في عصر طغت فيه الشاشات، وتوارى فيه وهج التواصل الإنساني خلف واجهات الهواتف الذكية، آثر الطبيب الإماراتي، منصور أنور حبيب، أن يعيد للطب وجهه الإنساني، ونسج خيوط تواصل ناضج وفاعل مع أبناء مجتمعه، قوامه النصح الأمين، والإرشاد الرصين والمعرفة الموثوقة، سعياً منه لترسيخ ثقافة التفاعل الأخلاقي المثمر بين الطبيب والمريض، الذي اعتبره الدكتور منصور دستور المهنة.
وتبلورت هذه المسؤولية الإنسانية عبر إطلاق مبادرة تطوعية شخصية تحمل اسم «دختر الفريج» (طبيب الحي)، مخصصة للاستشارات الصحية، أدرج من خلالها استشاري طب الأسرة والصحة المهنية، الدكتور منصور أنور حبيب، رقم هاتف متحرك، يتلقى من خلاله الاستفسارات الطبية عبر «واتس أب»، للمبادرة بالرد عليها وتوجيه المريض للمسار العلاجي الأنسب حسب متطلبات كل حالة، متيحاً بذلك لكل فرد من أفراد المجتمع نافذة مجانية للتواصل والاستشارة الطبية المباشرة بشكل مجاني.
جميل الوطن
وأكد الدكتور منصور حبيب لـ«الإمارات اليوم» أن مبادرته التطوعية هذه تنبثق من رغبته الصادقة في رد الجميل للوطن، وتوفير قناة تواصل مباشر تحفظ خصوصية المريض وتعيد الطمأنينة إلى قلبه، مضيفاً: «لم يكن الهدف متعلقاً بتحقيق الشهرة أو البروز الإعلامي، وإنما تحقيق التأثير الإيجابي وتقديم المساعدة، وقد جاء اختيار (واتس أب) تحديداً لأنه الوسيلة الرقمية الأنسب التي تتيح حواراً شخصياً بين الطبيب والمريض يحفظ خصوصيته ويضمن سرية المعلومات والتقارير ومختلف الاستفسارات الصحية التي يطرحها».
وتابع الدكتور منصور: «هذه القناة ليست بديلاً عن العيادات الطبية، بل أشبه بطب افتراضي أوّلي وليس عيادة رقمية، لهذا أتمنى ممن يطلع على هذا اللقاء الاحتفاظ برقم هذه الخدمة (0556544544)، لأنها قد تكون يوماً ما طوقاً حقيقياً للنجاة».
تصحيح المفاهيم
لا يتوانى الدكتور منصور أنور حبيب عن استقبال الاستفسارات والتقارير الطبية وتوجيه المرضى نحو التخصص المناسب، مؤكداً: «أتناول كل حالة بحالتها، ولا أقدم وصفات دوائية كما لا أتعامل مع الحالات الطارئة، لكنني أقدم رأياً علمياً موثقاً، وأدل الناس إلى الطريق الصحيح»، مؤكداً أن «هدف دختر الفريج لا ينحصر في التشخيص، بل كذلك في تفنيد المفاهيم الخاطئة وتقويم بعض المفاهيم الصحية المتداولة، التي غالباً ما تكون مشوّهة بفعل ما يروّجه بعض الأشخاص من (غير المتخصصين) على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن أصبحت المعلومة الصحية آنية ومجزوءة، وفقد ألق التواصل الإنساني والأسري بين الطبيب والمريض، لهذا أؤكد دوماً على أهمية وقيمة هذا التواصل النفسي والمجتمعي الذي يعد أحد أهم أركان طب الأسرة والذي تكتنزه بالمناسبة تسمية (الحكيم) المنشود في مجال الطب، والذي يتعامل مع الإنسان قبل كل شيء».
تحديات يومية
وحول أبرز التحديات التي يواجهها في تعاملاته اليومية مع المرضى، توقف الطبيب الإماراتي عند تحدي «القناعات المسبقة» التي يصعب زعزعتها، خاصة حين ترتكز على معلومة نصف مغلوطة كما وصفها، موضحاً أن رسالته تكمن في «جعل هذه القناة موثوقة، لأنها غير مرتبطة بأي جهة، ولا تحمل أي غرض ربحي، بل هي مساحة آمنة للوعي والانتماء والتوجيه الصادق».
في هذا الإطار تحمس صاحب «دختر الفريج» في تقييم حصيلة هذه المبادرة التي «أثمرت ولله الحمد نتائج إيجابية، تبدأ من حالات الاطمئنان بعد استشارة الطبيب، وصولاً إلى رسائل الشكر التي تعبّر بصدق عن تأثير بسيط لكنه بالغ الأهمية في حياة الناس».
منظومة متكاملة
مع ازدياد الطلب على «دختر الفريج»، تضاعف العبء والمسؤولية على الدكتور منصور، لكنه لم يفكر في التراجع، مؤكداً أن تظل النصيحة ضمن إطار التوجيه والإرشاد، لأن القرار في النهاية متروك للمريض. وفي الوقت الذي لم يخف الدكتور منصور توقه إلى تحويل «دختر الفريج» إلى «منظومة متكاملة قائمة بذاتها، تستوعب جميع الاختصاصات «فلمَ لا يكون لدينا محامي الفريج، ومهندس الفريج، ومقاول الفريج؟ فنحن بحاجة حقيقية وماسة إلى نظام مجتمعي الكل فيه مفيد حسب اختصاصه».
ونوه الطبيب الإماراتي إلى استيعاب اختصاصه استشارياً في مجال طب الأسرة والصحة المهنية لمختلف المشكلات النفسية المتعلقة بالحياة المهنية، داعياً الموظفين والموظفات إلى استثمار مبادرة «دختر الفريج» لطرح مختلف الاستفسارات المتعلقة بتأثير بيئة العمل على صحة الفرد والعكس: «أوجه دعوة للموظفين والموظفات، إن كنتم تعانون ضغوطاً نفسية أو آلاماً عضلية في بيئات العمل، فإن (دختر الفريج) موجود لدعمكم»، مؤكداً أننا «لسنا ضحايا كما نحب أن نعتقد، لأننا نملك دوماً خيار اتخاذ القرار المناسب، ونملك خيار الوعي، و(دختر الفريج) يبقى مجرد يد تمتد نحو هذا الوعي».
«سوالف دختر الفريج»
إلى جانب مبادرة «دختر الفريج» عبر «واتس أب»، أطلق الدكتور منصور أنور حبيب سلسلة «سوالف دختر الفريج» عبر منصة «إنستغرام»، يقدم من خلالها نصائح طبية أسبوعية ترتبط بما يطرحه المجتمع من أسئلة آنية وموضوعات متفرقة، مثل تجارب اختيار الفيتامينات ومشكلات السمنة والغدة الدرقية والسكري أو آلام الظهر والعضلات في بيئات العمل، واصفاً هذه التجربة بالقول: «متشبث، في كل خطوة وكل محطة من هذا المشوار، بالرسالة التي تنبثق عند الحاجة، وبالتأثير الذي لا يقاس بالأرقام».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.