، وكان أبرزها رسالة نوال الكويتية التي كتبت عبر منصة إكس الحمد لله على السلامة وإن شاء الله إنك أحسن أخوي، نورت دارك.

رسالة نوال الكويتية، التي تجمعها علاقة أخوية متينة وطويلة مع عبدالله الرويشد، لاقت تفاعلًا واسعًا من جمهورها وجمهور سفير الأغنية الخليجية، وحرصت على التأكيد أن فرحتها بعودته لا توصف، مضيفة أن الساحة الفنية لا تكتمل إلا بحضوره وصوته وإحساسه الذي لا يشبه أحدًا.

الفنانون يتفاعلون

عدد كبير من الفنانين والفنانات شاركوا منشورات وتعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ترحيبًا بعودة عبدالله الرويشد، من بينهم الفنان نبيل شعيل الذي نشر صورة قديمة جمعته مع عبدالله الرويشد وكتب رجعت لنا يا بو عبدالله بالسلامة، وطمني عليك أكثر لما أشوفك ونسمع صوتك من جديد.

كذلك، كتبت الفنانة شذى حسون عبر إنستغرام ستوري الحمد لله على سلامتك فناننا الكبير، اشتقنا لصوتك وإطلالتك، الله يتمم شفاك على خير.

من جانبه، عبّر علي كاكولي عن سعادته قائلًا عبدالله الرويشد مو بس صوت، هو ذاكرة وطن. الله يحفظه ويتمم عليه الصحة.

دعم جماهيري لا ينقطع

إلى جانب الفنانين، واصل الجمهور الكويتي والخليجي إرسال رسائل المحبة والدعاء لعبدالله الرويشد، وقد تم إطلاق وسم عودة عبدالله الرويشد الذي تصدّر منصات التواصل في الكويت لساعات، وتنوعت فيه التغريدات بين الدعاء له بالصحة والسلامة، واسترجاع ذكريات أغنياته التي شكلت جزءًا من وجدان أكثر من جيل.

من أبرز التعليقات المتداولة: "عبدالله الرويشد مو بس فنان، هو علم من أعلام الكويت.. عودًا حميدًا يا صوت الوطن"، "صوته رافق أفراحنا وحزننا، وعودته فرحة حقيقية بعد أسابيع من القلق"، "ألف سلامة للفنان الكبير، إن شاء الله يرجع يغني لنا لي مرني طيفه قريبًا".

رحلة عبدالله الرويشد العلاجية

رغم مكانته الفنية الكبيرة، اختار عبدالله الرويشد أن يخوض رحلته العلاجية بعيدًا عن الضجة الإعلامية، مكتفيًا بتحديثات محدودة من العائلة والمقربين. وعُلم أن الفنان تلقى متابعة طبية دقيقة في أحد المراكز المتخصصة في ألمانيا، حيث خضع لفحوصات متكررة وعلاج فيزيائي لتحسين حالته، وسط التزام تام بالراحة والنصائح الطبية.

العائلة، بدورها، أكدت أن حالته كانت تحتاج إلى الهدوء والخصوصية، وهو ما دفعهم إلى التزام الصمت خلال فترة العلاج، مكتفين بالتواصل المباشر مع الدائرة المقربة دون إصدار بيانات إعلامية متكررة.

محطة للتأمل واستعادة النشاط

من المعروف أن عبدالله الرويشد من الفنانين القلائل الذين استمروا في تقديم أعمال جديدة وحفلات منتظمة خلال السنوات الماضية، رغم تقدمه في العمر، وحرصه على البقاء على تواصل دائم مع جمهوره. ويرى كثيرون أن هذه المحطة الصحية ربما تمثل فرصة له لإعادة التوازن، والتأمل في مسيرته الغنية التي تجاوزت أربعة عقود.

في هذا السياق، رجّح مقربون أن عبدالله الرويشد قد يتريث في العودة للحفلات أو الأعمال الجديدة خلال الفترة القريبة، مركزًا على الراحة والالتفاف حول عائلته، لكنه يخطط لاحقًا لتقديم عمل فني خاص بمناسبة عودته، قد يكون أغنية وطنية أو إنسانية تجسد محنته الأخيرة وشكره العميق لكل من دعمه ودعا له.

مسيرة لا تشيخ

عبدالله الرويشد الذي بدأ مشواره منذ ثمانينيات القرن الماضي، لا يزال يشكل أحد أعمدة الغناء الخليجي، بصوته الدافئ وأدائه المتزن، وقدرته على مزج الكلاسيكيات بالأغنية الحديثة. ويُعرف بأنه من الفنانين القلائل الذين حافظوا على مستواهم دون السقوط في فخ الابتذال أو التكرار، وهو ما يجعل جمهوره من كافة الأعمار ينتظر عودته بكل شوق.

في النهاية، تبقى عودة عبدالله الرويشد خبرًا مفرحًا في زمن الأخبار الصعبة، وتُثبت مجددًا أن الفن الحقيقي لا يغيب، وأن المحبة الصادقة تتجلى في الأوقات الحرجة، كما تجلّت في لحظة احتفاء الكويت والخليج بعودة أبو خالد إلى حضن الوطن.